تونس: لا إصابات جديدة بكورونا وتحذير من تراخي المواطنين

تونس: لا إصابات جديدة بكورونا وتحذير من تراخي المواطنين

14 مايو 2020
تحذيرات من تراخي المواطنين واستهتارهم (Getty)
+ الخط -



أعلنت وزارة الصحة التونسية، فجر الخميس، عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا لليوم الرابع على التوالي، وشفاء 759 مريضاً ووفاة 45 شخصاً من إجمالي 1032 إصابة مؤكدة تم إحصاؤها منذ بداية الأزمة.

ومع بداية ظهور الأصفار في أرقام وزارة الصحة، سجّلت بعض المناطق في تونس عودة لمظاهر الازدحام في الفضاءات التجارية، خصوصا بعد فتح محلات بيع الملابس، وعلى الطرقات، وعدم احترام إجراءات التباعد الجسدي، ما بدا وكأنه عودة لنسق الحياة الطبيعي وكأن البلاد قضت نهائيا على الفيروس.  

وأمام هذا التراخي في التقيّد بإجراءات الرفع التدريجي للحجر الصحي، أطلق مسؤولو وزارة الصحة إنذارات متلاحقة، خصوصاً وأن البلاد مقبلة على فترة عيد تليها مباشرة عودة تلاميذ البكالوريا والطلاب إلى المدارس لاستكمال الدروس وإجراء الامتحانات، قبل أن يفتح ملف الصيف بكل التحديات التي يحملها.

وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، نشر نصّاً مطولاً على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أوضح فيه دقة هذه المرحلة وخطورتها. وقال إن "الحكومة عمومًا ووزارة الصحة خصوصا هما الأحرص على إعلان الانتصار النهائي على الوباء لو كانت المعطيات العلمية تسمح بذلك، ولكن الأرقام الأخيرة لعدد الإصابات والتي استمرت في التنازل إلى حد الصفر، تؤكد أننا على الطريق الصحيح لا غير، وتؤكد أنه علينا مواصلة هذا الطريق لنصل إلى الانتصار النهائي" .

وتابع: "المواصلة تعني الالتزام بالحجر الموجّه بمراحله الثلاث وتدارك الخروقات العديدة التي لاحظناها، فما الذي يضطر الناس إلى السباحة الآن أو ما يمنعهم من وضع القناع؟ كي لا نضطر إلى الانتكاس كما حدث للعديد من الدول التي تسرعت في رفع الحجر".

وأوضح المكي أن هناك من يدفعون إلى رفع الحجر أو حتى خرقه، ويتساءلون لماذا نستمر في الحجر في حين أن الأرقام وصلت إلى حد الصفر؟ وهو سؤال منطقي، ولكن الإجابة التي تأتي من اللجنة العلمية مبنية على القواعد الثابتة والتجارب المتراكمة لعلم الوبائيات، والتي تقول إن الأرقام حتى وإن بلغت الصفر لأيام قليلة، فإنها لا تعني الخلو التام من المرض وعدم عودته، إلا إذا استمر الوضع لمدة تساوي مرتين مدة حضانة الفيروس أي بين 30 و40 يوماً.

وفسر الوزير ذلك بقوله، إن الأسباب عديدة ومنها على سبيل المثال فقط إمكانية وجود حالات قليلة تحمل الفيروس وليست لها أعراض، وهذا وارد بسبب عدم تصريح أحد المصابين بكل الأفراد الذين خالطهم نسيانًا أو تعمدًا فهؤلاء سينقلون العدوى وتظهر بعد أيام الأعراض عند بعض الناس، هذه الحالة شبيهة ببداية الموجة الأولى، عندما تسببت حالات واردة ليست لديها أعراض في العدوى فكان ما كان. لذلك وجب الحرص وعدم الاختلاط ووضع الكمامات
والالتزام بالتباعد.

وشدد الوزير على أنّ المطلوب ليس التسابق في الضغط من أجل رفع الحجر الصحي أو التساهل فيه مرة باسم الرياضة ومرة باسم المقاهي ومرة باسم المساجد، بل التسابق في الالتزام بالحجر وتعليمات الحكومة، حتى تتجاوز البلاد هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن وبدون ارتجال قد يؤدي إلى ارتباك مرة بالتخفيف ومرة بالتشديد كما حدث لدول أخرى. نريد ألا نتراجع على أي خطوة خطوناها باتجاه تخفيف الحجر، وهذا يقتضي أن نسير برصانة.

وفي السياق، قالت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية، إن المعايدات غير محبذة في هذه الفترة، لما من شأنه أن يساهم في عودة انتشار الفيروس، وكذلك الشأن بالنسبة لصلاة العيد.

وأوضحت أمس الأربعاء، في تصريح صحافي، أن إقامة صلاة العيد ستكون محور نقاش مع وزارة الشؤون الدينية لدراسة كل الجوانب المتعلقة بها، والمخاطر التي قد تنجم عنها لإقرار القيام بها، موضحة أن كل قرار تتم دراسة مخاطره وفوائده في علاقة بالوباء.

المساهمون