القصف يحرم ريف حلب الغربي من آخر ثلاثة مشافٍ

القصف يحرم أهالي ريف حلب الغربي من آخر ثلاثة مشافٍ

18 فبراير 2020
استهدف القصف الروسي مشفى الكنانة في دارة عزة (فيسبوك)
+ الخط -
تسبب القصف الجوي في حرمان عشرات آلاف المدنيين في ريف حلب الغربي من الخدمات الصحية، إذ دمر الطيران الروسي مشفيين في مدينة دارة عزة، وعلق المشفى الثالث عمله خوفا من التعرض للقصف.
وقال مدير مشفى الكنانة للجراحة في دارة عزة، الطبيب محمد عباس، لـ"العربي الجديد": "تضرر المشفى بعد استهدافه بالصواريخ من قبل الطائرات الروسية أمس الاثنين، ما تسبب بوقوع إصابات بشرية طفيفة، ولم يسقط شهداء. مشفى الكنانة الجراحي يعتبر آخر نقطة طبية في الريف الغربي لحلب، وكان يخدم منطقة واسعة من ريف دارة عزة والمنطقة المحيطة بها، وبعض قرى عفرين، واليوم لا يوجد بدائل، فأقرب نقطة طبية هي مشفى باب الهوى في ريف إدلب الشمالي، ويبعد 30 كم عن المنطقة".
وأوضح عباس: "لا يوجد حاليا أية خدمات صحية في المنطقة، وتكرار القصف العنيف والاستهداف المتعمد للمنشآت الصحية يجعلان المنطقة غير آمنة للعمل، خاصة وأن من يقصفونها لا يقرون العهود والمواثيق الدولية، وشهدنا سابقا عدم قدرة المجتمع الدولي على تحييد المنشآت الطبية، ولم يقدم المجتمع الدولي على أي خطوة لحمايتنا، لذلك لا أتوقع استعادة الخدمات الطبية في هذه الظروف".
وأضاف أن "مشفى الأمل، وهو المشفى الوحيد المتبقي في المنطقة، سقطت بعض القذائف بالقرب منه أمس الأول الأحد، فتوقف عن العمل البارحة بعد استهداف مشفيي الكنانة والفردوس، خوفا من أن يكون الهدف القادم، كما أن معظم الكوادر الطبية نقلوا عائلاتهم باتجاه مناطق أقل خطورة".
وقال مدير مشفى الفردوس للتوليد والأطفال وغسيل الكلى في دارة عزة، الطبيب حسان عبيد، لـ"العربي الجديد": "تعرض المشفى لغارة جوية أوقفته عن العمل بعد أن تهدم جزء منه، وتحطمت الأبواب والنوافذ من جراء الانفجار، كما تضرر عدد من الأجهزة".



وأضاف عبيد: "يزيد عدد المتضررين من توقف عمل المشفى عن 200 ألف شخص، فقد كان آخر مشفى مختص بالتوليد والأطفال في الريف الغربي، وسبقه بالتوقف عن العمل مشفيان بذات الاختصاص، واليوم أقرب مشفى ولادة يبعد عن المنطقة بنحو 15 كم. الوضع الصحي في الريف الغربي كارثي، وأمس أصيب عدد من المدنيين في القصف، ولم يكن هناك أي نقطة طبيه لتقدم لهم الإسعافات الأولية".
وأوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة حلب، أحمد الإمام، لـ"العربي الجديد"، أنه "في ظل هذه الأوضاع الصعبة، والاستهداف المستمر للمشافي، لا يمكن تقديم خدمات صحية، ويتدهور الوضع الصحي بشكل متسارع. مديرية الصحة لم ترسل إلى المنطقة أية عيادات متنقلة، أو نقاط طبية بسبب الوضع العسكري الخطير".
وقال مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي بدارة عزة، ثائر عبيد، لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم موجة النزوح من المدينة، إلا أنه ما زال داخلها أكثر من 70 ألف مدني يعانون من أوضاع إنسانية سيئة، ونعاني من نقص كبير في المواد الغذائية عقب إغلاق أغلب المحال التجارية، ومن المتوقع أن تكون المدينة بلا كهرباء نهاية الأسبوع مع تواصل القصف، في حين لم يتبق لدينا مستشفيات، ولا يملك الأهالي أي بدائل طبية".

دلالات

المساهمون