تعرف إلى أهم مراكز ومتاحف العلوم بالعالم العربي

تعرف إلى أهم مراكز ومتاحف العلوم بالعالم العربي

15 نوفمبر 2017
يلعب التعليم غير الرسمي دوراً في تنمية المهارات (Getty)
+ الخط -

تلعب مراكز ومتاحف العلوم دورا مهما في نشر الثقافة العلمية في كل المجتمعات. فهي توفر مكانا فريدا من نوعه يمكن فيه تقديم الوجه الحقيقي للعلم. تنتشر المراكز والمتاحف العلمية بشكل كبير في الدول المتقدمة، فالولايات المتحدة الأميركية وحدها تضم أكثر من 360 مركزا ومتحفا للعلوم، بينما المملكة المتحدة على صغر مساحتها تحوي قرابة 50 مركزا ومتحفا علميا، الأمر الذي يعكس وجود علاقة وثيقة بين انتشار مراكز ومتاحف العلوم وبين التقدم العلمي للدول، وذلك بسبب دورها الأساسي في إبراز أهمية العلم والتشجيع على دراسته وامتهانه كمسار وظيفي.


ما هي مراكز ومتاحف العلوم؟ وما أهميتها؟

مراكز ومتاحف العلوم هي أماكن تعرض العلوم بشكل مختلف من خلال معارض وعروض تفاعلية ترفيهية بالأساس تهدف إلى تقديم العلوم في إطار ممتع، وتتيح للزوار فرصة التفاعل مع العلم واستكشافه عبر حواسهم المختلفة. وتستهدف مراكز ومتاحف العلوم طلاب المدارس بشكل أساسي، إلا أن جمهورها يمتد إلى الأطفال بكافة مراحلهم السنية وعائلاتهم، كما أنها تستهدف البالغين باختلاف أعمارهم ووظائفهم على السواء. ويمكن القول إن المراكز والمتاحف العلمية ترنو إلى نشر العلم وثقافته والتوعية بأهميته بين أفراد المجتمع.




تتأتى أهمية مراكز ومتاحف العلوم في أنها تلعب دورا محوريا في "تعليم العلوم غير الرسمي" (Informal Science Education)، والذي يقصد به تعليم وتدريس العلوم خارج الإطار الرسمي للمدارس والجامعات بمناهجها الرسمية وشهاداتها المعتمدة. وقد يعتقد بعضهم أن التعليم غير الرسمي خارج المدارس والجامعات أمر هامشي لا يعول عليه، إلا أنه في

حقيقة الأمر فإن التعليم الرسمي يقدر بحوالي 30% فقط من حجم التعليم الذي يتلقاه الإنسان خلال حياته. لذا فإن التعليم غير الرسمي يمثل فرصة حقيقية ينبغي استخدامها، إذ إنه يمثل أكثر من ثلثي ما يتعلمه المرء خلال حياته.

وتوفر مراكز ومتاحف العلوم بيئة فريدة لتعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فمن خلال مختلف الأنشطة التفاعلية الجذابة التي تقدمها تلك المراكز والمتاحف، يتم تقديم العلم للزوار في صورة مختلفة وشيقة يتم فيها الربط بين الحقائق والمعارف العلمية وبين الحياة اليومية. كل هذا يؤدي إلى تعزيز المعارف العلمية لدى زوار المراكز والمتاحف وفهمهم للعلم والطريقة التي يعمل بها، بالإضافة إلى أنها تغير من وجهة نظر الزوار وانطباعاتهم وسلوكياتهم نحو العلم لتصبح أكثر إيجابية. وتشير الأبحاث في هذا الصدد إلى أن مراكز ومتاحف العلوم واحدة من أهم خمسة أسباب تحفز الطلبة والطالبات على اتخاذ مسار وظيفي مرتبط بالعلم.



المراكز العلمية في العالم العربي

بدأ مؤخرا الاهتمام بإنشاء متاحف ومراكز العلوم في الوطن العربي. إلا أنه على الرغم من قلة عددها فإن لها أثرا بالغا في تغيير الانطباع السائد عن العلوم في الوطن العربي، وتشجيع الأطفال وطلاب المدارس على دراسة العلوم وامتهانها في المستقبل. نتناول في تلك المقالة أربعة من المراكز العلمية في المنطقة العربية المنضمة تحت لواء "رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط" المعروفة اختصارا باسم (Names).



1- مركز القبة السماوية العلمي في مدينة الإسكندرية بمصر، والذي يعد من أوائل المراكز العلمية في المنطقة، إذ تم افتتاحه في عام 2002. يضم المركز قبة سماوية كبيرة تقوم بعرض الأفلام العلمية، خاصة تلك المتعلقة بعلوم الفلك والفضاء، بالإضافة إلى مركز استكشافي يتيح لزواره من طلبة المدارس اكتشاف العلوم بشكل غير مألوف، بجانب متحف تاريخ العلوم يركز على تاريخ العلم خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية. كما يقيم المركز مهرجانا علميا بصورة سنوية.


2- متحف الأطفال في الأردن الذي افتتح عام 2007 يتبنى من خلال معارضه الفريدة وأنشطته المختلفة تطبيق منهجية التعلم القائم على اللعب. حيث يستهدف المتحف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 12 عاما بشكل أساسي لتشجيعهم على تعلم العلوم والتكنولوجيا، والفنون، والمهارات الحياتية المختلفة. ويقدم المتحف خدماته التعليمية من خلال شراكات متعددة مع جهات تعليمية حكومية، ومنظمات غير حكومية، ووكالات دولية تنموية.

3- قصر العلوم بالمنستير في تونس، والذي تم إنشاؤه في عام 2007 ويستهدف كل قطاعات المجتمع. وذلك من خلال أنشطة متنوعة لنشر المعرفة العلمية، ورفع الوعي العلمي واستخدام المنهج العلمي للتفكير، وتشجيع الإبداع وثقافة ريادة الأعمال، والربط بين المؤسسات الأكاديمية وقطاعات الصناعة والأعمال.

4- مركز الكويت العلمي في دولة الكويت، والذي يعد أول مركز علمي في المنطقة العربية إذ تم إنشاؤه وفقا للمعايير العالمية للمراكز والمتاحف العلمية. يهتم هذا المركز بشكل خاص بنشر الثقافة العلمية والإرث الثقافي الخاص بشبه الجزيرة العربية مع التركيز على البيئة الصحراوية والبحرية الفريدة بالخليج العربي. ويقيم المركز معسكرات العلوم في الإجازة الصيفية، بالإضافة إلى أنشطة وعروض علمية متنوعة التي تستهدف طلاب المدارس بشكل خاص.

المساهمون