متلازمة "داعش" والسواد في شوارع دمشق

متلازمة "داعش" والسواد في شوارع دمشق

22 فبراير 2015
"داعش" والسواد (العربي الجديد)
+ الخط -



لكل شيء من اسمه نصيب، ولكن يبدو أنّ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لم ينطلق من هذه المقولة كي يدهن شوارع "الحجر الأسود" المحاصر جنوب دمشق باللون الأسود، فالتنظيم خُلق أسودا، وفرض على نسائه ارتداء ملاءات من نفس اللون، كما أغشى قلوب عناصره بالسواد، ليذبحوا ويحرقوا، ويحققوا للمجتمع الدولي نشوة الرعب.

ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، صور تظهر قيام عمّال يتبعون لـ"داعش" بدهن شوارع وساحات حي "الحجر الأسود" الدمشقي باللون الأسود، كعادة التنظيم عندما يتمركز في أي مكان ينوي جعله ولاية في "خلافته".

"بينما تعاني عشرات العائلات من الجوع والحرمان من الدعم الإغاثي في الحجر الأسود، يصرف تنظيم الدولة الإسلامية مئات آلاف الليرات لطلاء الشوارع باللون الأسود، وتأهيل دوار رئيسي في الحي، حيث لا طعام ولا مياه صالحة للشرب" يقول الصحافي الميداني، مطر اسماعيل لـ"العربي الجديد": "عناصر التنظيم يهتمون بالحجر والمظاهر، ويتركون الناس لجوعهم".

وانسحبت عناصر "داعش" إلى حي الحجر الأسود، منذ صيف العام الماضي، حينما قامت فصائل الجيش الحرّ بطردهم من باقي بلدات جنوب دمشق، مثل يلدا وببيلا وبيت سحم، فيما بقيت الاشتباكات دائرة بين الطرفين في الحجر الأسود، إلى حين اتفقا ضمنياً على وقف الاقتتال، عندما بدأ التحالف الدولي ضرباته على مواقع "داعش" في سورية.

ووفقاً لمطر اسماعيل، فإنّ "التنظيم يتمركز حالياً في القسم الجنوبي من الحي، مدعوماً بنحو 300 من عناصره، معظمهم من أهالي المنطقة المحافظة أصلاً، الأمر الذي لم يدفع التنظيم لإجبار نساء الحي على ارتداء لباس معيّن".

ويعيش الحجر الأسود مع بقية بلدات جنوب دمشق، حصاراً خانقاً تفرضه قوات النظام منذ أكثر من عامين، بلغ ذروته العام الماضي، ما اضطر الأهالي إلى أكل لحم الكلاب والقطط، الأمر الذي أفتاه أئمة مساجد المنطقة حينها.

من جهته، قال عضو مكتب دمشق الإعلامي، كريم الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنّهم "وثّقوا منذ بداية العام الحالي وفاة 14 مدنياً جوعاً في جنوب دمشق، بعدما سقط العام الماضي، مئات الضحايا نتيجة البرد وسوء التغذية ونقص المعدات الطبية، 150 منهم في مخيم اليرموك".

وفي حين لام نشطاء تنظيم الدولة الإسلامية على ترك الناس جائعين ملتفتاً إلى أمور ظاهرية، رد آخرون بأن عناصر "داعش"هم أيضاً يعانون من الجوع والحصار، بينما رأى الطرف الثالث بأن الأهالي هم الضحية الوحيدة العالقة بين فكّي "داعش" والنظام.


اقرأ أيضاً:

"داعش" يطلق أكبر عملية تجنيد للأطفال منذ ظهوره