حوامل في بريطانيا يخشين كورونا

حوامل في بريطانيا يخشين كورونا

10 مايو 2020
تحرص على وضع الكمامة (Getty)
+ الخط -

تشعر نساء حوامل بالقلق في بريطانيا من احتمال الإصابة بالفيروس، علماً أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تعمل على طمأنتهن

أرغمت جائحة كورونا المستشفيات على تأجيل مواعيد الكثير من العمليات، للتفرّغ لعلاج المصابين بالفيروس. ومنذ 29 يناير/ كانون الثاني الماضي وحتى اليوم، باتت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في حالة تأهب. واقع أثار قلق النساء الحوامل من زيارة العيادات خوفاً من التقاط العدوى، خصوصاً أنه يستحيل تأجيل مواعيد زياراتهن للطبيب.

وخلال اليوم العالمي للقابلات في الخامس من مايو/ أيار الجاري، أعربت قابلات قانونيات عن ضرورة بناء علاقة أفضل مع الحوامل ليشعرن بالدعم خلال هذه الأوقات. كذلك وفرت قابلات وخدمات الأمومة الدعم لهؤلاء النساء.

تتحدث الرئيسة التنفيذية للولادة الوطنية أنجيلا ماكونفيل، عن ازدياد مشاعر القلق والعزلة بين الوالدين الجدد والحوامل خلال أزمة كورونا. وتقول: "سمعنا عن مدى قلق النساء بشأن صحة أطفالهن، فضلاً عن الرعاية والدعم اللذين سيحصلن عليهما قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها".
من جهته، يقول طبيب الأطفال وحديثي الولادة إيليا معلوف لـ"العربي الجديد"، الذي يعمل في مستشفى جامعة هومرتون ومستشفى بورتلاند في بريطانيا، إنّ من المحتمل أن يصاب الأطفال بالفيروس مثل البالغين، بيد أنّهم يميلون عموماً إلى تحمّل كل أنواع العدوى بشكل أفضل من البالغين.



ويتطرّق معلوف إلى الحالات المعدودة التي أُبلغ عنها في المملكة المتحدة، عن متلازمة التهابية مشابهة لمرض كاواساكي، لافتاً إلى أنّه لا يمكنهم تأكيد ما إذا كانت هذه الحالة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بفيروس كورونا أو لا حتى الآن. يضيف أنّ هذا نادر للغاية، وقد لا يكون مرتبطاً بفيروس كورونا. لذلك، شدّد على أنّنا لا يمكننا ولا يجب علينا القفز إلى أي استنتاجات في هذه المرحلة، بل نصح بضرورة العمل على طمأنة جميع الآباء والأمّهات بدلاً من إثارة قلقهم، وإخبارهم بأنّ من المستبعد أن يصاب أطفالهم بهذه المتلازمة الالتهابية.

أمّا عن إصابة الإثنيات العرقية أكثر من غيرها بالفيروس، بحسب ما نشر الكثير من وسائل الإعلام، فيقول معلوف إنّه ما من دليل على الإطلاق يثبت أنّ الأطفال من خلفيات عرقية معينة أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، أو أنّ حالاتهم أكثر خطورة.

ويطمئن معلوف الأمهات الحوامل إلى أنّه حتى لو جاءت نتائج الاختبارات موجبة، وتؤكّد إصابتهنّ بالفيروس، ليس بالضرورة أن ينقلن العدوى إلى أطفالهن. يوضح أن الأطباء شهدوا العديد من الحالات، ولم يلتقط العدوى الغالبية العظمى من الرضع. بيد أنّه يحذّر من أنّ الأطفال حديثي الولادة معرّضون مثل الأطفال الأكبر منهم سنّاً للإصابة بهذا الفيروس. يتابع بأنّ من السابق لأوانه معرفة الآثار قصيرة أو طويلة المدى (إن وجدت)، التي قد تكون لهذا الفيروس على صحّة الأطفال. ويقول: "نحن ببساطة لا نعرف".

بدورها، تعرب جيل والتون من كلية التمريض والقابلات الملكية البريطانية، عن سعادتها بالروح الإيجابية التي تنشر عن الولادة والشعور بالفرح. وتقول إنّ نساء ينشرن صوراً على الإنترنت لأطفالهن حديثي الولادة، وتتحدث قابلات عن مدى فخرهنّ بالنساء المهتمات بالأطفال وتقبلهن الظروف الجديدة.

في هذا السياق، تشيد مسؤولة قسم الولادة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية جاكلين دنكلي - بنت، بمهارات القابلات وقدراتهن على التكيف في مواجهة جائحة كورونا، بما في ذلك إيجاد وسائل مبتكرة لتقديم الخدمات بأمان للأمهات الحوامل وعائلاتهن. وتشمل هذه الوسائل تقديم استشارات بالفيديو وتوفير عيادات عبر الإنترنت، لتمكين النساء الحوامل وأزواجهن من البقاء على اتّصال مع القابلات من منازلهم الآمنة، مع ضمان استمرار حضور النساء للزيارات الأساسية وجهاً لوجه.



وبغية تأمين حماية أكبر للأمّهات، أعادت العديد من الفرق الطبية ترتيب خدماتها، للتأكّد من أنها منفصلة تماماً عن تلك التي قد تتعامل مع مرضى فيروس كورونا. واغتنمت دنكلي-بنت، وشخصيات بارزة أخرى في رعاية الأمومة، مناسبة اليوم العالمي للقابلات، للتشديد على ضرورة استمرار الأسر في الوصول إلى الفحوصات والمشورة الروتينية. وتلفت إلى أنّهم اضطروا إلى تغيير مؤقت لبعض الأمور بسبب كورونا، من أجل سلامة الأمهات والرضّع والموظفين، مثل تقليل عدد الزوار في أثناء الولادة. لكنّهم يوفّرون خدمات أكبر للفحوصات عبر الإنترنت تعمل جيداً وتتماشى مع الظروف الحالية لكثيرين، لضمان حماية أفضل للجميع.



ويأتي هذا وسط مخاوف من عدم حضور بعض النساء إلى مواعيد الفحص، أو عدم الاتصال بقابلاتهن، خشية التقاط عدوى فيروس كورونا، ما أدّى إلى توجيه رسائل تحثّ الحوامل والأمّهات الجدد على طلب الدعم كالمعتاد، كجزء من حملة بعنوان "خدمات الصحة العامة تساعدنا وتساعدكن". وتتضمن إحدى الرسائل: "إذا كنت حاملاً، أريدك أن تعرفي أن خدمات الصحة الوطنية ما زالت هنا من أجلك، وقد بذلت جهوداً كبيرة لضمان سلامتك أنت وطفلك. لذلك، يرجى مساعدتنا لمساعدتك".

ومع انخفاض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، طلبت هيئة الخدمات الصحية الوطنية من جميع خدمات الأمومة المحلية إجراء اتصالات مباشرة ومنتظمة مع جميع النساء اللواتي يتلقين رعاية ما قبل الولادة وما بعدها. وهذا يشمل شرح كيفية استمرار النساء في تلقي الرعاية، وتأكيد أهمية مشاركة أي مخاوف مع القابلات والأطباء الآخرين. وأظهر استطلاع للرأي نشرته كلية التمريض والقابلات الملكية البريطانية في الرابع من الشهر الجاري، أن 94 في المائة من القابلات يشعرن بالتقدير من قبل الناس في البلاد.

دلالات