الجفاف والملوحة يدفعان سكان شبه جزيرة الفاو العراقية للهجرة

الجفاف والملوحة يدفعان سكان شبه جزيرة الفاو العراقية إلى الهجرة

18 سبتمبر 2018
دفعتهم الظروف الصعبة إلى الهجرة (فيسبوك)
+ الخط -
قال مسؤولون محليون وزعماء قبليون في محافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي، جنوبي العراق، إنّ المئات من الأسر هجرت منازلها في شبه جزيرة الفاو، بسبب موجة الجفاف وارتفاع نسب الملوحة في المياه وانقطاع التيار الكهربائي في المدينة لأكثر من 14 ساعة في اليوم، ما جعل الحياة فيها صعبة للغاية.

والفاو هي أقصى نقطة جنوب العراق، وتقع بين شط العرب ومياه الخليج العربي، وتحدها إيران شرقا ومن الغرب الكويت، وتتبع إداريا لمدينة البصرة، ويسكنها أكثر من 50 ألف مواطن وتعتبر منطقة استراتيجية مهمة، كونها بداية الممر المائي العراقي، وتقطنها قبائل عربية، أبرزها الدواسر والرواشد وبنو تميم والشلش والحيال.

وقال قائم مقام مدينة الفاو، وليد الشريفي، إن المئات من الأسر هجرت المدينة خلال موسم الصيف الحالي، بسبب أزمة ملوحة المياه والتلوث.

وأوضح الشريفي أن "نحو 400 عائلة هجرت الفاو، خلال فصل الصيف الحالي، بعد أزمة ملوحة المياه، وازدياد أعداد حالات التسمم بسبب المياه الملوثة". وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، أنّ "مئات الطلبات بنقل أثاث المنازل، تقدم بها أهالي الفاو"، لافتا إلى أن "الحكومة المحلية للقضاء، تتريث قدر الإمكان في منح الموافقة لتقليل الهجرة اليومية". وبين الشريفي أن "نحو ثلاث عائلات يوميا تهاجر من القضاء، لا سيما في المناطق الريفية التي هلكت فيها المواشي وتحولت مساحاتها الخضراء إلى أراض قاحلة".

ويعاني سكان محافظة البصرة، ثالث أكبر مدن العراق بعد بغداد والموصل، من أزمة جفاف واسعة نتيجة انخفاض مياه نهري دجلة والفرات بشكل أدى إلى ارتفاع ملوحة شط العرب، الشريان الرئيسي للمياه الحلوة في البصرة، عدا عن تراجع مستويات تجهيز الطاقة الكهربائية بعد فصل الجانب الإيراني خطوط الكهرباء التي كان العراق يستورد من خلالها الطاقة للمدينة وضواحيها.

بدوره، قال فراس عبد الله العامري، وهو أحد أعيان الفاو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المدينة تتعرض لواحدة من أصعب الأزمات، فالمياه العذبة تُشترى يوميا ومن لا يملك المال لا يمكنه الاغتسال والطبخ والشرب، والأطفال أضعف حلقة بهذه الأزمة".

وأضاف "أعتقد أن الأربعمائة أسرة هي التي غادرت وقررت أن لا تعود، لكن هناك مئات أخرى غادرت بشكل مؤقت المدينة أملا في العودة بعد تحسن الأوضاع، وأعتقد أن الطرق الفارغة وانعدام الازدحام الذي كنا نعاني منه سابقاً، دليل على هجرة العديد من الأهالي".

من جهتها، أكدت مصادر طبية في شبه جزيرة الفاو العراقية ارتفاع عدد حالات التسمم جراء التلوث في المياه إلى أكثر من خمسة آلاف حالة من أصل أكثر من 20 ألف شخص في عموم البصرة سجلت وفاة عدد منهم جراء ذلك.

انخفاض مياه نهري دجلة والفرات (فيسبوك)

بدوره، قال الدكتور سعد التميمي لـ"العربي الجديد"، إنّ المستشفيات تتوفر على طاقات متواضعة وتحاول قدر الإمكان السيطرة على حالات التسمم، لكن فعليا من لا يملك ثمن قارورة مياه معدنية سيشرب من الحنفية مضطرا، وسيتعرض للتسمم".

 


كذلك، بيّن سعد جاسم، وهو أحد سكان الفاو، لـ"العربي الجديد"، أنهم يستعملون البنى التحتية الموجودة قبل الاحتلال، من طرق وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي وخدمات صحية وعلمية، ولا يوجد أي مشروع خدمي شيد لهم منذ عام 2003 ولغاية الآن بالمدينة، وأضاف "الفساد في العراق لم يعد يفقرنا فقط بل يقتلنا ويهجرنا من منازلنا".

 

 

المساهمون