دراسة أميركية: اختبار الكشف السريع عن كورونا "ليس دقيقاً"

دراسة أميركية تكذب ترامب: اختبار "أبوت" للكشف السريع عن كورونا "ليس دقيقاً"

14 مايو 2020
فشل اختبار "أبوت" بالكشف عن العديد من الإصابات(جون مور/Getty)
+ الخط -
توصّلت دراسة جديدة أجرتها جامعة نيويورك إلى أنّ اختبار تشخيص "كوفيد - 19" الذي يستخدمه البيت الأبيض، والمعروف باسم أبوت Abbott ID NOW، فشل في الكشف عن العديد من الإصابات. وبالرغم من أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب روّج للاختبار في عدّة مناسبات، بكونه أسرع من الاختبارات الأخرى، إلا أن النتائج المخبرية جاءت مغايرة لما تمّ الترويج له.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير بعنوان "اختبار أبوت لفيروس كورونا غيّب عدداً كبيراً من النتائج الموجبة"، إنّ الاختبار لم ينجح في الكشف عن الإصابات، بالرغم من سرعة إعطائه النتائج، في فترة لا تتعدّى 13 دقيقة، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام عن الإصابات التي لم يتمّ الكشف عنها، ومدى انتشار الفيروس في الولايات المتحدة.
وقال مؤلّفو الدراسة إنّ اختبار "أبوت" كان غير دقيق لدرجة أنّه من غير المقبول استخدامه مع المرضى.
ونظر باحثو جامعة نيويورك في مسحات أنفية من 101 مريض، خضعوا لاختبار فيروس كورونا، وقارنوا نتائج اختبار "أبوت" بنتائج اختبار تشخيصي آخر لـ"كوفيد - 19" أجرته شركة Cepheid. ووجد اختبار Cepheid أنّ 31 شخصاً من بين 101، كانوا يحملون الفيروس. كما قام الباحثون بإجراء المسحات نفسها للأشخاص المصابين، من خلال اختبار "أبوت"، ووجدوا أنّهم حصلوا على نتائج سالبة لنحو 48% منهم، أي أنّ اختبار "أبوت" فشل بتشخيص نحو 13 إصابة من أصل 31.

وبحسب الدراسة، فقد قام بعض الباحثين بتحليل اختبار "أبوت" عن طريق أخذ العينات وتخزينها في ما يسمى "وسيلة النقل الفيروسي" لفترة من الوقت قبل اختبارها، وهو ما ساعد في كشف عدم فاعلية الاختبار. فيما ردّت الشركة المصنّعة لـ"أبوت" على هذه الدراسة بالقول إنّ وسائط النقل الفيروسية يمكن أن تُضعف العينات وتؤثر على أداء الاختبار، ولا يمكن الأخذ بنتائجها.
وبحسب شبكة "سي إن إن"، فإنّ البيت الأبيض لم يعلّق حتى الآن على نتائج الدراسة، بالرغم من أنّ جميع الفحوص التي تُجرى في البيت الأبيض تعتمد فقط على اختبار "أبوت".
وقال بيتر هوتز، الأستاذ في كلية الطب بجامعة بايلور في هيوستن، بحسب موقع "سي إن إن" الأميركي: "قد يُضطر البيت الأبيض إلى تبديل هذه الاختبارات، نظراً لعدم قدرتها على الكشف عن الفيروس بشكل صحيح".
وجاء إعلان نتائج الدراسة تزامناً مع اكتشاف إصابة اثنين من العاملين في البيت الأبيض بالفيروس، الأسبوع الماضي. وقال أربعة مسؤولين تمّ اختبارهم، إنّ البيت الأبيض يستخدم نموذج "أبوت" فقط لإجراء الاختبارات.
من جهتها، نفت الشركة المصنّعة لـ"أبوت"، أمس الأربعاء، وجود عيوب في الاختبار. وقال المتحدّث باسم الشركة جون كوفال، لصحيفة "واشنطن بوست": "إنّ شركة أبوت وزّعت حوالي 1.8 مليون اختبار، وأنّ نسبة الفحوص السالبة الكاذبة التي تمّ الإبلاغ عنها، لم تتعد 0.02%".
غير أنّ مدير المعاهد الوطنية للصحة فرانسيس كولينز، أكد أنّ اختبار "أبوت" السريع كان له معدل سلبي كاذب بنسبة 15%، على عكس ما تدّعي الشركة.

ووجد الأطباء في المركز الطبي في جامعة لويولا الأميركية، بعد استخدام اختبار "أبوت"، أنّ حالة واحدة من كل 4 حالات، تمّ تصنيفها على أنها سالبة، لكنها في الحقيقة كانت تحمل فيروس كورونا.
وقالت أماندا هارينجتون، المديرة الطبية لمختبر الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة لويولا والكاتبة في مجلة "علم الأحياء الدقيقة السريرية": "سنقوم ببعض الاختبارات الإضافية للتحقيق في نتائجنا الأولية، وسنستمر في مراقبة أداء الاختبار في المستقبل".
وجدت بعض المراكز الطبية التي تستخدم الاختبارات في وقت مبكر، أنّ معدّل السلبيات الكاذبة، أي الأشخاص الذين كانت نتائجهم سالبة ولكن حالتهم موجبة بالفعل، كان أكبر من أن تكون الاختبارات مفيدة.

وأثار فشل اختبار "أبوت" الذعر في العديد من المراكز الصحية الأميركية، إذ قال بريان شتاين، طبيب الرئة والعناية الحرجة ورئيس قسم الجودة بالإنابة في المركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو: "إنّ المركز ليست لديه أرقام دقيقة عن اختبارات أبوت، لكن الأخير لم يكن حساساً تمامًا مثل الاختبارات الأخرى التي تستغرق وقتًا أطول للتشغيل".

وبادرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، التي سمحت باستعمال اختبار "أبوت" بموجب ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ، في مارس/ آذار الماضي، إلى فتح تحقيق أيضاً حول جدوى هذا الاختبار.
وقال متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء الأميركية لشبكة "سي إن إن": "إننا نراجع المعلومات الواردة لمعرفة كيفية التعاطي مع هذا الاختبار".
وبدوره، أشار كيلي وروبليفسكي، مدير الأمراض المعدية في جمعية مختبرات الصحة العامة الأميركية، إلى أنّ دراسات أخرى وجدت أيضاً مشاكل في الدقة في اختبارات "أبوت"، واعتبر أنّ جزءاً من المشكلة هو أنّ الاختبارات السريعة لا تؤدي أحيانًا إلى نتائج صحيحة.

المساهمون