سجال بين الحوثيين ومنظمة الصحة العالمية حول مكافحة كورونا

سجال بين الحوثيين ومنظمة الصحة العالمية حول مكافحة كورونا في اليمن

30 مايو 2020
إجراءات وقائية ضد كورونا في صنعاء (محمد حويص/فرانس برس)
+ الخط -
تسبب التعتيم المتواصل حول انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) باليمن في سجال متبادل بين السلطات الصحية التابعة لهم، ومكتب منظمة الصحة العالمية، في ظل اتهامات للحوثيين باستخدام مساعدات الأمم المتحدة لأغراض عسكرية.
وترفض وزارة الصحة التابعة للحوثيين الكشف عن إحصائيات فيروس كورونا في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة، كما تتهم منظمة الصحة العالمية بإرسال مستلزمات فحص عديمة الكفاءة، ما ساهم في عدم دقة أرقام الإصابات، لافتة إلى أنها تقوم بعلاج المصابين بالجهود الذاتية بسبب "التخاذل الأممي والدولي".
وأجبرت تلك الاتهامات مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن على التنديد بما وصفه بـ"الهجمات الكاذبة"، وقال المكتب عبر موقع "تويتر": "من المحبط أن يتم تحويل تركيزنا نحو الهجمات الكاذبة ضد المنظمة في هذا الوقت الحرج في ظل جائحة كورونا بدلاً من وضع صحة الناس في المقدمة. حان الوقت للتضامن وليس الانقسام. نعمل على مدار الساعة لتدريب الأطقم الطبية على التعامل مع كورونا، والحصول على الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى، وتعزيز القدرات المخبرية، وضمان كفاية معدات الحماية الشخصية. لا يمكننا القيام بذلك من دون مساعدتكم".
واستغلّت المنظمة اتهامات الحوثيين للتطرق إلى استخدام الجماعة للمركبات المقدمة منها للقطاع الصحي في أغراض عسكرية، كما أدانت استخدام التبرعات لأغراض لا علاقة لها بدعم النظام الصحي، وقالت إنّ صوراً متداولة تُظهر مسلحين فوق عربات صحية، ما يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وإنها تحقق في هذا الأمر.


وأعلنت المنظمة الأممية، مساء السبت، وصول طائرتين إلى اليمن، تحملان أدوية أساسية، ومستلزمات طبية تُقدر قيمتها بأكثر من 5 ملايين دولار أميركي، بما في ذلك أدوية مضادة للسرطان، وأدوات فحص، ومعدات حماية شخصية.
وأعلنت السلطات التابعة للحوثيين أنّ طائرة شحن واحدة وصلت إلى صنعاء، تحمل مساعدات مقدمة من "يونيسف"، تشمل 10 أطنان من المستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة كورونا، وأكدت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" أن الطائرة الثانية وصلت إلى مطار عدن جنوباً لتوزيعها في المدن الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.


وتفاقم الخلاف بين المنظمات الأممية وسلطات الحوثيين؛ بسبب رفض الأخيرة الإفصاح عن تفاصيل تفشي فيروس كورونا في مناطق سيطرتها، وعدم إبلاغ الناس بالحقيقة حتى يقوموا بالإجراءات الاحترازية اللازمة.
وأعلن الحوثيون تسجيل 4 إصابات فقط بفيروس كورونا، بينها حالة وفاة واحدة، لكن الأمم المتحدة تقول إن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، وإن نسبة الوفيات في اليمن بالنسبة للحالات الحرجة تصل إلى 20%، وإنها نقلت جميع طواقمها الأجنبية مؤقتاً من صنعاء إلى إثيوبيا، مع الإبقاء على الطواقم المحلية.
وتزعم السلطات الصحية التابعة للحوثيين أن الكشف عن أرقام الإصابات يؤثّر سلباً على الحالة النفسية والمناعية للمرضى والمجتمع. وقال وزير الصحة، طه المتوكل، اليوم السبت: "سنتعامل مع المرضى من منطلق حقهم الإنساني في الرعاية، وليس كأرقام تتسابق وسائل الإعلام على تناولها، وبث الرعب والتهويل في المجتمع، وخفض معنويات المرضى، وسنعمل في طريق مغاير عن إرهاب الإعلام العالمي الذي يتحمّل مسؤولية جزء كبير من أعداد الوفيات في العالم".
وأضاف المسؤول الحوثي أن "نسبة الشفاء من فيروس كورونا في مناطق سيطرة الجماعة، تصل إلى أكثر من 80%"، من دون الكشف عن أعداد الإصابات المسجلة.
وفي مؤشر على زيادة الإصابات في صنعاء، وجّهت وزارة الصحة، السبت، المستشفيات كافة بالتعامل مع إصابات كورونا، بعد أن كان الأمر مقتصراً على 3 مستشفيات للعزل الصحي. وأكدت مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، أنّ مركز العزل في "مستشفى الكويت" سجّل أكثر من 700 إصابة خلال شهر مايو/ أيار، وأن عشرات المصابين فارقوا الحياة قبل وصولهم إلى المرافق الصحية.
وقامت سلطات الحوثيين بفرض حظر تجوّل جزئي في حي "هائل" السكني وسط صنعاء، من السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً، باعتباره بؤرة تفشي الفيروس، وقال سكان لـ"العربي الجديد" إن "الحركة مشلولة في أغلب أحياء العاصمة خوفاً من انتشار الوباء".

المساهمون