38 طفلاً شردهم الاحتلال الإسرائيلي في 4 ساعات بـ"حمصة الفوقا"

38 طفلاً شردهم الاحتلال الإسرائيلي في 4 ساعات بـ"حمصة الفوقا"

10 فبراير 2021
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساكنهم في خربة "حمصة الفوقا" (تويتر)
+ الخط -

أكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، اليوم الأربعاء، أن ثمانية وثلاثين طفلاً فلسطينياً باتوا في العراء، بعد أن هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساكنهم في خربة "حمصة الفوقا" بالأغوار الشمالية الفلسطينية.

ووفق تقرير للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، فإنه تسكن خربة "حمصة الفوقا" 11 عائلة تضم 72 نفراً، بينهم 38 طفلاً، أصغرهم يبلغ من العمر 3 أشهر، وأكبرهم 17 عاماً، ومساكنها عبارة عن خيام وأكشاك صفيح.

وشددت الحركة العالمية على أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال عمليات الهدم المستمرة والاستيلاء على المساكن، إرغام السكان على ترك الخربة ونقلهم إلى منطقة أخرى قرب حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الوسطى، لكن السكان يرفضون ذلك ويصرون على البقاء في أرضهم، ليبلغ مجموع المرات التي هدم فيها الاحتلال الخربة 4 مرات خلال أسبوع واحد، آخرها في الثامن من شهر فبراير/ شباط الجاري.

ووثقت الحركة العالمية شهادات أطفال من خربة "حمصة الفوقا"، حيث يقول الطفل "عمرو. ك"، البالغ من العمر 16 عاماً، في إفادته للحركة: "لقد هُدمت منازلنا أمام أعيننا، وكنا عاجزين. كانت النساء والأطفال يبكون بلا توقف".

وتابع: "في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وصلت ست جرافات إسرائيلية إلى الخربة ودمّرت الخيام السكنية وتسويتها بالأرض، إضافة إلى حظائر من الصفيح وحظائر للماشية ومراحيض محمولة وخزانات مياه وألواح شمسية".

وأشارت الحركة إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وصف عملية الهدم وقتها بأنها "أكبر عملية هدم منذ سنوات".

وتابعت: "في عام 1997، اعتمدت لجنة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التعليق العام رقم 7 بشأن الحق في السكن اللائق: عمليات الإخلاء القسري، التي تحث الدول على أن تُمنع منعاً باتاً - في جميع الحالات - من تشريد شخص أو أسرة أو مجتمع عن عمد عقب عملية الإخلاء، سواء كانت قانونية أو غير قانونية.

مع ذلك، عملت سلطات الاحتلال بنحو متزايد على هدم منازل الفلسطينيين وتشريد العائلات الفلسطينية هذا العام. ووفقاً لـ"أوتشا"، فقد شهد عام 2020 أعلى متوسط معدل تدمير في أربع سنوات.

وقال الطفل عمرو: "كنت أنا وأبناء عمي نوزع العلف لأغنامنا عندما توجهت قافلة من الآليات العسكرية الإسرائيلية تتبعها ست جرافات باتجاهنا. في البداية، اعتقدت أنهم يريدون إجلاءنا من أجل التدريبات العسكرية، كنت أنا وأطفال آخرون نشعر بالخوف حقاً لأنهم كانوا يقتربون".

أعطى الاحتلال العائلات مهلة 3 دقائق فقط لإخلاء منازلها وأخذ ممتلكاتها وأغنامها. وبحسب سكان المنطقة، فإن سلطات الاحتلال لم تخطرهم مسبقاً بعمليات الهدم.

"في غضون ثلاث دقائق فقط، تمكنا من إخراج الأشياء الأكثر أهمية فقط مثل المراتب والطعام وأدوات المطبخ، وما بقي ترك ودمر تحت الأنقاض"، قال عمرو في إفادته.

ووفقاً لتوثيق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن جرافات الاحتلال الإسرائيلي هدمت خربة حمصة الفوقا في ذلك اليوم في غضون أربع ساعات.

وقال عمرو، للحركة العالمية: "بعد أن غادرت قوات الاحتلال المنطقة، حاولنا إخراج ما بقي لنا من أغراض تحت الهدم، لإصلاح ما يمكن إصلاحه".

وحسب ما أفاد به سكان خربة حمصة الفوقا، فقد هدم الاحتلال الخربة لأول مرة عام 2014، وأعيد بناؤها على يد الأهالي، ليعيد الاحتلال هدمها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، ولتتوالى بعد ذلك عمليات الهدم كلما أعيد بناؤها.

وأشارت الحركة العالمية إلى أن خربة حمصة الفوقا واحد من 38 مجتمعاً بدوياً تقع داخل "مناطق إطلاق نار" التي أقامها الاحتلال، ويعيش المواطنون الفلسطينيون في شمال غور الأردن وسط مناطق عسكرية مغلقة والعديد من المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، وكثيراً ما تستخدم قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية في غور الأردن للتدريب العسكري، وغالباً ما تستخدم الذخيرة الحية والعبوات الناسفة، وتجبر العائلات الفلسطينية على مغادرة أراضيها في كثير من الأحيان من طريق تفكيك منازلها وتدميرها.

يشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وثقت خلال عام 2020 هدم 38 منزلاً ومنشأة سكنية على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة (15 في الضفة و23 في القدس)، ثلاثة منها كانت لما تقول قوات الاحتلال إنها لـ"أسباب أمنية"، فيما هُدمَت البقية بحجة عدم الترخيص، وقد كانت أقصى مدة أعطاها الاحتلال للإخلاء 10 أيام وأقلها 10 دقائق، مشرداً بذلك 119 مواطناً، بينهم 62 طفلاً.

 

من جهته، جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إسرائيل إلى وقف عمليات الهدم في خربة "حمصة الفوقا" بالأغوار الفلسطينية بالضفة الغربية، مؤكداً معارضته الحازمة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية.

ووفق بيان صادر عن المتحدث الرسمي للاتحاد، ووصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، فقد كرر الاتحاد الأوروبي دعوته إسرائيل إلى وقف عمليات الهدم وضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى التجمعات المتضررة.

وذكر الاتحاد الأوروبي بمعارضته الحازمة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية والإجراءات المتخذة في هذا السياق، مثل عمليات الترحيل والإخلاء القسري وهدم المنازل ومصادرتها، التي يعتبرها غير قانونية بموجب القانون الدولي وباعتبارها عائقاً أمام حل الدولتين.

وأشار الاتحاد إلى أن القوات الإسرائيلية هدمت في الأيام الأخيرة، ما مجموعه 46 مبنى تعود ملكيتها لعائلات فلسطينية في منطقة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، كانت هذه هي المرة الثانية التي تُهدَم فيها مبانٍ في هذا التجمع بعد عملية هدم كبيرة أخرى نُفذت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

وتابع: "لقد نزح حوالى 60 فلسطينياً، من بينهم 35 طفلاً، في سياق هذا الحادث الأخير، وفي كلتا المرتين، تأثرت المباني الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

وقال الاتحاد في بيانه: "تؤكد عمليات الهدم واسعة النطاق هذه، الاتجاه المؤسف لعمليات المصادرة والهدم التي شهدناها طوال العام الماضي، واستمرت على الرغم من تفشي جائحة كورونا، وعلى الرغم من التزامات إسرائيل كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي".

من جهة ثانية، كرر الاتحاد الأوروبي دعوته الحكومة الإسرائيلية إلى وقف كل التوسع الاستيطاني المستمر، بما في ذلك في القدس الشرقية والمناطق الحساسة، مثل مستوطنتي "هار حوما" و"جفعات حاماتوس" و E1 في أراضي القدس.