هكذا استعدت البيوت المصرية لعيد الفطر

هكذا استعدت البيوت المصرية لعيد الفطر

13 مايو 2021
حلّ العيد أخيراً (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، انهمكت ربات البيوت المصريات بالتنظيف، وهي عادة توارثنها استعداداً لأوّل أيام عيد الفطر. وبدت البيوت مقلوبة رأساً على عقب، إذ ملأت السجاجيد شرفات المنازل بعد رفعها لغسلها، كذلك الأمر بالنسبة إلى الستائر التي رفعت على النوافذ لتنظيفها، استعداداً لإعادة فرشها من جديد ليلة العيد. وعمدت النساء كذلك إلى غسل الجدران بالماء والصابون، في حين أعادت عائلات عدّة طلاء بيوتها. ونظفت كذلك النوافذ والأبواب وأعيد ترتيب الخزائن وغرف النوم والصالونات لتبدو صبيحة أوّل أيام العيد في أجمل حلّة.
ومن العادات والتقاليد التي تتمسك بها ربات البيوت في مصر قبيل العيد، شراء أوان منزلية جديدة من الأسواق الشعبية بما هو متاح، فضلاً على تنظيف المطبخ وإعادة ترتيبه من جديد. وهو أمر يرينَه متعباً جداً بخلاف باقي أركان المساكن، لكثرة ما يحوي المطبخ من مستلزمات ومواد. وثمّة دور كبير للشابات في تنظيف البيوت قبل العيد، فيعمدنَ إلى مساعدة أمهاتهنّ، مع لمسات واضحة لهنّ.
بالنسبة إلى سلوى محمود، واحدة من ربات البيوت اللواتي يتمسّكنَ بالعادات، فإنّ "عملية تنظيف المنزل قبل العيد من الأمور الحلوة التي تحرص عليها كل النساء قبل العيد. فهي تؤدي إلى خلق حالة نفسية إيجابية في البيت، فثمّة جديد قبل العيد، وذلك على الرغم من اعتراض رجال كثيرين على هذا الأمر، نتيجة قلب البيوت رأساً على عقب. بالتالي تختفي أماكن الجلوس، في حين يقل الاهتمام بتحضير الطعام في خلال هذه الفترة مقارنة بالأيام أو الأسابيع الأولى من شهر رمضان. وهذا أمر يغضب الرجال والشبان".

أمّا هدى علي وهي موظفة حكومية، فتقول إنّه "بمبالغ قليلة وبسيطة تُخصَّص لشراء مواد التنظيف، يُغسل كل ما يمكن ويُعاد فرش المنزل استعداداً للعيد، بخلاف ما هي الحال لدى علية القوم في الأحياء الراقية في مصر. فهؤلاء يعمدون إلى شراء الجديد، والاستعانة بالشغالات (العاملات المنزليات) في عملية التنظيف". وتشير إلى أنّه "على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإنّ شقق البسطاء ومحدودي الدخل تظهر في أوّل أيام العيد في أجمل صورها، وكأنّ الأهالي يستقبلون ضيفاً عزيزاً عليهم".
وتحاول أمال الإدريسي، ربة منزل، أن تفصّل ما يحدث في خلال هذه الأيام. تقول: "نرفع السجاجيد والستائر ونغسلها ونعلّقها على شرفات المنازل، ونغسل الأرضيات والجدران، ونمسح الأبواب والنوافذ، حتى تظهر جميعها كأنّها جديدة. وتتساعد الأمهات وبناتهنّ في ذلك، بتكاليف على أدّ الإيد، إذ لا قدرة على شراء الجديد. فالظروف المعيشية لدى معظم العائلات صعبة". تضيف الإدريسي: "من جهتي، زوجي عامل بالأجرة ولا نستطيع بالتالي شراء سجادة، وإن كانت نساء عديدات يعمدنَ إلى شراء سجاجيد وستائر بالمستطاع. أمّا الهدف من كل ذلك فهو إظهار المنازل بشكل جيد يوم العيد".
وفي ما يشبه الشكوى، تقول فاطمة سعد وهي طالبة: "أكاد لا أعرف النوم في هذه الأيام، بسبب إعادة ترتيب المنزل مع والدتي. لكنّنا نحرص على الانتهاء من عملية التنظيف والفرش ليلة العيد. بعد ذلك، نستطيع أن نخلد إلى الراحة".

من جهتها، تقول آمنه جاد وهي موظفة في إحدى شركات قطاع الأعمال، إنّه "إلى جانب إعادة ترتيب الفرش، تُعلّق الزينة التي تحمل عبارات تهنئة بالعيد بالإضافة إلى بالونات مختلفة الأشكال والألوان في سقف الشقق لخلق شعور بالبهجة، على الرغم من أزمة كورونا وغياب الزيارات بين الأهل والأقارب إلا في ما ندر". تضيف أنّ "الهدف ممّا يحدث في داخل البيوت هو الشعور بأنّ ثمّة عيداً"، لافتة إلى أنّه "مهما بلغت درجة نظافة المنزل في الأيام العادية، إلا أنّ لتنظيف العيد وقعاً آخر مع تفاصيل مختلفة".
في السياق نفسه، تتحدّث غادة طلعت وهي ربة منزل وأمّ لطفلَين، عن "يوم خاص وشاق للمطبخ، إلى جانب أيام ترتيب المنزل الأخرى. ففي خلاله، يصار إلى إنزال كل الأدوات المطبخية وتصبين الحوائط (غسل الجدران بالماء والصابون) وغسل البوتاغاز والثلاجة. المطبخ هو المهمة الأكثر صعوبة بالنسبة إلى كثيرات، بالإضافة إلى تنظيف الحمام". وتحكي طلعت كذلك عن "شراء أكواب جديدة لإعداد المشروبات المثلجة للأقارب في أثناء الزيارات، والصواني لتقديم المشروبات عليها، من الأسواق الشعبية بمبالغ قليلة. من شأن ذلك التعبير عن البهجة إزاء حلول العيد". 

المساهمون