سناء مكفوفة تهتمّ بالأشخاص المعوّقين

سناء مكفوفة تهتمّ بالأشخاص المعوّقين

13 ديسمبر 2014
وتعبّر سناء عن إيمانها بأهميّة الدمج (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تولد سناء السعدي، مكفوفة. هي فقدت بصرها في حادث سير عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها. واليوم، تعمل مدرّسة في مؤسسة غسان كنفاني الثقافيّة في مخيّم عين الحلوة (جنوب لبنان). هي تحضّر الدروس بحسب طريقة "بريل" الخاصة بالمكفوفين.

في العام 1993 بدأت سناء تعمل كمربية متخصّصة، ومن ثم انكبّت على برنامج التعليم بالدمج أو التربية الشموليّة للأطفال المكفوفين. وتشدّد على أهميّة الدمج. فهي كانت قد تعلّمت في مدرسة داخليّة لمدّة عشر سنوات، وفي كثير من الأحيان "كنت أشعر أن عائلتي غريبة عني". وتخبر أنها "عندما أنهيت تعليمي في معهد الضرير اللبناني في بعبدا (شرق العاصمة بيروت) ونويت دخول الجامعة، عرضت على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، مشروع دمج الأطفال المكفوفين مع الأطفال الآخرين. فطلبوا دراسة مفصّلة للمشروع". فوضعت تلك الدراسة مستندة على التوفير في التكلفة وعلى نشوء الطفل في بيئته وبين أهله.

تمّت الموافقة على الطرح وطلبوا منها البحث عن مؤسسة تتبنى المشروع. فوجدت أن مؤسسة غسان كنفاني الثقافيّة هي الأنسب، لجهة الموقع والمنهجيّة والمستوى.

في العام 1996، بدأ يستفيد من المشروع أربعة أطفال مكفوفين، من بينهم فتاة لم تستطع الاندماج. وتخبر سناء أنهم واجهوا "في البداية مشكلات مع الأهل والمحيط والبيئة، لإقناعهم بإمكانيّة نجاح المشروع. أما اليوم، فالأهل من المشجعين".

تضيف: "ونحن لم نكتفِ بذلك. في عام 1999، أطلقنا مشروعاً خاصاً بالأطفال الذين يعانون من ظروف صعبة عموماً. وقد وجدنا أن هذه الفئة مهمّشة في مخيّم عين الحلوة". تشرح: "بدأنا بموضوع التخلف الاجتماعي والصعوبات التعلميّة والإعاقات الحركيّة، وبعد ذلك الإعاقات الحسيّة. وتمّ دمجهم مع بعضهم بعضاً".

بالنسبة إلى سناء، لا بدّ من تدريب العائلة على كيفيّة التكيّف مع الحالة والتعامل مع هؤلاء الأطفال. وتشدّد على أن "الرعاية الزائدة تضرّ بهم تماماً كما اللامبالاة".

بعدما كانت سناء قد بدأت تركّز اهتمامها على المكفوفين، تحوّلت إلى الإعاقات كافة ودرست أيضاً علم النفس. أتى ذلك بعدما عجزت عن التعامل مع فتاة صماء قصدت المؤسسة. وتشير إلى أن الفتاة التي أصبحت اليوم شابة، تعمل حالياً في المؤسسة كمشرفة قسم.

المساهمون