برامج حديثة عن مخاطر المخدرات للطلبة الأميركيين

برامج حديثة عن مخاطر المخدرات للطلبة الأميركيين

11 فبراير 2015
إدمان المسكنات المخدرة قد يسبب الوفاة (GETTY)
+ الخط -
أدت صرخة أم مكلومة وجدت ابنها البالغ من العمر 17 عاماً ميتاً بسبب تعاطي مسكنات الألم ووصفة طبية أخرى، إلى إصابة مئات من طلبة مدرسة ثانوية في بنسلفانيا بحالة من الوجوم، بعد أن أنصتوا إلى اتصالها التليفوني برقم الطوارئ 911 الذي أذيع مسجلا خلال طابور الصباح.


ويمثل هذا التسجيل- الذي أذيع فيما كان نحو 500 طالب ينظرون إلى قارورة بها رماد جثة الفتى، وصور لعشرات من الفتيان الآخرين ممن توفوا بعد تعاطي جرعات زائدة من العقاقير المخدرة- ناقوس الخطر الذي سيربط المراهقين الأميركيين ببرنامج تعليمي حديث يهدف إلى مكافحة موجة كاسحة من تعاطي هذه العقاقير.

وقال مايكل سين، وهو طالب عمره 18 عاماً في مدرسة داونينجتاون الثانوية، عقب البرنامج، "كان كل هؤلاء في سننا تقريبا". وكان سين وزملاؤه في الفصل قد حضروا لتوهم عرضا خلال ندوة للتوعية بالجرعات المخدرة الزائدة والوقاية منها، ضمن عدد من برامج الوقاية المنتشرة في شتى أرجاء الولايات المتحدة، والتي تقدم لطلبة المرحلتين الثانوية والإعدادية التوعية بشأن وصفات مسكنات الألم المخدرة.

وتأتي هذه البرامج الجديدة التي انطلقت من بنسلفانيا وإيلينوي مع تزايد دواعي القلق بأن العقاقير المخدرة- المشتقة أصلا من الأفيون والتي تمثل 71 في المائة من جميع وصفات العقاقير التي أدت جرعات زائدة منها إلى الوفاة- تستهوي المراهقين الأصغر سناً وأولئك القادمين من المناطق الريفية وأبناء الضواحي.

وذكرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن وصفات العقاقير المخدرة تسببت عام 2013 في أكثر من 16 ألف حالة وفاة على مستوى مختلف الشرائح العمرية، في أرجاء الولايات المتحدة، بزيادة نسبتها 50 في المائة عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.

ويقول مسؤولو إنفاذ القانون إن تعاطي العقاقير المخدرة أسهم في زيادة حادة في إدمان الهيروين، وفي الوفيات الناجمة عن جرعات الهيروين الزائدة، بعد اتجاه بعض متعاطي العقاقير المخدرة إلى المخدرات الرخيصة.

وفي سياق منهج يقول الخبراء إنه قد يكون فعالاً بدرجة أكبر من المناهج العمومية السابقة لمكافحة المخدرات، تستهدف البرامج الحديثة مسكنات الآلام التي يقبل عليها المراهقون.

ويؤكد واضعو البرامج على الاستعانة بالدراسات المتعمقة وبرامج الكمبيوتر التفاعلية، والتركيز على علوم الإدمان بدلاً من أساليب الترهيب التي استخدمت على نطاق واسع خلال حملة نانسي ريجان "قل لا وحسب" في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

ويقول الخبراء إنه حتى مع طرح الأفكار الجديدة، إلا أن البرامج الحديثة تواجه طريقاً وعراً حتى تكلل بالنجاح. وتفاقمت إحدى أكبر العقبات التي تعترض تمويل مجال مكافحة المخدرات عندما تم إلغاء برنامج تمويلي يمثل شرياناً حيوياً للإمداد بالأموال.

وقال وليام هانسن، الذي يدير برنامجاً مدرسياً رائداً لمكافحة المخدرات بمنطقة جرينزبورو في نورث كارولاينا، وبدأ في الآونة الأخيرة في كتابة مقترحات، بإضافة موضوعات توعية خاصة بالمخدرات إلى منهجه: "إن تركيز المدارس على الاختبارات الأكاديمية في السنوات الأخيرة أزاح جانبا برامج مكافحة المخدرات من قائمة أولوياتها".


وتجيء البرامج الجديدة في وقت تتصاعد فيه الانتقادات لبرامج مكافحة المخدرات في المدارس. وتعرض برنامج شائع الاستخدام في المدارس لنشر الوعي بمكافحة إدمان المخدرات الذي بدأ تطبيقه عام 1983، لانتقادات في عدة تقييمات، بما في ذلك تقرير صدر عام 2001 لعجزه عن البرهنة على فعاليته في منع تعاطي المخدرات. بينما تزعم البرامج الجديدة أنها جاءت بمزيد من الاستراتيجيات الفعالة.

وقال كريس ادزيا، مدير برنامج الوقاية من إدمان العقاقير المخدرة في مركز روبرت كراون للتعليم الصحي "يُعنى برنامجنا في الواقع بتنمية عقلية المراهقين وبحث الإدمان على المستوى الذهني".

ويستعين برنامج التوعية للوقاية من الهيروين، ببرامج كمبيوتر تفاعلية مستلهمة من حياة مدمن هيروين مراهق عولج من الإدمان، بعد أن بدأ في تعاطي مسكنات الألم المخدرة، حين خلع ضرس العقل، ثم لجأ بعد ذلك إلى تعاطي الهيروين عن طريق الحقن.

وخلال برامج تستمر ساعة، قام المدربون في ندوة التوعية بتعليم الطلبة كيفية التعرف على أعراض تعاطي الجرعات الزائدة والتأكيد على أهمية الاستعانة على الفور بالخبرة الطبية لإنقاذ ضحايا الجرعات الزائدة. وتسعى البرامج أيضا إلى تعليم المراهقين بأن وصفات العقاقير لن تكون آمنة إلا تحت إشراف الطبيب. وفي نفس الوقت تقريباً الذي تعاقدت فيه مقاطعة تشيستر في بنسلفانيا مع ندوة التوعية بالجرعة الزائدة والوقاية منها، طبقت مدارس في دوبيج وإيلينوي المنهج الذي وضعه مركز روبرت كراون.

المساهمون