"الغذاء والدواء" الأميركية تمنع استخدام كلوروكين علاجاً لفيروس كورونا

"الغذاء والدواء" الأميركية تمنع استخدام كلوروكين علاجاً لفيروس كورونا

16 يونيو 2020
الجدل حول فعالية كلوروكين في علاج كورونا يتواصل (Getty)
+ الخط -
سحبت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة ترخيص استخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين"، والذي روج له الرئيس دونالد ترامب مراراً لعلاج فيروس كورونا، وأعلنت أن العقار المخصص لعلاج الملاريا لا يساهم في علاج كورونا.

وانتقد ترامب القرار، وقال "لقد أخذته، وشعرت بالرضا حيال تناوله. لا أعرف ما إذا كان له تأثير، لكنه بالتأكيد لم يؤذني". وكان ترامب قد وصف العقار بأنه "مغير اللعبة"، وحث الناس على تجربته، إلا أن حماسه خف تدريجياً بعد أن أصدرت إدارة الغذاء والدواء تحذيرا منه في إبريل/ نيسان الماضي.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن كبير علماء الهيئة، دنيس هينتون، أرسل إلى القائم بأعمال مدير هيئة البحث والتطوير الطبي المتقدمة، غاري ديسبروف، طالباً منه إلغاء التصريح باستخدام العقار لعلاج المصابين بفيروس كورونا.

ووفق إدارة الغذاء والدواء، فإنه من غير المرجح أن يكون هذا الدواء فعالا بالنسبة لعلاج فيروس كورونا، وأي فوائد محتملة ستفوقها المخاطر، بما في ذلك مشاكل في القلب، وإن سبب إلغاء ترخيص كلوروكين، أنها تلقت ما يقارب 400 تقرير عن نتائج سلبية له، بما في ذلك 109 نوبات قلبية خطيرة، أدت 25 منها إلى الوفاة.

وقال ستيفن هان، مفوض إدارة الغذاء والدواء، إنه "لم يتعرض للضغط مطلقا للسماح باستخدام كلوروكين، والقرارات تستند إلى العلم والبيانات".

وأكد المفوض المساعد السابق لإدارة الغذاء والدواء، بيتر لوري، أن أكثر ما يثير الرعب في تجربة هذا العقار، هو استعداد الرئيس ترامب "لوضع المنفعة السياسية قبل الخبرة العلمية. لا يوجد حل لهذا الوباء الذي لا ينطوي على اهتمام دقيق بالعلوم".

وكانت إدارة الغذاء والدواء قد أذنت باستخدام الأدوية المضادة للملاريا في أواخر مارس/آذار الماضي، على المصابين بعد نتائج إيجابية للعلاج. لكن سرعان ما أصبحت الدراسات التي تشجع على استخدام العقار محل شك وانتقاد، ووصف مسؤولون سابقون في إدارة الأغذية والأدوية الأدلة بأنها محدودة، واتهموا الوكالة بالامتثال للضغوط السياسية الصادرة من البيت الأبيض.
وقال أشيش غها، مدير هيئة التدريس في معهد الصحة العالمي بجامعة هارفارد، إنه قبل ستة أشهر، لم يكن يقلق أبداً من قرارات إدارة الغذاء والدواء، "إلا أنه تبين أن قراراتها كانت مدفوعة باعتبارات سياسية. عليهم أن يحاولوا فعل شيء لإعادة الثقة في وكالتهم".

وحسب موقع "بي بي سي" البريطاني، فقد حذرت إدارة الأغذية والأدوية، الأطباء من وصف كلوروكين مع رميديسيفر، وهو العقار الوحيد الذي يظهر حاليا قدرة على مساعدة مرضى "كوفيد-19"، وقالت إن الأدوية المضادة للملاريا يمكن أن تقلل من فعالية عقار رميديسيفر، والذي وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدامه في حالات الطوارئ في مايو/ أيار الماضي.

ووصفت لوسيانا بوريو، كبيرة العلماء السابقة في إدارة الأغذية والأدوية، الإجراء الجديد بأنه "الشيء الصحيح الذي يجب فعله".

وقال ستيفن نيسن، الباحث في كليفلاند كلينيك، والذي كان مستشارا لإدارة الأغذية والأدوية، إنه "لم يكن هناك أي دليل عالي الجودة يشير إلى أن هيدروكسي كلوروكين فعال في علاج، أو الوقاية من عدوى فيروس كورونا، ولكن كان هناك دليل على آثار جانبية خطيرة"، حسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتوقفت التجارب الخاصة بأدوية الملاريا حول العالم عندما أوضحت دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية أن كلوروكين زاد من الوفيات، ومن مشاكل القلب لدى بعض المرضى، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى وقف التجارب بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

ولا يؤثر القرار الجديد على استخدام العقار لعلاج أمراض عديدة تمت الموافقة عليها سابقا، مثل مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي. واستقبلت حكومة الولايات المتحدة 30 مليون جرعة من هيدروكسي كلوروكوين وكلوروكين تم التبرع بها من قبل اثنتين من شركات التصنيع الأجنبية، وتم شحن هذه الجرعات إلى المستشفيات الأميركية لعلاج المرضى الذين لم يلتحقوا بالتجارب السريرية، لكن القرار الأخير يعني أن تلك الشحنات لن يتم توزيعها على السلطات الصحية في الولايات لاستخدامها ضد فيروس كورونا.

المساهمون