"ثياب العيد" في بيروت

"ثياب العيد" تجمعها شيرين قباني في بيروت وتوزّعها على من يحتاجها

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
20 مايو 2017
+ الخط -

ستتمكن الأسر المحتاجة في العاصمة اللبنانية بيروت من اختبار بهجة اقتناء ملابس العيد خلال شهر رمضان المُقبل، ولكن بعد إعفائها من الكلفة المالية لعملية التسوّق. يحدث ذلك من خلال مبادرة "تياب العيد" التي أطلقتها الصحافية شيرين قباني بدعم من مؤسسة "وفا" المتخصصة في رعاية المبادرات والمشاريع الشبابية.

قد لا تكون الفكرة التي تنفذها قباني جديدة مع وجود عشرات المؤسسات الاجتماعية التي تستقبل المحتاجين في مراكزها لتقدّم لهم الملابس التي وصلتها عن طريق مُتبرّعين. المميز والجديد في المبادرة هو استئجار محلّ في منطقة سليم سلام بالعاصمة بيروت، ليقصده المحتاجون ويختاروا منه الملابس التي تناسبهم.

بدأت المبادرة بشكل افتراضي مع إطلاق قباني لوسم #افتح_خزانتك، الذي دعت من خلاله الأصدقاء والمتابعين لإجراء "جردة ملابس" واختيار تلك التي لم تعد تناسبهم، وتوضيبها، وتسليمها لها. نالت الحملة دعماً من عدة ناشطين حول العالم، وسرعان ما تدفّقت الملابس ليس من لبنان فحسب، وإنما من بلدان عربية وأجنبية أيضاً.

وكخطوة إضافية تُعزّز من "متعة التسوّق المجاني" لدى المُحتاجين، تُرسل قباني كافة الملابس والألعاب المحشوة بالقطن إلى مصبغة ملابس قدّمت لها حسومات بسبب الطبيعة الخيرية للمبادرة، وذلك من أجل تنظيفها وتعطيرها وتغليفها بالنايلون لتعود كما الجديدة. تؤكد قباني أن مبادرتها لا تقتصر على تأمين الملابس خلال عيد الفطر فقط، بل تأمل أن تتمكن من تأمين تمويل مُستدام ليتحوّل المحل إلى مقصد دائم للمحتاجين للحصول على الملابس طوال أيام السنة.




ورغم الإعلان أن موعد التوزيع الرسمي هو في أول أيام شهر رمضان، إلى أن الملابس الملوّنة جذبت عدداً من العائلات اللبنانية والسورية المحرومة، والمقيمة في محيط منطقة سليم سلام. لا يكاد يخرج طفل سوري أو لبناني من باب المحل، حتى يدخل متبرع أو متبرعة.

وقد صودف خلال وجودنا أن طلبت إحدى السيدات مساعدة قباني بسبب عدم قدرتها على اجتياز المتبقي من المسافة حتى المحل، فهي تحمل كيساً كبيراً من الملابس وعلى ذراعها الثاني طفلها. كسر هذا الكيس وما فيه من ملابس نسائية طغيان الملابس الرجالية على الرفوف. تتمنى السيدة المتبرّعة لو أنها تستطيع المساعدة في فرز الملابس وترتيبها بحسب المقاس، لكن ضغط العائلة والعمل يمنعانها من ذلك. الضغط نفسه الذي تعيشه قباني منذ إطلاق الحملة، ومحاولتها المواءمة بين مواعيد عملها وبين التواجد في المحل لاستقبال المُتبرّعين وتوضيب الملابس. ومع تجاوز حجم المشروع التوقعات، جلست الصحافية الشابة بين أكوام من الملابس المغلفة بالنايلون، ولا يكاد الكرسي الصغير الذي تجلس عليه يظهر بين الملابس.

في البداية كان مُخططاً أن تستقبل ألف قطعة من الملابس، تتولى توزيعها بمساعدة جمعيات خيرية تملك قوائم بالمُستحقين. لكن عدد القطع بلغ قبل أسبوع من موعد الافتتاح أكثر من ثلاثة آلاف قطعة ملابس ولعبة أطفال. لذلك قررت قباني توسيع دائرة التوزيع، لتشمل زيارة العائلات المحتاجة في منازلها وتقديم الملابس لها.



بين الحين والآخر يصل موظف المصبغة على متن "توك توك" ليُسلّم الملابس النظيفة، ويأخذ الملابس التي وصلت حديثاً. يؤكد الشاب حرصه على تسليم الملابس "بأفضل حلّة ممكنة ليستمتع بها المُحتاجون". يحمل الملابس بحرص شديد وينزلها إلى داخل المحل. يكرّر العملية حتى يُفرغ كامل حمولة "التوك توك".

إشارة إلى أن التبرعات لم تقتصر على الملابس قديمة الطراز فقط، بل باتت تشكيلة "تياب العيد" تضم فستاناً للعرس وفساتين سهرة، ومجموعة ملابس جلدية. كما قدّم عدد من المتبرّعين ملابس جديدة بالكامل. وفي أحد رفوف المحل، وزعت قباني مجموعة من العطور وربطات عنق وصلتها حديثاً. ومن ألطف ما وصل، زوج من أحذية الأطفال، زيّنت بهما قباني مدخل المحل ليتلاءم لونهما مع لون شعار حملة "تياب العيد".

مبادرات بالجملة

شهدت الساحة اللبنانية إطلاق عشرات المبادرات الفردية التي استفادت من زخم مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الرغبات المشتركة في مساعدة المحتاجين إلى أرض الواقع عبر جمع المتطوعين وتنظيمهم. وقد نجحت عدة حملات في التحوّل إلى حدث ثابت في رزنامة العمل الخيري، إن كان خلال فصل الشتاء لتأمين الملابس الموسمية للمحتاجين، أو في مواسم الأعياد. ولا تميز هذه الحملات بين جنسيات المحتاجين أو خلفياتهم.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.