98 يوماً على إضراب الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس

98 يوماً على إضراب الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس

01 نوفمبر 2020
يواجه الأخرس الموت في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي (تويتر)
+ الخط -

 

يواصل الأسير الفلسطيني، ماهر الأخرس، من بلدة سيلة الظهر، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، إضرابه عن الطعام لليوم الـ98 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداري وللمطالبة بحريته، وسط ظروف صحية صعبة نتيجة الإضراب، حيث يُحتجز في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، بينما تتعنّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وترفض الإفراج عنه.

وقال "نادي الأسير الفلسطيني" في بيان له، "إن تدهوراً خطيراً ومُتسارعاً طرأ على الوضع الصحي للأسير الأخرس الذي يواجه الموت في مستشفى (كابلان) الإسرائيلي"، وأشار النادي إلى أنّ الأسير الأخرس، واجه خلال الساعات الماضية نوبات تشنّج، تكرّرت بشكل متقارب واستمرّت لمدة تصل إلى الساعة. كما أنّ قدرته على الرؤية والسمع تتراجع بشكل ملحوظ مقارنة مع الفترة الماضية، عدا عن ضيق التنفس والأوجاع الشديدة في كافة أنحاء جسده، وعلى وجه الخصوص في رأسه وصدره.

وأكّد نادي الأسير أنّه وحتى الآن، لا توجد أيّ بوادر جدية للاستجابة لمطلب الأسير الأخرس. إذ يواصل الاحتلال تعنّته، رغم المطالبات المتكرّرة التي صدرت عن مؤسسات حقوقية وهيئات دولية بضرورة الإفراج الفوري عنه. وكانت المحكمة العليا للاحتلال في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفضت مجدداً التماساً تقدّمت به محامية الأخرس للإفراج عنه ونقله إلى مستشفى فلسطيني، وهو جزء من عدّة التماسات تقدّمت بها سابقاً للمطالبة بالإفراج عنه، وفي جميعها رفضت المحكمة الإفراج عنه. 

وأكّد نادي الأسير مجدداً أنّ استمرار الاحتلال في اعتقال الأسير الأخرس، رغم ما وصل له من وضع صحي خطير جداً، هو بمثابة قرار إعدام ينفّذه الاحتلال بشكل بطيء وممنهج.

من جانبه، أكّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية، قدري أبو بكر، في بيان صحافي، أنّ هناك خطرا كبيرا على حياة الأسير ماهر الأخرس، حيث بدأ يفقد حواس السمع والبصر تدريجياً وبدا غير قادر على الكلام، وهناك خطر يتهدّد أعضاءه الحيوية.

وقال أبو بكر: "إنّ الأسير الأخرس يقترب من يومه الـ100 من الإضراب، والاحتلال ما زال يتعنّت ويماطل في الإفراج عنه، ويصرّ على إكماله لقرار اعتقاله الإداري الحالي".

وأضاف أبو بكر: "إنّ الأسير الأخرس، رفض فكّ الإضراب إلا بإلغاء اعتقاله الإداري فوراً، أو نقله إلى مستشفى فلسطيني في الضفة المحتلة، فهو يعلم أنّ الاحتلال يماطل ويمكن أن يمدّد اعتقاله مرة أخرى".

وأوضح أبو بكر أنّ الاتحاد الأوروبي ومنظّمات حقوق الإنسان، بدأت بالتحرّك ومطالبة الاحتلال بإنهاء معاناة الأسير الأخرس، رغم أنّ المطالبات جاءت متأخّرة إلا أنها مهمة في هذا التوقيت، مشيراً إلى أنّ الجهود الفلسطينية لم تتوقّف في إسناد الأسير الأخرس في هذه المعركة البطولية من خلال متابعتها على أعلى المستويات.

وذكر أبو بكر، أنّ محاكم الاحتلال لا تتعدى كونها محاكم صورية وشكلية، وليست سوى أداة ووسيلة في يد جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، الذي يتعنّت في الإفراج عن الأسير الأخرس رغم أنّ حياته باتت على المحك.

وكانت المحكمة العليا للاحتلال قد رفضت مجدداً التماسا تقدّمت به محامية الأخرس، يوم الأربعاء الماضي، للمطالبة بالإفراج عنه ونقله إلى مستشفى فلسطيني، وهو جزء من عدة التماسات تقدمت بها للعليا، وفي جميعها رفضت المحكمة الإفراج عنه، رغم الوضع الصحي الخطير الذي وصل له الأسير، وتوصيات المؤسسات الحقوقية ومنها الدولية بالإفراج عنه فوراً.

ففي تاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2020، أصدرت المحكمة قراراً يقضي "بتجميد" اعتقاله والذي لا يعني إنهاء اعتقاله الإداري، في محاولة منها للالتفاف على الإضراب، وفي تاريخ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، رفضت المحكمة مجدداً طلب محاميته بالإفراج الفوري عنه.

ومرة أخرى، في تاريخ الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2020، رفضت طلبها مجدداً وخرجت المحكمة بمقترح  في جوهره يمثّل محاولة جديدة للالتفاف على إضرابه، وترك فعلياً الباب مفتوحاً لإمكانية استمرار اعتقاله الإداري وتجديده، وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وبعد قرار مخابرات الاحتلال بإلغاء قرار "تجميد" اعتقاله الإداري، عادت المحكمة وأصدرت قراراً يقضي "بتجميد" اعتقاله مجدداً، مع إبقاء احتجازه في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي.

 ويُعاني الأسير الأخرس من أوجاع شديدة في كافة أنحاء جسده، وتشنّجات متكرّرة، وفقدان للوعي، وصعوبة في الحركة، وضعف في السمع والرؤية، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وهو أبرز الأعراض التي تفاقمت لديه مؤخراً.

ومن الجدير ذكره أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفي تاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أصدرت بياناً أكدّت فيه على خطورة الوضع الصحي للأسير الأخرس، ودعت إلى الإفراج الفوري عنه.

يُشار إلى أنّ الأسير الأخرس (49 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر في جنين، متزوّج، وأب لستة أبناء ويعمل في الزراعة، وأسير سابق اُعتقل عدة مرات منذ عام 1989، وقضى ما مجموعه أربع سنوات، بشكل متفرق، في سجون الاحتلال.

ومجدداً اعتقل الاحتلال، ماهر الأخرس، في تاريخ 27 يوليو/تموز 2020، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، وعليه شرع منذ لحظة اعتقاله بإضراب مفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله.

وخلال فترة إضرابه نقلته إدارة سجون الاحتلال إلى عدّة سجون، كان أول محطة له في مركز توقيف "حوارة"، ثم جرى نقله إلى زنازين سجن "عوفر"، ثم إلى سجن "عيادة الرملة" إثر تدهور وضعه الصحي، وأخيراً إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي الذي يُحتجز  فيه منذ بداية شهر  سبتمبر/أيلول الماضي.

والجدير بالذكر أنّ أسيرين آخرين إلى جانب الأسير الأخرس، يواصلان إضرابهما عن الطعام في زنازين سجن "النقب الصحراوي"، رفضاً لاعتقالهما الإداري، وهما: محمد الزغير، وباسل الريماوي.

على صعيد منفصل، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من تفاقم الحالة الصحية للأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر (46 عاماً)، والقابع في (عيادة سجن الرملة)، وذلك بعد إعطائه أولى جلسات العلاج الكيماوي والتي استمرّت لأكثر من 12 ساعة عن طريق جهاز ثبت بالصدر.

ويعاني الأسير أبو وعر من التعب والإعياء الشديد، وفقد القدرة على الكلام ويشعر بصعوبة كبيرة في التنفس، وويعاني  من نقصان حاد بالوزن ولا يستطيع تناول الطعام إلا من خلال أنبوب خاص موصول بالمعدة، وهناك تخوّف حقيقي على حياته كون حالته تعتبر من أصعب وأخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال.

والأسير أبو وعر، تعرّض لإهمال صحي متعمّد من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، وبات يعاني من سرطان في الحنجرة بدرجة معقّدة، إذ إنّ ورمه يزداد حجماً بشكل مستمر، إضافة إلى ظهور ورم جديد فيها.

يُذكر أنّ الأسير أبو وعر ( 46 عاماً)، من بلدة قباطية في جنين، معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد 6 مرات و(50) عاماً.

في سياق آخر، أعربت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين عن قلقها من خطورة الظروف الاحتجازية للأسيرات الموقوفات والقابعات داخل قسم المعبار بمعتقل "الشارون"، حيث يزجّ بهن لمدة 14 يوماً بظروف سيئة ولاإنسانية، قبل أن يتم نقلهن إلى معتقل "الدامون".

وأوضحت الهيئة أنّ الأسيرات الموقوفات يعانين من أوضاع معيشية ونفسية صعبة ومعقدة، حيث يتم زجهن، بعد اعتقالهنّ مباشرة، داخل قسم محاذ لقسم السجناء الجنائيين، وهناك يتعرّضن لتحرّش لفظي من قبلهم فلا يسلمن من الصراخ والشتم بألفاظ نابية، وإدارة المعتقل تسمح للسجانين بالدخول إلى قسم الأسيرات الموقوفات بشكل ينتهك خصوصيتهن.

ولفتت الهيئة إلى أنّ أسيرات "الدامون" طالبن عدة مرات إدارة المعتقل، بتخصيص قسم بمعتقل "الدامون" لوضع الأسيرات المعتقلات حديثاً، لا سيما أنّ هناك خطرا على حياتهن ببقائهن بمعتقل "الشارون"، لكن لغاية اللحظة لم تستجب إدارة المعتقل لمطالبهن، ولم تقدم لهن سوى الوعود الوهمية والمماطلة والتسويف بشكل مقصود.
 

المساهمون