الزائر الأبيض يحلّ ضيفاً على لبنان في عيد الفطر

الزائر الأبيض يحلّ ضيفاً على لبنان في عيد الفطر

24 مايو 2020
لقطة من هذا اليوم (Lebanon Weather Forecast)
+ الخط -

حلّ الزائر الأبيض ضيفاً على عيد الفطر في لبنان الذي يأتي حزيناً هذا العام وسط أزمة كورونا وما تفرضه من تدابير وقائية ملزمة ووسط تردّ في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية في البلاد، علماً أنّ تساقط الثلوج في شهر مايو/أيار أمر معتاد، غير أنّه خلّف مع العواصف التي رافقه أضراراً كبيرة ليزيد الطين بلّة لدى اللبنانيين. 

في سياق آخر، أعلن وزير الصحة العامة اللبناني حمد حسن، اليوم الأحد، أنّهم قد يذهبون إلى إقفال البلاد بشكل كامل عندما يصير عدد الأسرّة المخصصة للمصابين بفيروس كورونا غير كافٍ.

في محافظة البقاع، شرقي لبنان، شهدت مناطق عدّة طقساً عاصفاً وماطراً مع انخفاض في درجات الحرارة، فتضررت الأشجار المثمرة وخيم الزرع البلاستيكية، تحديداً في سهول الهرمل ومشاريع القاع. وكانت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تلّ عمارة - رياق (البقاع) قد دعت المزارعين إلى وضع الأسمدة قبل الأمطار وعدم رشّ الأدوية الزراعية، وطلبت من أصحاب البيوت البلاستيكية الانتباه. فهي أشارت إلى أنّ منخفضاً جوياً بارداً سيؤثر على لبنان في أوّل أيام عيد الفطر ترافقه رياح جنوبية غربية قوية وانخفاض في درجات الحرارة.

كذلك توقّعت المصلحة أن تهطل أمطار متفرقة اليوم تترافق مع عواصف رعدية وزخّات برد، فيما تتساقط الثلوج ابتداءً من ارتفاع 1800 متر. أضافت أنّ المنخفض الجوي ينحسر يوم غد الاثنين، مع ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة لتلامس 30 درجة مئوية يوم الأربعاء المقبل وتعود إلى معدّلاتها الموسمية.

أمّا في الشمال، فقد غطّت الثلوج المرتفعات الجبلية في عكار على ارتفاع ألفَي متر وما فوق، وتساقطت الأمطار بغزارة، الأمر الذي عزّز منسوب المياه السطحية والجوفية على أبواب فصل الصيف. وفي كفردبيان بمحافظة جبل لبنان (وسط)، فقد استيقظ أهالي المنطقة على مشهدٍ نادرٍ في مثل هذا الوقت من العام، إذ غطّت الثلوج منازلهم والمرتفعات الجبلية، فشاركوا اللبنانيين صوراً وتسجيلات فيديو تظهر جمال الطبيعة والجبال المكللة بالأبيض.

في أحد أسواق بيروت قبيل العيد (حسين بيضون)

من جهة أخرى، احتفل اللبنانيون هذا العام بعيد الفطر مع غصّة، إذ إنّهم محرومون من التجمّعات وملزمون بتدابير التعبئة العامة بسبب فيروس كورونا. وقبيل حلول العيد، كانت حركة الأسواق في البلاد متواضعة جداً، فيما أتت معدومة في بلدات تعيش منذ أيام حالة طوارئ وعزل نتيجة ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس الجديد فيها. إلى جانب ذلك، يشكو المواطنون من أنّ "لا مال لشراء الألبسة والأحذية والهدايا وحتى المأكولات أحياناً"، في حين  شهدت محال الحلويات إقبالاً يبقى مختلفاً تماماً عن الأعوام الماضية.

وكان وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي قد طلب قبيل العيد بالتعميم على البلديات واتحاد البلديات، التأكيد على منع إقامة أيّ احتفالات أو تجمّعات رياضية أو ترفيهية أو فتح دور الملاهي والنوادي الرياضية والملاعب والحدائق، بما فيها ميدان سباق الخيل، لأيّ سبب كان، حتى من دون جمهور، وكذلك منع وضع ألعاب الأطفال في الساحات والطرقات، وذلك إلى حين صدور نصّ مخالف.
في السياق، حدّدت الأوقاف الإسلامية الإجراءات الوقائية الواجب اعتمادها لأداء الصلاة في المساجد، والتي تشمل الوضوء في المنزل، واعتماد فحص الحرارة قبل الدخول إلى المسجد بعد التعقيم، ووضع الكمامات والقفازات، وإحضار سجادة صلاة خاصة بكلّ فرد، ومنع حضور المصابين بأمراض مزمنة أو من تظهر عليهم أعراض مرضية، ومنع حضور كبار السنّ. كذلك شملت الشروط التباعد في داخل المسجد في أثناء الخطبة والصلاة وعدم المصافحة باليد.