تفاقم معاناة أهالي شهداء غزة بسبب قطع مستحقاتهم

تفاقم معاناة أهالي شهداء غزة بسبب استمرار قطع مستحقاتهم

07 مايو 2020
أهالي الشهداء يعتصمون أسبوعياً (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
لم تعد زوجة الشهيد الفلسطيني أوسم طافش، ابنة مدينة غزة، قادرة على استيفاء المستلزمات المتزايدة لأبنائها، بعد ست سنوات على استشهاد معيل الأسرة، خاصة مع استمرار انقطاع المُخصّصات المالية، المفترض أنّ تحصل عليها أسرة الشهيد من السلطة الفلسطينية.

وتتواصل معاناة أرملة الشهيد طافش وأسرتها، إلى جانب معاناة أهالي شهداء عدوان 2014، الذين لا يحصلون على مستحقاتهم المالية، والذين اعتادوا على الاعتصام أسبوعيًا أمام مكتب "مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى"، غربي مدينة غزة، لاعتماد بياناتهم ضمن قوائم منظمة التحرير الفلسطينية لشهداء الشعب الفلسطيني، إلا أنّ قضيّتهم ما زالت تراوح مكانها، بحجة الانقسام الداخلي.

وتتفاقم الصعوبات التي تواجه أهالي الشهداء عامًا بعد آخر، إذ يعانون من ظروف اقتصادية صعبة بفعل فقدان المُعيل الأساسي للعائلة، حيث إنّ عدداً من الشهداء كانوا متزوجين ولديهم أُسر وأبناء، وبعضهم من الشُبّان الذين يعيلون عائلاتهم. ويضاعف من ثقل الأزمة، عدم إدراج ملفّ هؤلاء، ضمن كشوفات المخصّصات المالية.

وقدّمت أم أحمد طافش، زوجة الشهيد أوسم، الأوراق المطلوبة لـ"مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى"، إلا أنّها هي وأهالي شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي عام 2014، لم يحصلوا على أيّ مخصّصات مالية. وتشير إلى أنّه "حتى تكاليف العزاء، التي وُعدنا بصرفها، لم نحصل عليها حتى اللّحظة".

وتضيف طافش لـ"العربي الجديد"، أنّ ظروفها المعيشية هي وأبنائها اختلفت منذ ست سنوات، بعد أن حُرموا الحياة الكريمة التي كان يوفرّها لهم زوجها، الذي استشهد بقصف مباشر من طائرة استطلاع إسرائيلية، في 21 أغسطس/آب، 2014، خلال تشييعه لاثنين من أصدقائه.
تقول الزوجة المكلومة: "لا نحصل على أي راتب، سوى شيك الشؤون الاجتماعية، كلّ ثلاثة أشهر، وبعض المساعدات البسيطة، التي لا يمكنها حلّ الأزمة".

أما محمد طافش، وهو الابن الأصغر للشهيد، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ حياتهم انقلبت رأساً على عقب منذ استشهاد والده، ويضيف: "لا تستطيع والدتي تأمين كامل متطلّبات الحياة، خاصة أننا لا نتقاضى مُستحقّاتنا المالية".

بدورها، تقول نجاح موسى، والدة الشهيد صالح موسى، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشهيد، كان المُعيل الأول للأسرة المُكوّنة من عشرة أفراد، ولم تحصل على أي مُستحّقات مالية منذ استشهاده، قبل ست سنوات، على الرغم من مشاركتها في مختلف الفعاليات المُطالِبة بصرف مخصّصات الشهداء.

وتضيف: "زوجي كبير في السنّ، وليس لدينا أي مصدر دخل ثابت". ودعت الرئيس محمود عباس، ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية إلى صرف مستحقات ابنها الشهيد، ومخصّصات شهداء عدوان 2014، الذين باتوا ضحية الانقسام، ويعانون حياة قاسية.

من ناحيته، يقول المتحدث باسم "اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء"، علاء البراوي، إنّه لا يوجد أفق لحلّ قضية ملف شهداء 2014 حتى اللّحظة، وإنّ كل الوعود بالحلول، هي "وعود فارغة وكاذبة".

ويضيف لـ"العربي الجديد": "نحن نعاني، منذ ست سنوات، ولا أحد يستجيب لمطالبنا". ويضيف أنّه لا يوجد لأسر الشهداء مصدر دخل، لتلبية احتياجاتهم اليومية، وأنّه لا أحد يحاول سدّ رمق أطفالهم.



ويطالب البراوي السلطة الفلسطينية، بإنهاء معاناة أهالي الشهداء بشكل فوري، واعتمادهم ضمن المخصّصات المالية لأسر الشهداء، حتى ينعموا بحياة كريمة، خاصة في ظلّ الأوضاع الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا، وشدّد على عدالة ووضوح المطالب، التي تنادي فقط بالمساواة بين الشهداء.

ونادت مؤسّسات حقوقية في وقت سابق بضرورة اتّخاذ خطوات عملية لتمكين ذوي الشهداء في قطاع غزة، من تحصيل حقوقهم المالية، وأن يتمّ تخصيص ميزانية تضمن استمرار الصرف المالي بشكل ثابت، وعدم زجّ قضيتهم في المناكفات السياسية الناجمة عن الانقسام.