مصر: وفاة سجين سادس خلال شهر بسبب الإهمال الطبي

مصر: وفاة سجين سادس خلال شهر بسبب الإهمال الطبي

23 مايو 2020
الأوضاع الصحية في سجون مصر مأساوية (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان، اليوم السبت، وفاة المواطن المصري تامر محمد شحاتة (41 سنة)، صباح الأربعاء الماضي، بسبب الإهمال الطبي في سجن استقبال طرة جنوبي العاصمة القاهرة.
وأضاف المركز الحقوقي في بيان: "تكررت معاناة تامر شحاتة مع مرض خطير شخصه مستشفى السجن على أنه ربو، لكن تبين أنه مصاب بشبه خراج على الرئة كان يزداد حجمه كل يوم، ولم يشفع له مرضه من (تدويره) 4 مرات على قضايا مختلفة، وتقرر نقله إلى (مستشفى المنيل الجامعي) عدة مرات، لكنه لم يدخل المستشفى أبداً رغم مرضه الشديد، إلى أن توفي يوم الأربعاء، ليكون بذلك حالة الوفاة السادسة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في السجون المصرية خلال شهر مايو/أيار".
وأوضح البيان: "تشير الوفيات إلى تصاعد خطير للإهمال الطبي المؤدي إلى الموت داخل السجون ومراكز الاحتجاز المصرية، وبالتزامن مع انتشار وباء كورونا الذي سارعت بعض الدول للإفراج عن مسجونيها خشية انتشار الوباء بينهم، بينما ينتشر الوباء فعلياً داخل السجون وأماكن الاحتجاز بمصر من دون إجراء حقيقي لمواجهته، ما يجعل أعداد وفيات المحبوسين مرشحة للزيادة".
وتوفي السجين السيد معوض عطية رزق، يوم الخميس 22 مايو، في سجن الزقازيق العمومي. كما توفي المعتقل تامر عبد المنعم عمارة، داخل سجن استقبال طرة نتيجة الإهمال الطبي في 20 مايو.
وتوفي المحتجز إبراهيم الدليل، في مركز شرطة ههيا بمحافظة الشرقية، بعد تدهور حالته الصحية ونقله إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك في 14 مايو. كما توفي المواطن رجب النجار، في قسم شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية في يوم 7 مايو، نتيجة للإهمال الطبي بمحبسه، ويشكك أهله باحتمال وفاته بفيروس كورونا.
كما توفي المخرج الشاب شادي حبش (24 سنة) داخل زنزانته بسجن طرة، فجر السبت 2 مايو، بعد إهمال طبي جسيم في التعامل مع حالته الصحية.



وتتزايد حالات الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، شهرًا تلو الآخر، إذ توفي المحتجز محمد كبكب، في قسم شرطة الدخيلة بمحافظة الإسكندرية، في 7 إبريل/نيسان الماضي، نتيجة للإهمال الطبي، وتوفي 6 معتقلين خلال شهر مارس/آذار، وتوفي خمسة معتقلين في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في فبراير/شباط الماضي، كما توفي سبعة معتقلين في السجون ومقار الاحتجاز في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتم توثيق وفاة 449 سجينًا في أماكن الاحتجاز خلال الفترة بين يونيو/حزيران 2014 وحتى نهاية 2018، وارتفع العدد ليصل إلى 917 وفاة خلال في الفترة بين يونيو/حزيران 2013 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بزيادة مفرطة خلال عام 2019، بينهم 677 نتيجة الإهمال الطبي، و136 نتيجة التعذيب.
ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجنًا، أُنشِئ 26 منها بعد وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسلطة. وهناك 382 مقر احتجاز داخل أقسام ومراكز الشرطة في مختلف المحافظات، إضافةً إلى السجون السرية، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
وتتراوح أعداد المساجين والمعتقلين في مصر ما بين 110 إلى 140 ألف سجين ومعتقل، بينهم نحو 26 ألف محبوس احتياطيًا لم تصدر ضدهم أحكام قضائية، كما تتراوح نسبة التكدس بين 160 في المائة في السجون إلى 300 في المائة في مقرات احتجاز مراكز الشرطة، حسب تقرير رسمي صادر عام 2016 عن المجلس القومي لحقوق الإنسان،ـ وهو مؤسسة حكومية.