تحذيرات من تراجع الصحة النفسية للأفراد بسبب كورونا

خبراء: تراجع الصحة النفسية للأفراد بسبب غياب المهل الزمنية لحلّ أزمة كورونا

17 مايو 2020
استبدال "التباعد الاجتماعي" بـ"التباعد الجسدي"(مؤسسة قطر)
+ الخط -
أكّد خبراء ومختصّون في الصحة النفسية أنّ الأمان الوظيفي، وتزويد أفراد المجتمعات بتوجيهات واضحة من الحكومات، وتجنّب استخدام عبارة "التباعد الاجتماعي"، هي إجراءات أساسية للحفاظ على الصحة النفسية للأفراد، مع استمرار تفشي فيروس كورونا عالمياً.

وحذّر المتخصّص في الرفاه النفسي، الأستاذ بجامعة أوكسفورد جان إيمانويل دي نيف، من تراجع الصحّة النفسية للأفراد، بسبب عدم وضوح الرؤية في ما يتعلّق بجائحة كورونا حتى الآن، وذلك على الرغم من المرونة التي أظهروها في بداية الأزمة.

وقال خلال النقاش الافتراضي، ضمن إطار "مناظرات قطر" التي عُقدت بعنوان: "مواجهة الأزمة: الصحة النفسية وجائحة (كوفيد-19)": "إنّ البيانات الأخيرة كشفت أنّنا نمرّ حالياً بمنعطف يعكس حالة من التخبط، كما تُظهر أولى علامات التقهقر، وذلك بجزء منه، بسبب حالة السأم التي أصابت البعض". وأرجع دي نيف ذلك إلى تصالح الأفراد وتقبّلهم لفكرة أنّ التعافي من هذا الوضع لن يكون تاماً، وأنّهم لن يعودوا إلى الوضع الطبيعي الذي كانوا عليه سابقاً. ولفت إلى خشية الجميع ممّا سيحدث في الأشهر القليلة المقبلة، واعتبر أنّ "التصريحات الحكومية ليست واضحة بهذا الشأن، وهو ما يولّد شعوراً بالارتباك وعدم اليقين، ما يؤدّي إلى تراجع الصحة النفسية للأفراد بشكل عام".

وشدّد دي نيف على ضرورة استبدال تعبير "التباعد الاجتماعي" بـ"التباعد الجسدي". ولفت إلى أنّه لا يمكن تجاهل سوء اختيار عبارة "التباعد الاجتماعي"، وتأثيرها السلبي من وجهة نظر الصحة النفسية والعقلية.

بدوره قال الطبيب المختصّ في علاج الأمراض النفسية كامران أحمد، خلال المناقشة، إنّه قابل مرضى قلقين بشدة بشأن الإصابة بالفيروس، ويكافحون بسبب فقدان وظائفهم والعمل، وبسبب الحزن على أحبائهم.

وأشار أحمد إلى تحديات العزلة الكبيرة أثناء الحظر، إذ يصارع الناس أفكارهم السلبية خلال فترة الحجر المنزلي، خاصةً إذا كانوا ينتقدون أنفسهم بقسوة.

وتحدّثت خلال الجلسة النقاشية الكاتبة الحائزة على جائزة إيمي، وإحدى الناجيات من مرض السرطان، سوليكا جواد، التي أكّدت على "الحاجة إلى إدراك الأثر الذي ستخلّفه تجربة الجائحة التي يمرّ بها العالم الآن، والتي ستمتدّ لفترة طويلة بعد انتهاء الأزمة".

بدورها قالت طالبة الطب في السنة الرابعة، في جامعة "وايل كورنيل" في قطر، دانا العلي، إنّه "لا توجد أوجه عديدة لمواجهة هذه الجائحة، بل جميعنا في الجانب ذاته، نحارب ونقاتل المرض ذاته".

المساهمون