شفهياً بلا كتب ولا دفاتر... يُدرّس الأطفال بمخيم الركبان

شفهياً بلا كتب ولا دفاتر... يُدرّس الأطفال بمخيم الركبان

14 ديسمبر 2016
التعليم في المخيم يتم بجهود تطوعية (العربي الجديد)
+ الخط -
مئات الأطفال يقصدون المدرسة كل يوم دون أن يرتدوا الملابس المدرسية الموحدة ودون أن تثقل ظهورهم الحقائب المليئة بالكتب والدفاتر، فالمحظوظ منهم من يملك دفاتر وأقلاماً تساعده في الدراسة. صورة قد تبدو غريبة لمن لم يعايشها ولكنها واقع يعاني منه أطفال مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية.

الطفل عبد الرحمن العمري ذو العشرة أعوام طالب في مدرسة عودة الأمل في المخيم، يصف المدرسة بأنها خيمة كبيرة يتجمع فيها الطلاب كل يوم، ليقوم الأستاذ بسرد الدروس عليهم فلا توجد سبورات خشبية ولا بيضاء ليكتب عليها الأستاذ، ولا تتوافر للطلاب دفاتر ولا أقلام ليكتبوا بها، ولكنه مع ذلك يحب الذهاب للمدرسة والتعلم فهو يحلم بأن يصبح طبيباً عندما يكبر.




خيمة و3 صناديق قرطاسية
مدرسة عودة الأمل واحدة من ست مدارس موجودة في مخيم الركبان، يشرف عليها الأستاذ سمير مارديني رئيس اللجنة التربوية في المخيم، والذي يوضح بأن التعليم في المخيم لا يتبع
إلى أي جهة ولا تشرف عليه أي منظمة دولية أو إنسانية، إنما يتم بجهود تطوعية من بعض المدرسين والأهالي الذين يتبرعون بخيمهم لتعليم أبنائهم، ويقول لِـ"العربي الجديد": "تسلمت الإشراف على قطاع التعليم في المخيم من قبل منظمة اليونيسيف التي منحتني خيمة واحدة للتدريس و3 صناديق من القرطاسية لم تغط 15% من الطلاب، وبسبب الظروف الجوية السيئة في المخيم، تمزقت الخيمة وبتنا ندرس في خيم تبرع بها الأهالي". ويضيف: "عدد الطلاب في المخيم قرابة الـ1800 طالب، الخيمة الواحدة تقسم لصفين وتتسع لـ600 طفل، أما طاقم التدريس فهو عبارة عن أساتذة وأكاديميين من أهالي المخيم يعملون بشكل تطوعي دون أي رواتب أو تعويضات لجهودهم".


من ذاكرة المدرسين
سمير حلاوة، أحد المدرسين في المخيم، يصف الجهود التي يبذلها الأساتذة في سبيل استمرار التعليم بالجبارة، ويقول لـ"العربي الجديد": "تستقبل مدارس المخيم الفئة العمرية من 6-12 عاماً ولا توجد إمكانية لتدريس طلاب المراحل الإعدادية والثانوية، لغياب مقومات العملية التدريسية من مناهج وقرطاسية، حتى منظمة اليونيسيف لم تقدم لنا أي قرطاسية أو مواد دراسية منذ ثمانية أشهر، حيث نعتمد في تدريس الأطفال على المناهج المحفورة في ذاكرة المدرسين".



اكتظاظ شديد وغياب للرعاية
من جهتها، تلفت أم أحمد، من مدينة الرقة السورية، إلى أن أولادها يواجهون الكثير من المصاعب في التعلم في ظل الاكتظاظ الشديد للطلاب في الخيمة وغياب مقومات التعليم الضرورية، حيث تقول: "غياب المناهج والكتب المدرسية يحتم على الأطفال بذل جهود
مضاعفة لكي يفهموا دروسهم بشكل جيد، ولكن أطفالنا لا يكادون يتجاوزون عقبة ليصطدموا بغيرها، فأعدادهم الكبيرة والفوضى الناجمة عن اكتظاظهم في الخيمة تشتت تركيزهم وتعيق فهمهم للدروس"، وتضيف: "الحر الشديد في الخيمة في الصيف والبرد القارس في الشتاء وانتشار الأمراض بين الأطفال نتيجة لغياب الدعم التعليمي والصحي عن المخيم يحول دون استمرار الطلاب في التعلم".

ومن الجدير بالذكر أن الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها أهل المخيم من غياب للمساعدات الغذائية والصحية وغيرها، جعلت تعليم الأطفال بالنسبة لهم أمراً ثانوياً مقابل تأمين لقمة العيش لأولادهم لإبقائهم على قيد الحياة.

وعود قطعتها منظمة اليونيسيف وغيرها من المنظمات الدولية لبناء مدارس وتغطية قطاع التعليم في مخيم الركبان لم تر النور بعد، وبانتظار تحقيقها يبذل أبناء المخيم جهوداً حثيثة لتسليط الضوء على مشكلاتهم وإيجاد الحلول القريبة لها.

المساهمون