قطر: دراسة لإنشاء مدينة ذكية تتنبأ بانتشار الأوبئة

قطر: دراسة لإنشاء مدينة ذكية تتنبأ بانتشار الأوبئة

20 مايو 2020
محمد بن سيف الكواري (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة القطرية، محمد بن سيف الكواري، عن بحث علمي حول إنشاء مدينة ذكية خضراء نموذجية، وفق المعايير الدولية للمباني الخضراء والمستدامة، تضم نظام إنذار مبكر للتنبؤ بانتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات، وذلك من خلال فحص عينات من مياه الصرف الصحي في المحطات الفرعية والرئيسية في المدينة، وتحديد المناطق المتأثرة بالمرض وتفشي الوباء.

وينفذ البحث بناء على التعاون العلمي المشترك بين وزارة البلدية ومعهد بحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، وبالتعاون مع المعهد التكنولوجي بالنمسا AIT، والذي يشتهر بتصميم العديد من المدن الذكية المستدامة في أوروبا، كما سيتعاون الفريق البحثي مع مجلس المباني الخضراء بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وبعض الوزارات والهيئات والمؤسسات والجامعات المعنية بترشيد الطاقة والمياه وغيرها.

وبيّن أن فريق البحث العلمي سيقدم فكرة هذا البحث إلى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر في دورته القادمة.

وأوضح الكواري، في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في ندوة الخيمة الخضراء الإلكترونية، التي ينظمها برنامج لكل ربيع زهرة، حول الاستدامة بين الطبيعة والتطور الحضري، أن فكرة البحث تركز على وضع تصور للمدينة الذكية الخضراء المستدامة في قطر، وفق المعايير الدولية للمدن الخضراء والمستدامة مع الحفاظ على الهوية العربية، إذ إن المدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكِرة تحقق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة الذي يشير إلى تحقيق المدن والمجتمعات المستدامة.
لافتا إلى أنها تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وتعزز كفاءة استهلاك الطاقة وإدارة المخلفات بكفاءة وجودة عاليتين، والوصول إلى أن يكون شعارها "مدينة بدون مخلفات"، كذلك تحسين الإسكان والرعاية الصحية، وتدفق حركة المرور والسلامة، وتطوير شبكات المياه والصرف الصحي بما يخدم ويعزز منظومة البيئة في البلاد.

وأشار الكواري إلى أن تصميم المدينة المبتكرة، يساهم في تطوير كافة عناصر البنية التحتية الحيوية ودمجها ورصدها، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والمطارات والاتصالات والطاقة والمباني، من أجل ترشيد الموارد بطريقة أفضل وتعزيز الخدمات المقدمة للسكان، مع مراعاة الجوانب المتعلقة بالأمن، بالإضافة إلى بناء أنظمة رصد وتتبع للكشف عن جودة الهواء تأخذ في الحسبان انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة والملوثة للبيئة، والتغييرات المناخية في المدينة بما يتوافق مع الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي الموقعة في فرنسا عام 2015، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، وذلك بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية الهادفة إلى جعل قطر بحلول عام 2030 دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها والمقيمين، والحفاظ على مقدرات البلاد وضمان الرفاهية والحياة الكريمة للأجيال القادمة.

وحول تزامن هذا البحث مع تفشي وباء فيروس كورونا، أكد مدير مركز الدراسات البيئية أنه يجري السعي لإضافة عنصر جديد لتصميم المدينة المبتكرة وهو بناء نظام للإنذار المبكر للتنبؤ بانتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات، وذلك من خلال فحص عينات من مياه الصرف الصحي في المحطات الفرعية والرئيسية في المدينة، وتحديد المناطق المتأثرة بالمرض وتفشي الوباء، وبالتالي يساعد هذا النظام الجهات الصحية المعنية باحتواء الفيروسات والقضاء عليها بالسرعة القياسية قبل انتشارها بين السكان، وقد أثبت هذا النظام نجاحه مبدئيا عند تطبيقه في بعض المدن الأوروبية، مثل: أمستردام وزيورخ ولوزان وأمرسفورت بهولندا، وفي باريس وفالنسيا بإسبانيا وغيرها.



وقد ذكر العلماء والباحثون في هذه المدن أن تطبيق هذا النظام كانت له آثار إيجابية لاحتواء تفشي الفيروس والسيطرة عليه، وذلك بالتعاون والتنسيق مع بعض الخبراء والاستشاريين والباحثين في الجامعات ومراكز البحوث في هولندا وسويسرا وأستراليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا.
ولفت إلى أن النظام غير مكلف ويتضمن إنشاء وحدة مختبرية في قطاع الصرف الصحي تقوم بفحص دوري لعينات من الصرف الصحي والتحقق من وجود الفيروسات وغيرها من الجراثيم والميكروبات الممرضة والتعاون مع الجهات الصحية في البلد، وبالتالي تتكون قاعدة بيانات على منظومة الرصد والتتبع الصحي بهدف الوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة، وتوضح المناطق المتأثرة بها، ما يساهم في وضع خطط استراتيجية ومستدامة لتقوية المنظومة الصحية في البلاد، والتصدي لأي ظروف طارئة، سواء كانت أمراض أو أوبئة أو غيرها.

دلالات

المساهمون