كورونا يقتل 36 كادراً طبياً باليمن وتشكيك بالأرقام الرسمية

كورونا يقتل 36 كادراً طبياً باليمن وتشكيك بالأرقام الرسمية

06 يونيو 2020
كثير من الأطباء يخشون نقل العدوى إلى أسرهم (Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر طبية في اليمن، اليوم السبت، أنّ 36 من الكوادر الطبية فارقوا الحياة، منذ مطلع مايو/ أيار الماضي من جراء إصابتهم بفيروس كورونا، في حين تزايدت الشكوك حول دقة الأرقام الرسمية لضحايا الفيروس، بعد إعلان منظمة "أطباء بلا حدود" تسجيل 99 وفاة داخل مركز تابع لها في مدينة عدن خلال 3 أسابيع، وهو رقم مقارب للإحصاء الرسمي المعلن بكافة المحافظات.

وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر أسمائها، لـ"العربي الجديد"، إنّ الساعات الماضية سجلت وفاة أحد أبرز أطباء الأطفال بمحافظة إب (وسط)، لينضم إلى إحصائية نقابة الأطباء اليمنيين التي سجلت وفاة 36 طبيباً وممرضاً، مشيرة إلى أن العاصمة صنعاء شهدت وفاة 18 من أفراد الطواقم الصحية، فيما شهدت مدينة عدن وفاة 10 من بين الطواقم الطبية، وتوزع باقي الضحايا على المحافظات الأخرى.
وأطلقت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين، السبت، نداء استغاثة إلى منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي باليمن، قائلة إنّ "الوباء بدأ يحصد أرواح العشرات من الأطقم الطبية، وقد تصل الأرقام إلى المئات"، مطالبة بتزويدها بأدوات الوقاية اللازمة للطواقم الطبية.
وبات كثير من الأطباء يخشون نقل العدوى إلى أسرهم، ففي حين يضطر البعض للمكوث في المرافق الصحية لعدة أيام خشية العودة إلى منازلهم، رضخ البعض لمطالب أهاليهم والتزموا البقاء في البيوت تاركين عملهم.

وقال طبيب من صنعاء، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن منزله يضم عدداً من كبار السن الذين قد يفارقون الحياة في حال نقل العدوى إليهم، ما دفعه إلى التوقف عن العمل بشكل مؤقت، لافتاً إلى أن إدارة المستشفى الذي يعمل به أبدت تفهماً لموقفه.

وأعلنت السلطات الصحية، التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، تسجيل 469 إصابة بفيروس كورونا، بينها 111 وفاة، و23 حالة تعاف، في حين قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، السبت، إنّ "مركز الأمل" الذي تديره في عدن، استقبل، خلال الفترة من 30 إبريل/ نيسان إلى 23 مايو/ أيار الماضي، 228 مصاباً بفيروس كورونا، وتوفي 99 منهم.

وقالت أطباء بلا حدود، في تغريدات على "تويتر"، إنّ الأمر معقد لعدم وجود الأكسجين المركزي أو السائل، مضيفة أن أعداد الوفيات في "مركز الأمل" بعدن، وصلت إلى 13 وفاة يومياً، موضحة: "كانت عمليات تنظيم إمداد الأكسجين في عدن تشكل تحدياً كبيراً، وتقوم فرقنا الطبية بتغيير الأسطوانات يدوياً 250 مرة في اليوم، وهي مهمة صعبة. المرضى يأتون إلى المركز بعد فوات الأوان عند الشعور بصعوبة في التنفس".


وفي صنعاء، لا تزال سلطات الحوثيين تخفي الأرقام، فبعد الكشف عن 4 إصابات فقط، منذ مايو/ أيار الماضي، أقرت وزارة الصحة التابعة لهم، خلال الأيام الماضية، بتفشي الوباء، لكنها أعلنت أنها لن تنشر أي أرقام أو إحصائيات "حفاظاً على الصحة النفسية للمرضى ومناعة المجتمع"، بحسب وصفها.

المساهمون