يونيسف: 30 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محرومون من التعليم

24 يناير 2025
في مدرسة بمدينة بورتسودان، شمال شرق السودان، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نحو 30 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محرومون من التعليم، خاصة في الدول المتأثرة بالنزاعات مثل السودان وقطاع غزة، مما يهدد حقوقهم الأساسية.
- النزاعات أدت إلى تراجع كبير في المكاسب التعليمية، حيث تركت 16.5 مليون طفل في السودان و645 ألف طفل في غزة دون تعليم، مع حاجة 84% من مدارس غزة لإعادة بناء أو تأهيل.
- الأمم المتحدة تحذر من "الإبادة التعليمية" بسبب تدمير البنية التحتية واعتقال أو قتل المعلمين والطلاب، مؤكدة على ضرورة إعطاء الأولوية للتعليم في حالات الطوارئ.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ نحو 30 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محرومون من حقّهم في التعليم في الوقت الراهن، ولا سيّما في الدول التي شهدت نزاعات وأزمات، في مقدّمتها السودان وقطاع غزة الفلسطيني. جاء ذلك في بيان نشرته منظمة يونيسف بمناسبة يوم التعليم العالمي الذي يُحتفل به في 24 يناير/ كانون الثاني من كلّ عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية التعليم بصفته حقاً أساسياً من حقوق الإنسان.

وبيّنت منظمة يونيسف أنّ النزاعات والأزمات في السودان وفلسطين وسورية وبلدان أخرى تؤدّي إلى "تراجع هائل" في المكاسب التي حُقّقت في مجال التعلّم بالمنطقة. وحذّرت من أنّ هؤلاء الأطفال المشار إليهم معرّضون لخطر عواقب طويلة المدى على تعلّمهم ورفاههم. وتُظهر البيانات الخاصة بـ 12 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنّ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس (من خمسة أعوام إلى 18 عاماً) ارتفع إلى 30 مليوناً على الأقلّ، الأمر الذي يعني أنّ طفلاً واحداً على الأقلّ من بين كلّ ثلاثة أطفال في هذه البلدان غير ملتحق بالمدرسة.

وفي السودان، ثمّة 16.5 مليون طفل خارج المدرسة بسبب النزاع العنيف في البلاد الذي يستمرّ منذ أكثر من 21 شهراً، والذي دمّر عدداً كبيراً من المباني المدرسية وأدّى إلى تعطيل العملية التعليمية وعرّض منظومة التعليم لخطر الانهيار، بحسب ما فصّلت منظمة يونيسف في بيانها نفسه. يُذكر أنّ سبعة ملايين طفل (من أصل 16.5 مليون) على الأقلّ كانوا خارج المدرسة قبل الحرب التي اندلعت في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والتي خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، علماً أنّ بحثا أعدّته جامعات أميركية قدّر عدد القتلى ضحايا الحرب بنحو 130 ألف شخص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي قطاع غزة الذي شنّت عليه إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية استمرّت أكثر من 15 شهراً، ثمّة 645 ألف طفل خارج المدرسة، ولا سيّما مع إغلاق كلّ المدارس بالكامل منذ ذلك الحين. أضافت منظمة يونيسف، في بيانها، أنّ بعد "النزاع العنيف في قطاع غزة، تحتاج 84% من المدارس إلى إعادة بناء كاملة أو إعادة تأهيل كبيرة قبل إعادة فتحها". وأشارت إلى أنّ "أطفالاً كثيرين أُصيبوا في النزاع، الأمر الذي أثّر على قدرتهم على الوصول إلى فرص التعلّم".

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، في 18 إبريل/ نيسان 2024، مصطلح "الإبادة التعليمية" لوصف هذا الوضع، علماً أنّه يشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلّمين والتلاميذ والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية، محذّرةً من وقوع ذلك.

وفي تعليق على تأزّم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال المدير الإقليمي لمنظمة يونيسف إدوارد بيغبيدير إنّ "على مدى الأعوام الخمسين الماضية، تحسّنت إمكانية الالتحاق بالمدارس في المنطقة، خصوصاً بالنسبة إلى الفتيات، لكنّ سلسلة الأزمات الأخيرة أدّت إلى تراجع هائل في هذه المكاسب". أضاف بيغبيدير، في بيان،: "إذا نشأ الأطفال من دون المهارات التي يحتاجون إليها للمساهمة في بلدانهم واقتصاداتهم، فإنّ ذلك يؤدّي إلى تفاقم الوضع اليائس بالفعل بالنسبة إلى ملايين الأسر". وشدّد على "وجوب بذل مزيد من الجهود، على وجه السرعة، لإعطاء الأولوية للتعليم في حالات الطوارئ، سواءً من أجل مستقبل الأطفال أو مستقبل بلدانهم".

(الأناضول)

المساهمون