بريطانيا: 100 ألف وفاة حال تخفيف الإغلاق بسرعة

علماء يحذّرون بريطانيا من 100 ألف وفاة إذا خفّفت الإغلاق بسرعة

10 مايو 2020
ارشادات للحفاظ على مسافة مترين بين الأشخاص(ألكس بانتلينغ/Getty)
+ الخط -
حذّر مستشار علمي للحكومة البريطانية، السبت، من أنّ بريطانيا قد تشهد أكثر من مائة ألف حالة وفاة بحلول نهاية العام، إذا ما خفّفت من قيود الإغلاق بسرعة، وبشكل مبالغ فيه.
ومن المتوقّع أنّ يوضح رئيس الوزراء، بوريس جونسون، في خطابه مساء الأحد، طبيعة تخفيف تدابير الإغلاق، كما سيحثّ الجمهور على أخذ الحيطة والحذر من مخاطر فيروس كورونا المستمرّة.

يأتي ذلك بعد تأخير دام عدّة أسابيع، في تنفيذ خطط تسمح لأكثر من أسرة واحدة بالاختلاط، وتعيد فتح المدارس لعدد أكبر من التلاميذ، وسط مخاوف من بقاء معدّل الإصابات مرتفعاً.

وأوردت صحيفة "ذا صنداي تايمز"، أنّه تمّ إرسال تحذيرات بشأن عدد الوفيّات المحتملة إلى المجموعة الاستشارية  العلمية التي تقدّم المشورة للحكومة في الحالات الطارئة في وقت مبكّر من الأسبوع الماضي، من قبل باحثين من مدرسة لندن للصحة الاستوائية، و"امبريال كوليدج لندن" وغيرها من المراكز، وقال أحد المستشارين العلميين، إنّهم قاموا بصياغة سياسات مختلفة للخروج من حالة الإغلاق.
واجتمع جونسون بكبار وزرائه، مساء الأربعاء، لإقرار خطة تفرض قيوداً أقل صرامة، في ظلّ دعوة العديد من الوزراء إلى رفع حالة الإغلاق. لكنّهم لم يتّخذوا أي قرار، سوى بعد إخبارهم أنّ المعدل الحقيقي للإصابات وصل إلى 18 ألفاً في اليوم، بينما كان هدف الحكومة تقليصه إلى أربعة آلاف في اليوم.
ولم يتمّ التطرّق في ذلك الاجتماع إلى احتمال وصول الوفيات إلى 100 ألف حالة، الأمر الذي يكشف عن مواجهة جونسون لمعضلة التحرّك بسرعة أكبر بسبب تعرّضه لضغوط من قبل النواب.

وأوضح مستشار علمي حكومي، أنّ ارتفاع الوفيات إلى 100 ألف بحلول نهاية العام، يعتمد على "مدى سرعة تخفيف تدابير الإغلاق، ومدى فعالية تتبّع الاتصال، وكيفية إدارة الوضع في المستشفيات ودور الرعاية"، ولفت إلى أنّ دور الرعاية والمستشفيات، تنقل العدوى إلى المجتمع من خلال العاملين في تلك المؤسسات، وينبغي السيطرة على الوضع هناك قبل أن يكون من الممكن تسهيل التدابير الاحترازية بشكل كبير.


ومع وصول عدد وفيات "كوفيد-19"، إلى 31587، بعد تسجيل 346 حالة وفاة السبت، قال وزير النقل، جرانت شابس إنّ "عملية تجاوز كورونا ستكون تدريجية، ولن تكون قفزة واحدة إلى الحرية"، بحسب "ذا صنداي تايمز".

ومن المتوقّع أن يعلن جونسون مساء الأحد، أنّه اعتبارًا من الغد، سيُلغى الحد الأقصى لشكل واحد من التمارين اليومية، ما يسمح للأشخاص بالخروج أكثر، إذا التزموا بقواعد التباعد الاجتماعي، وحافظوا على مسافة مترين بينهم. وستفرض غرامات أعلى، على من لا يلتزمون بالقواعد الجديدة، كما ستفتح الحدائق اعتباراً من يوم الأربعاء. كذلك ستوجّه نصيحة غير إلزامية، تدعو الناس إلى ارتداء الكمّامات أو أي غطاء للوجه، عند استخدام وسائل النقل العام وأثناء التسوّق في المتاجر.
وفي غضون أسبوعين، سيُطلب من الوافدين الجدد إلى المملكة المتحدة، البقاء في منازلهم أو عزل أنفسهم لمدة 14 يوماً، مع إنشاء مراكز حجر صحي، لأولئك الذين ليس لديهم منزل حتى يتمكنّوا من العزل الذاتي.

أمّا شعار "ابقوا في المنزل، اموا خدمات الصحة الوطنية، أنقذوا الأرواح"، فسيُستبدل بشعار جديد "إبقوا حذرين، أنقذوا الأرواح".
وفي أول اعتراف يصدر عن الحكومة، بأنّها ربّما أساءت التصرّف في التعامل مع الإغلاق، قال مسؤول كبير، إنّ الناس ستغفر لهم الأخطاء التي ارتكبت عند الدخول في هذه الأزمة، لكنهم لن يغفروا لهم الأخطاء التي قد ترتكب عند الخروج منها.
وتلفت الصحيفة ذاتها إلى أنّ رئيس الوزراء، سيعلن عن نظام جديد من خمس مستويات، مصمّم لتشجيع الجمهور على اتّباع قواعد الإغلاق. وهو مشابه لمستوى التهديد الإرهابي، حيث يشير الرقم 1 إلى أدنى مستوى تهديد للفيروس، و5 إلى أعلى مستوى له. ومن المتوقع أن يعلن أنّ إنكلترا تقترب من الانتقال من المستوى 4 إلى 3، ما يعكس دقّة البيانات، التي تفيد بأنّ معدل الإصابة لا يزداد بشكل ملحوظ.

وبحسب "ذا صنداي تايمز"، سيلقي جونسون بياناً في البرلمان يوم غد الإثنين، وينشر وثيقة من 40 صفحة تحدّد خريطة الطريق، لرفع الإغلاق تدريجياً. توفّر هذه الوثيقة، المشورة للشركات، لتزويد الموظفين بمكاتب تحافظ على المسافة المطلوبة في التباعد الاجتماعي، والعمل بنظام المناوبة قبل العودة إلى العمل على نطاق أوسع في الشهر المقبل.

المساهمون