عائلة الأسير الفلسطيني قسام البرغوثي تنتظر هدم منزلها

عائلة الأسير الفلسطيني قسام البرغوثي تنتظر هدم منزلها: "سنبقى أقوياء"

09 ابريل 2020
كتب الأسير البرغوثي: "تسقط الأجساد لا الفكرة" (العربي الجديد)
+ الخط -
كانت غرفة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قسام عبد الكريم البرغوثي، في منزله في بلدة كوبر، شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، فارغة تماماً، حين دخلتها والدته الأكاديمية وأستاذة الإعلام في جامعة بيرزيت الفلسطينية وداد البرغوثي. لكنّ والدة الأسير تتذكّر تماماً مكان مكتب ابنها في الغرفة، حيث كان يدرس أو يتصفّح الإنترنت.

"العربي الجديد" رافق عائلة الأسير قسام البرغوثي، في زيارة تفقديّة للمنزل، قد تكون الأخيرة، بعد صدور قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدمه. إذ يتّهم الاحتلال قسام بالمشاركة في عملية "عين بوبين"، غرب رام الله، العام الماضي، التي قُتلت خلالها مستوطنة إسرائيلية.
انتهت مدّة التجميد المؤقت لقرار الهدم، أمس الأربعاء، وتنتظر العائلة، التي تقطن حالياً منزل أحد الأقارب، الهدم في أي لحظة، في ظلّ ترقّبها، كما عائلات الأسرى الأخرى، أخباراً تطمئنهم على أبنائهم، في ظلّ التخوفات من تفشّي فيروس كورونا.

تقول البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، "انتهت مهلة تجميد قرار الهدم، ومن المتوقّع تنفيذه في أيّ لحظة".
بقي ملف الهدم في محاكم الاحتلال أشهراً طويلة، ليتمّ إقرار هدم المنزل أخيراً، كما كان متوقعاً. وتوضح البرغوثي، وهي التي اعتُقلت في سبتمبر/ أيلول الماضي، قائلةً: "نتوقّع من محاكمهم ما يشبه ممارسات الاحتلال وسياساته. حبال المحاكم طويلة، سواء للأبناء في السجون أو محكمتي الشخصية أو المحاكم المتعلّقة بهدم المنزل، فإنّ ما يريده الاحتلال ينفّذه، ولا تنفع معه مبادرات حقوق الإنسان. قرارات الاحتلال قمعيّة، هو يعتبرها تأديبية، والأمر لا يقتصر على عائلتنا، بل هو صراع طويل مع شعبنا".

وفي السياق ذاته، يقول والد الأسير قسام، عبد الكريم البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الهدم اتخذ حتى قبل إعلان تهم قسام، أو معرفة سبب اعتقاله"، مشيراً إلى أنّ الاحتلال تحدّث عن هدم المنزل، منذ استدعائه العام الماضي، بعد اعتقال قسام. فيما قلّل البرغوثي من شأن الخطوات القانونية في محاكم الاحتلال، قائلاً: "لم أسمع أنهم تراجعوا عن قرار هدم منزل إلا برتوش بسيطة. هذا منزلنا ونعتزّ به، تربّينا وربّينا أولادنا فيه، ومهما قرّر الاحتلال، ففلسطين وطننا كما هي وطن الجميع".


في حديثها مع "العربي الجديد"، استذكرت وداد البرغوثي جملاً وعبارات ردّدها دوماً ابنها الأسير قسام. إحداها لا تزال مكتوبة بخط يده على باب غرفته: "تسقط الأجساد لا الفكرة". وتضيف البرغوثي بهدوء: "الشعار الذي يردّده قسام دوماً، هو "كل مرّ سيمرّ". فستمرّ هذه الأزمة، وسيعود كل شيء كما كان، ونحن نبقى أقوياء، لا كما يريدوننا. فهدم البيت لا يضعفنا ولا يهدّ من عزيمتنا".

(العربي الجديد) 

عاشت العائلة، ربع قرن من الزمن في هذا المنزل، كما تقول البرغوثي. وقبل زواجها، عاشت هي فيه مع أبويها، اللّذين بنياه من عرق جبينهما. لكن البرغوثي تؤكّد أنّ العاطفة تجاه المنزل والذكريات فيه لا تنفصل عن العاطفة تجاه الوطن، فهو واحد من آلاف المنازل التي هدمها الاحتلال، والتي تحمل في كل زاوية منها قصة. "لا نريد أن يضغطوا علينا باستغلال عاطفتنا، يعزّ علينا الأمر ونبكي ونتألم، لكن كما قلنا سابقاً: "كلّ مُرّ سيمرّ"".

هدم المنزل المرتقب، ليس أول عقاب ينفّذه الاحتلال بحقّ عائلة الأسير قسام، فقبل ذلك اعتقلت والدته لستة عشر يوماً بتهمة التحريض، ثم وضعت في الإقامة الجبرية لقرابة شهرين بعيداً عن بلدتها. واعتقل الاحتلال أيضاً شقيقه كرمل لقرابة سبعة أشهر، واعتدى بالكلاب البوليسية على والده، ثم استدعاه وأخضعه للتحقيق. هذا فضلاً عن إخضاع قسام لتعذيب شديد وتحقيق عسكري قاسٍ، كما هو حال العشرات من الأسرى في الفترة ذاتها.
وكانت قوّات الاحتلال قد هدمت منزلَي الأسيرين يزن مغامس في بلدة بيرزيت شمال رام الله، ووليد حناتشة في مدينة رام الله الشهر الماضي، وهو يتّهمهما، إلى جانب أسرى فلسطينيين آخرين، بالمشاركة في عملية "عين بوبين".