نواصي شوارع غزة ملاذ الباعة المتجولين في رمضان

نواصي شوارع غزة ملاذ الباعة المتجولين في رمضان

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
04 مايو 2020
+ الخط -
يُصفّف البائع الفلسطيني علاء جحا أصناف الفاكهة على عربته المتوقفة إلى الناحية الغربية من مفترق الجلاء الرئيسي، شمالي مدينة غزة، في محاولة منه لتحصيل الرزق، وجذب انتباه الزبائن خلال شهر رمضان.

ودفع إغلاق الأسواق الشعبية الأسبوعية في قطاع غزة، ضمن الإجراءات الاحترازية المُتخذة للوقاية من فيروس كورونا ومنع انتشاره، البائع جحا إلى جانبه عدد من أصحاب البسطات، والباعة المتجولين إلى التمركز على نواصي الشوارع والمفترقات الرئيسية.

ويسعى أصحاب العربات والبسطات الصغيرة إلى تأمين قوت يومهم، بعد أن انقطعت بهم السُبل، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة المُحاصر منذ 14 عامًا، والتي تفاقمت بعد جائحة كورونا، بفعل إغلاق الأسواق الأسبوعية والمدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية.

ويعيل بائع الفاكهة علاء جحا، من سكان منطقة الدرج، شرق مدينة غزة، أسرة مكونة من خمسة أفراد، ما اضطره إلى البيع على المفترقات العامة، أملًا في التغلب على الأزمة التي تسبب بها إغلاق الأسواق الأسبوعية، والتي كان يعتمد عليها بشكل أساسي في توفير احتياجات أسرته الأساسية.

إقبال ضعيف (عبد الحكيم أبو رياش)

ويوضح جحا لـ"العربي الجديد" أن إقبال الزبائن يتدحرج نحو الأسوأ منذ سنوات، وزاد الأمر سوءا بعد الإجراءات الاحترازية التي فرضت في غزة، مضيفًا: "هناك من يعتمد على عمله اليومي لتوفير قوت أطفاله وأسرته".

وتتنوع أصناف البضائع المعروضة على مفترقات الشوارع، والتي كان يُروّج لها أصحابها في الأسواق الشعبية الأسبوعية المُغلقة، والذين كانوا يعانون أصلًا بفعل ضعف الحركة الشرائية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بسبب تواصل الحصار، وإغلاق المعابر، وجائحة كورونا أخيرًا.

تتنوع أصناف المعروضات (عبد الحكيم أبو رياش)

وينشغل البائع محمد العربيد برش رذاذ الماء على أوراق الجرجير والبقدونس والنعناع وباقي أصناف الأوراق الخضراء، حفاظًا على شكلها الجذاب، على بسطته الخشبية، ويقول إنه بدأ العمل على بسطته وهو في الثامنة من عمره، إلا أن الأوضاع العامة تغيرت بشكل لافت نحو الأسوأ.

ويبين العربيد لـ"العربي الجديد" أن الأسبوع الأول من شهر رمضان شهد إقبالًا جيدًا على الأوراق الخضراء والمخللات وباقي الأصناف المعروضة، إلا أن الأمر بدأ بالتراجع في الأيام السابقة، مضيفًا: "لا يمكننا مقارنة الموسم الحالي بالعام السابق، إذ إن مختلف نواحي الحياة تأثرت بفعل إغلاق الأسواق الأسبوعية، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا".

ولم يختلف الحال كثيرًا عند بائع الخضروات يوسف سعد الله، من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، الذي يعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد، إذ يعمل على عربة متنقلة، ويستقر غالبًا على مفترق الطرقات، مُناديًا لبيع حمولته، فيما ينحصر دخله اليومي بين 20 و25 شيقلاً. (الدولار يساوي 3.46 شواقل).

زادت إجراءات كورونا من أزمتهم (عبد الحكيم أبو رياش)

ويبين سعد الله لـ"العربي الجديد" أن إغلاق الأسواق الأسبوعية أثر بشكل كبير على سير العمل، مضيفًا: "على الرغم من الإقبال الضعيف نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، تلاحقنا سيارات البلدية، والتي تمنعنا حتى من التوقف للحظات".

ويشير إلى صعوبة العمل على المفترقات العامة، والتجول بين نواصي الشوارع، خاصة في ظل أيام الصوم، مضيفًا: "نحن لا نمتلك خيارات إضافية، إذ نعتمد على العمل بشكل أساسي لتوفير أدنى الاحتياجات اليومية".

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن الإجراءات غير المسبوقة لمواجهة تفشي فيروس كورونا أثرت على سوق العمل، موضحًا في إحصائية نشرها مع حلول عيد العُمال العالمي في الأول من مايو/ أيار أن عدد العاملين في فلسطين عام 2019 بلغ مليوناً و10 آلاف عامل، منهم 261 ألفا في قطاع غزة، و616 ألفا في الضفة الغربية و133 ألفا في الأراضي المحتلة.

ذات صلة

الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
GettyImages-1718833083.jpg

سياسة

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض المعطيات الميدانية بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب في قطاع غزّة والمعارك مع حزب الله في لبنان
الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ليس بهدف تلقّي العلاج إنّما كمتطوّع في ظلّ الحرب.
الصورة

سياسة

وصف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني في منشأة اعتقال يُحتجز فيها أسرى من قطاع غزة، الظروف التي يعاني منها الأسرى، والتي وصلت إلى حد قطع أطرافهم.