مأساة 800 طفل داخل دار رعاية أيتام في صنعاء

مأساة 800 طفل داخل دار رعاية أيتام في صنعاء... جوع وبرد

صنعاء

كمال البنا

avata
كمال البنا
13 نوفمبر 2019
+ الخط -
يستيقظ الطفل اليمني أحمد جوهر، كل صباح، في حجرة يتقاسمها مع خمسة من زملائه في دار لرعاية الأيتام بالعاصمة صنعاء؛ يذهب لتناول وجبة الفطور حسب ما هو متاح من طعام في ظل شحّ المواد الغذائية، قبل أن يتوجه إلى المدرسة التي تفتقر لأبسط وسائل التعليم.

تضم دار الرعاية نحو 800 يتيم غالبيتهم من الأطفال، وأصغرهم في سن السابعة. وتفتقر مؤسسة الرعاية الاجتماعية إلى أبسط الضروريات المعيشية، وتتفاقم أوضاعها يوماً بعد آخر في ظل غياب الدعم الذي يضمن حياة كريمة للأيتام، وانعدام أي التفاتة إنسانية حكومية لتحسين أوضاع الأيتام الصغار.

زار "العربي الجديد" دار رعاية الأيتام في صنعاء، وتعرف عن قرب على تفاصيل العيش داخلها، ورصد أوجه القصور التي تعاني منها. يقول الطفل أحمد جوهر: "نحن جائعون، إذ لا نتناول الطعام إلا بكميات قليلة لا تكفي لسد جوعنا، كما لا تتوفر بطانيات وأغطية كافية في فصل الشتاء حين تزيد قسوة البرد".

ورصدت كاميرا "العربي الجديد" الغرف غير الملائمة للعيش، والتي لها أبواب تشبه أبواب السجون، كما أن أسرّة النوم مهترئة، ويوجد نقص كبير في الأغطية، أما الحمامات فهي غير صالحة للاستخدام لافتقارها إلى الصيانة والنظافة، وباتت ملجأ لمختلف أنواع الحشرات.

في فصل الشتاء، تتضاعف معاناة الأيتام الذين يضطرون للاستحمام بالماء البارد الذي لا تتحمله أجسادهم الصغيرة، كما أنهم يغسلون ملابسهم بأيديهم بسبب انعدام أجهزة الغسيل الكهربائية، فضلاً عن عدم توفر التيار الكهربائي داخل الدار في معظم الأوقات.

وتفاقمت أوضاع الأطفال بسبب الحرب المتواصلة منذ 2015، وإهمال الحكومة، إضافة إلى غياب المؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية التي يفترض أن تقدم لهم العون، حسب ما أوضح نائب مدير دار رعاية الأيتام، مرزاح هاشم، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أنّ الأطفال تنقصهم مستلزمات التعلم، كالحقائب المدرسية والقرطاسية.


وفي ظل هذا الواقع المرير، يضطر بعض الأطفال إلى مغادرة الدار للعمل، حتى أن بعضهم بات يمتهن التسول، أو العمل في حقول القات خارج المدينة، إذ لا توجد معايير تضبط نظام المعيشة داخل الدار، ويتم التساهل مع المخالفات التي غالباً ما تضر بسلامة الأطفال.
يذكر أن أعداد الأطفال اليتامى في اليمن يزداد بشكل يومي بسبب الحرب الدائرة التي تحصد الآباء في جبهات القتال، وبلغة الأرقام، فإنّ هناك أكثر من مليون و100 ألف يتيم في اليمن بحسب إحصائيات لمنظمات محلية، يبقى بعضهم تحت كفالة الأقارب، فيما لا يجد أكثرية الأطفال من يكفلهم، فيلجأون إلى دور رعاية الأيتام، التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

دلالات

ذات صلة

الصورة
بالون إلى السماء/مجتمع (ألتان غوشير/ Getty)

مجتمع

في محاولة لرسم البهجة، برزت حنان عبد الله، صاحبة مشروع "بالون"، كأول يمنية تفتتح عالم البالون في صنعاء وتُدخل الفرح والسعادة إلى قلوب الناس، إذ استطاعت تحويل فكرة بسيطة إلى مشروع يعكس الإبداع والتفاني.
الصورة
أطفال يمنيون في مركز صحي في اليمن (محمد الوافي/ الأناضول)

مجتمع

في قطاع صحي منهك من جرّاء تداعيات حرب اندلعت قبل نحو تسعة أعوام، يواصل اليمن مواجهة مرض الحصبة الذي أودى بحياة مئات الأطفال في خلال أشهر فقط.
الصورة

مجتمع

تزامناً مع العام الدراسي الجديد، أطلق مجموعة من الشباب المتطوعين والتجار في مدينة تعز اليمنية مبادرة "العودة إلى المدرسة"، في محاولة لتخفيف العبء عن الأسر المحتاجة وتشجيع الطلاب على العودة إلى المدارس، وتوفير مستلزمات العودة المدرسية بأسعار مخفضة.
الصورة
الطفلة اليمنية نورية محمد مارش (العربي الجديد)

مجتمع

برزت الطفلة اليمنية الطالبة في مدرسة سرّ الإبداع بمدينة تعز، وسط اليمن، نورية محمد مارش (10 أعوام)، أخيراً، كواحدة من عباقرة الحساب الذهني على المستويين المحلي والدولي.