2483 قاصراً تونسياً يصلون إلى إيطاليا منذ بداية العام

2483 قاصراً تونسياً يصلون إلى إيطاليا منذ بداية العام

12 نوفمبر 2021
وصل 1922 قاصراً تونسياً إلى السواحل الإيطالية من دون مرافقة (أليساندرا بينيدتي/Getty)
+ الخط -

مثّل التونسيون الواصلون إلى إيطاليا عبر رحلات الهجرة السرية، 27% من مجموع المهاجرين الذين بلغوا شواطئ إيطاليا، غير أنّ عدد الواصلين القُصّر بلغ مستويات قياسية بعد أن نجح 2483 قاصراً تونسياً في الوصول إلى السواحل، منذ بداية العام الحالي، من بينهم 1922 من دون مرافقة.

وكشف التقرير الشهري لـ"منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، أنّ 196 قاصراً تونسياً وصلوا إلى إيطاليا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من بينهم 134 قاصراً ركبوا البحر خلسة من دون أي مرافقة.

واعتبر "منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، أنّ الأرقام المتعلّقة بالهجرة السرية للقصر "تعكس الواقع المزري للطفولة في تونس، رغم الترسانة القانونية لحماية حقوق الأطفال التي يظهر عجزها أمام غياب الإرادة السياسية في معالجة ظاهرة هجرة القصّر، بعيداً عن المقاربات الأمنية".

وتشير الباحثة في علم الاجتماع صابرين الجلاصي، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنّ "الهجرة المتصاعدة للقصر من دون مرافقة، تكشف أزمة متعدّدة الأبعاد تمرّ بها البلاد"، موضحة أنّ "ظاهرة الهجرة ليست في معزل عن ظواهر التسرّب المدرسي والعنف لدى هذه الفئة من اليافعين".

وتشدد الجلاصي على "ضرورة دراسة هذه الظواهر بشكلها الشمولي كمخاطر تهدّد القصر وتجعلهم ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر، ومنها شبكات المهرّبين ومنظّمو رحلات الهجرة السرية التي تحقق أرباحاً من مآسي عائلات تفقد أبناءها في عرض البحر".

وتحذّر من أنّ "حالة الإحباط العامة والخوف من الحاضر والمستقبل، یلقي بأطفال تونس فریسة سهلة لمهرّبي البشر".

غير أنّ "منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، فسّر الظاهرة في جزء منها بانهيار مقاومة الأسر التونسية لمشروع الهجرة غير النظامية لأبنائها، لتصبح متسامحة أو مشاركة أو مشجّعة، مقدّراً عدد الأسر الواصلة إلى إیطالیا خلال العام الحالي، بحوالي 500 أسرة.

وشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب أحدث البيانات لـ"منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية" زيادة 13% في عدد الواصلين إلى إيطاليا، الذين بلغ عددهم 1470 مهاجراً.

وبزيادة حصيلة الشهر الماضي، ارتفع عدد الواصلين إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي إلى 14308 مهاجرين، بزيادة تقدر بـ6.27%، مقارنة بنفس الفترة خلال سنة 2020.

كما نجحت السلطات التونسية خلال أكتوبر/تشرين الأول 2021 في إحباط 263 عملية اجتياز خلسة، أي بزيادة تقدّر بـ5.67% مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول 2020، كما منعت 2739 مهاجراً من الوصول إلى السواحل الإيطالية، بما یرفع عدد المهاجرين الذين تمّ منع اجتيازهم، منذ بداية السنة، إلى 22147.

ورغم القبضة الأمنية بمختلف الوسائل البشرية واللوجستية والتقنية، والمراقبة الجویة التي توفّرھا الوحدات البحریة المنتشرة قبالة السواحل التونسية، قال المنتدى إنّ رحلات الهجرة غير النظامية "تنجح في تجاوز هذا الحصن المدعوم أوروبياً، خاصة مع دخول شواطئ تونسية جديدة في شبكات الهجرة".

وذكر المنتدى أنّ شواطئ محافظة المهدية، برزت مؤخراً كمرافئ جديدة لانطلاق رحلات الهجرة غير النظامية، وذلك بانطلاق 27% من الرحلات من سواحل هذه المدينة.

المساهمون