بريطانيا: قضية الطفلة مادلين تعود للواجهة مع الأدلة الجديدة

بريطانيا: أدلة جديدة حول خطف الطفلة مادلين تعيد القضية إلى الواجهة

04 يونيو 2020
المشتبه به في القضية متهم بالتحرش بأطفال(ميغيل فيلاغران/Getty)
+ الخط -
عادت قضية الطفلة مادلين ماكين لتتصدّر الصحف البريطانية اليوم، على الرّغم من اختفائها منذ 13 عاماً، وذلك بسبب أدلّة جديدة قد تكون تمكّنت الشرطة من خلالها من تحديد المشتبه به الرئيسي في اختطافها.

وأعلنت الشرطة أمس الأربعاء، أنّ رجلاً ألمانياً مداناً بقضايا اغتصاب وتهم تحرّش بأطفال، هو المشتبه به الرئيسي في اختفاء مادلين ماكين. وقد يُعتبر هذا الإنجاز، الأهم في تاريخ التحقيق.
وتفيد المعلومات الجديدة، بأنّ السجين الذي لا يزال يؤدّي عقوبته في سجن في ألمانيا، كان في منتجع الغارف في البرتغال، عندما اختُطفت مادلين من سريرها، في 4 مايو/أيار 2007، قبل فترة قصيرة من عيد ميلادها الرابع. ويُقال إنّه ناقش اختفاءها في غرفة دردشة على الإنترنت.
ونقلت صحيفة "ذا تايمز" اليوم، أنّ الشرطة الألمانية، قالت إنّها تحقّق في مقتل مادلين، واصفة المشتبه به البالغ من العمر 43 عاماً، بالمجرم المدان بعدد من الجرائم الجنائية وبالاعتداء الجنسي على أطفال.
وتعتقد الشرطة أنه أيضاً، سرق ممتلكات من الفنادق والسيّاح، وهرّب المخدرات، أثناء إقامته في الغارف، بين عامي 1995 و2007.
أمّا صحيفة "ذا تلغراف"، فيبدأ تقريرها، حول هذه القضية بالعودة إلى يوليو/تموز 2008، أي بعد 14 شهراً فقط من اختفاء مادلين. وتصف إحساس والديها، كيت وجيري ماكين، وكيف شعرا بالصدمة آنذاك، عندما علما أنّ الشرطة البرتغالية قرّرت إغلاق التحقيق، ورفضهما للاستسلام من بعدها. وتلفت الصحيفة إلى أنّهما دفعا مبالغ مالية إلى وكالات المباحث الخاصة آنذاك، لمواصلة البحث عن ابنتهما.
وتسرد الصحيفة، تفاصيل ما حدث، حيث أشارت إلى أنّه في عام 2011، وعقب مناشدة مباشرة إلى تيريزا ماي، وزيرة الداخلية في ذلك الوقت، طُلب من شرطة سكوتلاند يارد، إجراء مراجعة شاملة للقضية لمعرفة إن كانت الشرطة، قد أغفلت أي شيء مهم. وبدأ وقتها فريق من 37 محققاً العمل بجهد، من خلال البحث في آلاف الوثائق وإفادات الشهود والأدلّة المحتملة، على أمل الوصول إلى أدلّة مفيدة. وجمعوا المعلومات التي توصّلت إليها سابقاً الشرطة البرتغالية والبريطانية، بالإضافة إلى الأدلة التي جمعتها وكالات المباحث الخاصة، التي استأجرها والدا مادلين.

بدورها، كتبت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنّ الشرطة تعتقد أنّ الرجل المسجون الآن بتهمة ارتكاب جريمة جنسية، كان في المنطقة التي شوهدت فيها الفتاة آخر مرة قبل اختفائها، وهي كانت تبلغ من العمر وقتها ثلاث سنوات.

وتسعى الشرطة حالياً، للحصول على معلومات حول سيارتين يملكهما الرجل؛ حيث إنّه بعد يوم من اختفاء مادلين، نقل المشتبه به سيارة جاكوار إلى اسم شخص آخر.
أدى اختفاء مادلين إلى عملية مطاردة ضخمة ومكلفة للشرطة، في معظم أنحاء أوروبا، وأنفقت تحقيقات شرطة العاصمة، التي بدأت في عام 2011، أكثر من 11 مليون جنيه إسترليني خلال بحثها عنها.
وتشير "بي بي سي"، إلى ما قالته شرطة لندن، حول استلام السلطات الألمانية لزمام المبادرة في هذه المرحلة من القضية، لأن المشتبه به الألماني، محتجز في بلادها.
وقالت الشرطة الألمانية لقناة تلفزيون "ZDF" في البلاد، إنّ المشتبه به، الذي لم يذكر اسمه، هو مسجون حالياً لاتهامه بارتكاب جريمة جنسية.
وبحسب كريستيان هوب، من مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية في ألمانيا، فإنّ الرجل أدين مرتين في السابق، بتهمة التحرّش الجنسي بفتيات.
وسلّطت صحيفة "ذا غارديان" الضوء على تعليق والدي مادلين، بعد التوصّل إلى المشتبه به الرئيسي في القضية، وكتبت أنّ المتحدّث باسمهما كلارنس ميتشل، قال إنّهما يعتقدان أنّ التعرّف على المتّهم بارتكاب جرائم جنسية ألمانية، بصفته المشتبه به الرئيسي في اختفاء ابنتهما، "أمر مهم للغاية". وأضاف أنّهما يرحبّان بنداء الشرطة للتوصّل إلى المزيد من المعلومات، لكنّهما يفضّلان الابتعاد عن إجراء أي مقابلات، لأنّهما يرغبان في أن يبقى التركيز على نداء الشرطة وليس عليهما.
وفي تأكيد على أهمية هذا التقدّم في القضية، قال ميتشل إنها المرّة الأولى منذ أكثر من 13 عامًا، التي تركّز فيها الشرطة على شخص واحد.
أمّا شبكة "سكاي نيوز"، فتواصلت مع ميتشل، الذي قال إن والدَي مادلين، لم يفقدا الأمل أبداً في أنّ ابنتهما لا تزال على قيد الحياة، وهما يريدان ببساطة معرفة ما حدث لها. ويريدان تقديم أيّ شخص مسؤول عن اختفائها إلى العدالة.
تمّ وصف المشتبه به بأنه أبيض، مع شعر أشقر قصير، وطوله يقارب الـ 6 أقدام، ويبلغ من العمر الآن 43 عامًا. وفي عام 2007، كان عمره 30 عامًا، ووُجِد في الغارف بين عامَي 1995 و2007، مع زيارته ألمانيا لفترات قصيرة، خلال تلك الفترة.
وكشف المحققون يوم الأربعاء تفاصيل عن رقم الهاتف الذي استخدمه الرجل والرقم الذي تمّ الاتصال منه، إلى جانب صور عربة نقل، شاحنة صغيرة، قيل إنّه استخدمها للعيش متنقلاً في الغارف البرتغالية.
وناشدت الشرطة الألمانية، أي شخص يعرف أي معلومات عن أرقام الهواتف التي استخدمها، أو الشاحنة الصغيرة "فان"، أو سيارة الجاكوار المرتبطة بالرجل، الاتصال بها.

المساهمون