السعودية أجبرت فهد البتيري على تطليق الناشطة لجين الهذلول

مصادر لـ"العربي الجديد": السعودية أجبرت البتيري على تطليق الناشطة لجين الهذلول

08 نوفمبر 2018
فهد البتيري ولجين الهذلول (تويتر)
+ الخط -

أكدت ثلاثة مصادر لـ"العربي الجديد"، صحة الخبر المتداول حول إجبار السلطات السعودية للممثل والمخرج والكوميدي السعودي فهد البتيري، على تطليق زوجته الناشطة النسوية المعتقلة لجين الهذلول.

وتزوج البتيري والهذلول عام 2014، بعد قصة حب، وحظي الثنائي الشهير بشعبية كبيرة بين شباب السعودية على نمط يشبه شعبية الأزواج من نجوم السينما العالمية.

وقال أحد أصدقاء البتيري لـ"العربي الجديد"، رافضاً الكشف عن اسمه: "الواقعة صحيحة، وتمت قبل شهور. استدعي البتيري إلى الرياض، وقيل له نصا: يجب أن تطلقها لأنها ستضرك وتضر عائلتك، ولا فائدة لك منها وهي في السجن".

وأضاف المصدر الذي سبق له العمل مع البتيري: "رفض فهد فكرة الطلاق في البداية، فقاموا بتهديده بالسجن، وبتدمير حياته، ولمّحوا إلى اتهامه بمشاركتها في الجاسوسية التي اتهمت بها، فوافق مكرهاً على الطلاق".

وأكد مصدران آخران بشكل قاطع صحة واقعة الطلاق وإجبار السلطات للبتيري عليه، وقال أحدهما لـ"العربي الجديد"، إن المستشار السابق في الديوان الملكي، سعود القحطاني، كان المسؤول عن إجبار فهد البتيري على تطليق لجين الهذلول"، وإنه كان مسؤولا عن كثير من العمليات المشابهة قبل إيقافه عن العمل بالديوان عقب شبهات تورطه في اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل سفارة المملكة في إسطنبول.

وفي وقت سابق، أكدت الناشطة الحقوقية النسوية منال الشريف، على حسابها في "تويتر"، صحة إجبار السلطات السعودية البتيري على تطليق زوجته الهذلول، قبل أن تقوم بإغلاق حسابها بسبب هجوم الذباب الإلكتروني.


واعتقلت السلطات السعودية لجين الهذلول وعدداً آخر من الناشطات النسويات، بينهن الأكاديمية عزيزة اليوسف، والمدونة إيمان النفجان، بتهم التواصل مع جهات أجنبية، وتلقي تمويل لزعزعة أمن البلاد.

ودانت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" اعتقال الهذلول، وطالبتا السلطات السعودية بسرعة الإفراج عنها، كما اتهم ناشطون حقوقيون السلطات باعتقال لجين وغيرها من الناشطات النسويات في محاولة لسرقة الفضل في السماح للنساء بقيادة السيارة، ونسبته لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رغم النضال الطويل للناشطات السعوديات للحصول على هذا الحق.


وسبق للسلطات السعودية أن اعتقلت الهذلول عام 2014، بعد قيامها بقيادة سيارتها من الإمارات إلى الحدود السعودية، لتفرج عنها بعد 73 يوماً. وعرفت الهذلول بأنها إحدى أشهر الناشطات في حملة إنهاء قانون الولاية الجائر ضد النساء، ووقعت مع أخريات رسالة موجهة إلى الملك بهذا الشأن.

وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن البتيري اختطف في الأردن، وأعيد إلى الرياض قسرا، لكن أحد مصادر "العربي الجديد"، أكد أنه أعيد إلى بلاده بطريقة نظامية، قبل إجباره على تطليق لجين، ثم غادر البلاد مجددا، ولم يصدر عنه أي تصريح منذ مغادرته.

وتستخدم السلطات السعودية الضغط على العائلات لترويع المعتقلين وإجبارهم على الاعتراف بتهم ملفقة، أو إجبار من تمكنوا من مغادرة البلاد على العودة، حيث أجبرت زوجة جمال خاشقجي الأولى على طلب الطلاق منه بعد خروجه من البلاد، كما تم منع عائلته من السفر قبل مقتله، واعتقل أشقاء وأصدقاء الناشط المعارض عمر بن عبد العزيز في محاولة لإجباره على العودة من كندا مقابل الإفراج عنهم.