هبة كركوتلي... طالبة سورية متفوّقة في ألمانيا

هبة كركوتلي... طالبة سورية متفوّقة في ألمانيا

16 اغسطس 2017
تتحضّر للجامعة (العربي الجديد)
+ الخط -
حصلت هبة على شهادة تقدير من "اتحاد الرياضيات الألماني" وحصلت على دعوة لتكون من المنتسبين لهذا الاتحاد

نجحت الشابّة السورية هبة كركوتلي (20 عاماً) في تذليل جميع العقبات التي واجهتها بعد وصولها إلى ألمانيا، حيث تمكّنت من تعلّم اللغة الألمانية بفترة قياسية، كما حققت نجاحات على المستوى العلمي، جعلت المؤسّسات العلمية الألمانية تُقر بكفاءتها.

تعيش هبة حالياً في العاصمة الألمانية برلين، وتتحضّر للبدء بالدراسة الجامعية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، عقب إنهائها للمرحلة الثانوية بدرجات مرتفعة جعلتها تتفوّق على الكثير من أقرانها الألمان.

غادرت هبة سورية مع عائلتها في عام 2013 بسبب ظروف الحرب. تُشير إلى أنَّ حياتها داخل البلاد كانت حيوية ومليئة بالمعارف، كونها كانت تعيش وسط العاصمة السورية دمشق، لكن منذ بدء الحرب في البلاد تغيّرت حياتها وباتت تتأثّر بالظروف الأمنية وأصوات القصف المستمرّة.

وعلى الرغم من أنها لم تُضطر إلى الهجرة بطريقة غير شرعية على متن القوارب الخطرة، إلّا أن فكرة الهجرة من البلاد والظروف التي واجهتها لم تكن أمراً سهلاً فقد اضطرت إلى ترك الدراسة، تاركةً خلفها المكان الذي ترعرعت فيه.

تشرح هبة أن السفر وصعوباته لا ينتهيان بمجرّد الوصول إلى البلد الجديد. وكحال معظم السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا، فإن صعوبة لغة هذا البلد شكّلت صدمة لها. لكن بعد أن رُفضت من قبل مدرستين أميركيتين دون أسباب واضحة، شكّلت هذه العقبة ردّة فعل إيجابية لتعلّم اللغة الألمانية.

كل هذه الصعوبات، لم تقف في وجه طموح هبة، الشابّة التي كانت من المتفوّقات في مادة الرياضيات قبل بدء الحرب في سورية. وفضلاً عن قدرتها على تعلّم اللغة الألمانية في ثمانية أشهر، أنهت دراستها الثانوية الممتدّة ثلاث سنوات في ألمانيا لتكون من ضمن المعدّلات الأعلى على مستوى 1200 طالب في مدرستها، ولا سيما في مواد الرياضيات، اللغة الإنكليزية، العلوم والفيزياء، وخوّلها معدّلها الدراسي الانتساب إلى كلية الطب البشري.

ونتيجةً لتحقيقها الدرجة التامة في مادّة الرياضيات لثلاث سنوات على التوالي، وحصولها على تقدير ممتاز في امتحان الدولة النهائي في مادة الرياضيات حصلت هبة على شهادة تقدير من "اتحاد الرياضيات الألماني" وحصلت على دعوة لتكون من المنتسبين لهذا الاتحاد. كما أصبحت المتحدّثة الرسمية باسم مدرستها، وأسّست مشروعاً يهدف إلى مساعدة الطلاب اللاجئين الجدد داخل مدرستها اختارته "يونيسكو" للمشاركة في الحوار العربي الأوروبي الذي عُقد في بيروت في عام 2016.

تطمح هبة اليوم لأن تصبح طبيبة أسنان، إضافةً لتطوير مشروعها الخاص بمساعدة الطلاب اللاجئين، وذلك بهدف تجاوزهم الفترة الأولى التي تُعتبر الأصعب في ألمانيا. وتقول إنها مؤمنة بقدرة السوريين على الوصول إلى أعلى المراتب داخل المجتمعات التي انخرطوا فيها وأنهم سيضيفون لوناً جديداً وثقافة جديدة لتلك المجتمعات.

المساهمون