مسار الدور الأميركي

مسار الدور الأميركي

22 يناير 2017
الولايات المتحدة لعبت دوماً دور العرّاب لإسرائيل(توماس كوكس/فرانس برس)
+ الخط -
مع تولي إدارة جديدة زمام السياسة الأميركية، تم تخصيص هذا العدد من "ملحق فلسطين" للإضاءة على أبعاد السياسة الأميركية بشكل عام في القضية الفلسطينية، ومحاولة استشراف كيفية تعاطي الوافد الجديد إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، مع الملف الفلسطيني، وهو الذي قطع وعوداً عدة تصب في خدمة إسرائيل، في مقدمتها تعهده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، مع ما يعنيه ذلك من تكريس لأمر واقع أميركي إسرائيلي يعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية.
ومع تتبع سياق الدور الأميركي في القضية الفلسطينية، لا يمكن إلا ملاحظة الانحياز التام لإسرائيل، في كل المراحل التي عرفت ضلوعاً لواشنطن في تنظيم العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعبر الإدارات المختلفة، منذ نشوء فكرة مؤتمر مدريد، وما تلا ذلك من اتفاقات، أو محاولات التوصل إلى اتفاقات، باءت بالفشل، نتيجة الوساطة غير النزيهة التي لعبتها الولايات المتحدة في هذا الملف، وخصوصاً بعد استئثارها فيه إثر انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي كان شبه شريك في بداية مسار مدريد.

غير أن التفرد الأميركي في الملف الفلسطيني، على غرار سائر الملفات العالمية، بات محل مزاحمة بقوة، ولا سيما في ظل التقوقع الداخلي الذي بدأه الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، والذي من المتوقع أن يتفاقم مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ إن الأخير يركز اهتماماته على الملفات الداخلية، والاقتصادية بالدرجة الأولى. ذلك لن يمنع بالتأكيد بقاء واشنطن لاعباً في هذا الملف، لكنها لن تكون اللاعب الوحيد، وهو ما ظهر في الشهور الماضية مع عودة الدور الروسي إلى الظهور، وعملياً إطاحته للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
ومن الواضح أن الطموح الروسي لم يعد يقف عند حدود، وهو ما أعلن عنه وزير الخارجية، سيرغي لافروف، بعدما أشار إلى استعداد بلاده لاستضافة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وهو ما يتوازى مع الحراك الدولي الذي جاء في مؤتمر باريس في ما يخص القضية الفلسطينية، ما يؤشر إلى أن أدواراً جديدة قد تظهر في السنوات المقبلة قد تطيح الولايات المتحدة عن عرش "الرعاية الرسمية" للعلاقة الإسرائيلية-الفلسطينية، من دون أن يعني ذلك تخلي واشنطن عن أن تكون عراباً للدولة العبرية، بل يؤشر إلى دخول عرابين جدد على الخط، ولا سيما في ظل العلاقة الوطيدة حالياً بين موسكو وحكومة بنيامين نتنياهو.

المساهمون