ضحايا كورونا حول العالم يتجاوزون 63 ألفاً

ضحايا كورونا يتجاوزون 63 ألفاً: أرقام إيطاليا تتحسن وإسبانيا تمدد العزل

05 ابريل 2020
لحظات وداع ضحايا كورونا في إسبانيا (Getty)
+ الخط -


أسفر انتشار فيروس كورونا الجديد عن وفاة ما لا يقل عن 63.437 شخصاً في العالم، منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول في الصين، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس"، السبت، استناداً إلى مصادر رسمية.

وتمّ تشخيص أكثر من 1.169.210 إصابات في 190 دولة ومنطقة، وفق الأرقام الرسميّة، منذ بدء تفشّي وباء "كوفيد-19". غير أنّ هذا العدد لا يعكس سوى جزء من الحصيلة الحقيقيّة، لأنّ عدداً كبيراً من الدول لا يُجري فحوصًا إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات. ومن أصل هذه الإصابات، شفي 219.000 شخص على الأقل حتّى اليوم.

وتوفّي منذ حصيلة الجمعة بالتوقيت نفسه (19.00 توقيت غرينتش)، 5.964 شخصاً وتأكّدت إصابة 86.745 آخرين.

والدّول التي سَجّلت أكبر عدد من الوفيّات الجديدة في 24 ساعة، هي الولايات المتحدة مع 1.399 حالة وفاة جديدة، وفرنسا 1.053 حالة وفاة، (وهو رقم يشمل الوفيات في دور رعاية المسنّين)، وإسبانيا 809 وفيّات.

وإيطاليا التي سَجَّلت أول إصابة في أواخر فبراير/شباط، أحصت في المجمل 15.362 حالة وفاة من أصل 124.632 إصابة. وتمّ الإعلان عن 681 حالة وفاة و4.805 إصابات جديدة يوم السبت. وشفي 20.996 شخصا، وفق السلطات الإيطاليّة.

والدول الأكثر تضرّرًا بعد إيطاليا هي إسبانيا؛ حيث توفّي 11.744 شخصاً من أصل 124.736 إصابة، ثمّ الولايات المتحدة مع 8.098 وفاة من أصل 297.575 إصابة، وفرنسا مع 7.560 وفاة من أصل 89.953 إصابة، والمملكة المتحدة مع 4.313 وفاة من أصل 41.903 إصابات.

وجاءت الحصيلة الأخيرة مع تسجيل بريطانيا عدداً يومياً قياسياً جديداً في الوفيات، شمل طفلاً في الخامسة من عمره، يُعتقد أنه أصغر ضحايا كورونا في بريطانيا، لكن بريطانيا التي تعد بين أكثر دول العالم تأثّراً بالفيروس، سجّلت انخفاضاً في الوفيات، لليوم الثاني على التوالي، ما يعطي بصيص أمل لأوروبا برمّتها.

وبلغت حصيلة الإصابات الإجماليّة في الصين القارّية (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) حيث ظهر الوباء للمرّة الأولى في نهاية ديسمبر/كانون الأول، 81639 إصابة (19 إصابة جديدة بين الجمعة والسبت) من بينها 3.326 وفاة (أربع وفيّات جديدة)، فيما شفي 76.755 شخصاً.

وباتت الولايات المتحدة تُسجّل أعلى حصيلة للإصابات قدرها 297.575 إصابة، حسب الأرقام الرسميّة، فيما توفّي 8.098 شخصاً وشفي 10.032.

ومنذ الساعة السابعة من مساء الجمعة بتوقيت غرينتش، أعلنت أنغولا وسورينام والكويت وجورجيا وليبيريا عن أولى حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس على أراضيها.

وبلغت الحصيلة السبت الساعة 19.00 توقيت غرينتش 46.033 وفاة من أصل 627.127 إصابة في أوروبا، و8.342 وفاة من أصل 311.447 إصابة في الولايات المتحدة وكندا، و4.137 وفاة من أصل 116.129 إصابة في آسيا، و3.623 وفاة من أصل 71.739 إصابة في الشرق الأوسط، و891 وفاة من أصل 28.166 إصابة في أميركا اللاتينية والكاريبي، و375 وفاة من أصل 8.129 إصابة في أفريقيا و36 وفاة من أصل 6.480 إصابة في أوقيانيا.

وأُعِدّت هذه الحصيلة استناداً إلى بيانات جمعتها مكاتب وكالة "فرانس برس" لدى السلطات الوطنية المختصة ومعلومات من منظمة الصحة العالميّة.


الأرقام تتحسن

ولا تزال أوروبا تتحمل العبء الأكبر، لكن الأرقام الرسمية تشير إلى أن الإجراءات غير المسبوقة للحد من حركة الناس تؤتي ثمارها. ورغم قتامة المشهد في بريطانيا، حيث ارتفعت حصيلة الوفيات إلى أكثر من 4300 من نحو 42 ألف إصابة، تميل دول أخرى إلى التفاؤل لكن بحذر، وعلى سبيل المثال، شهدت إسبانيا، حيث فُرض عزل تام تقريباً، تراجعاً في عدد الوفيات المرتبطة بكورونا الجديد، لليوم الثاني على التوالي، إذ بلغ عدد الوفيات 809 خلال الساعات الـ24 الماضية، وبات العدد الإجمالي للوفيات في البلاد حالياً 11 ألفاً و744، ما يضع إسبانيا في المرتبة الثانية بعد إيطاليا.

ولم يكن الإسباني خافيير لارا، لينجو لولا اعتماده على الأوكسجين في قسم العناية المشددة المكتظ، في أحد المستشفيات، وهو ما شكل مفاجأة للشاب الرياضي وغير المدخن البالغ 29 عاماً، وقال "شعرت بالهلع من احتمال إصابة ابنتي، عندما بدأت تظهر الأعراض علي، قررت ألا أقترب منها"، واصفاً تجربته في مواجهة الموت مع ابنته البالغة ثمانية أسابيع بـ"اللحظة الأسوأ" في حياته، والآن، تراجعت وتيرة تسجيل إصابات جديدة في إسبانيا.


بدورها، أعلنت إيطاليا، الجمعة، أنّ الزيادة اليومية في عدد الإصابات المسجلة تراجعت إلى نسبة قياسية جديدة عند 4% فقط، بينما يزداد عدد الأشخاص الذين يتعافون بشكل كامل من المرض. وقال كبير مسؤولي الصحة في منطقة لومبارديا، الأكثر تأثراً بالوباء في إيطاليا، جوليو غاليرا، إن "الأرقام تتحسن، بدأت مستشفياتنا تلتقط أنفاسها"، كما تراجع عدد الحالات التي تستدعي عناية مشددة في إيطاليا لأول مرة، منذ تفاقم الأزمة الصحية فيها، وفق ما أعلن الدفاع المدني، السبت، وانخفض العدد إلى 3994 حالة مقابل 4068 مساء الجمعة. 


لكن الوضع يتدهور سريعاً في الولايات المتحدة، حيث سجّلت ولاية نيويورك، الأكثر تأثراً، 630 وفاة في يوم واحد. وأشارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إلى أن استخدام الأقنعة الواقية البسيطة أو الأوشحة قد يساهم في الحد من تفشي الفيروس، وبدّلت عدة دول غربية بينها ألمانيا وفرنسا مواقفها في الأيام الأخيرة، وباتت تشجع حتى على استخدام الأقنعة المصنوعة في المنازل، رغم أنها كانت تشدد في السابق على أن العاملين في مجال الصحة وحدهم من يحتاجون إلى تغطية وجوههم.

وأثار هذا التحوّل حفيظة السكان وأربكهم، بينما ازداد انتشار تسجيلات تعليمية على الإنترنت توضح كيفية صنع أقنعة في المنزل. وفي نفس الوقت قال ترامب إنه لن يرتدي أي قناع "سيكون الأمر طوعياً، لن تكونوا مجبرين على القيام به، وأنا اخترت عدم القيام به، لكن قد يرغب البعض بذلك فلا بأس".

وتحدّث مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، العضو في خلية الأزمة في البيت الأبيض، عن معطيات تشير إلى أن "الفيروس يمكن، في الواقع، أن ينتقل عندما يتبادل الناس الحديث فقط، وليس عند السعال أو العطس فقط"، لكن منظمة الصحة العالمية بدت أكثر حذراً في هذا الصدد، رغم أنها تعيد مراجعة إرشاداتها. 

ويرجّح أن تزيد التوصية الأميركية من سوء الوضع في ظل النقص الكبير في الأقنعة في الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تعتمدان بشكل كبير على الاستيراد من الصين. وبدأ مسؤولون في نيويورك نصح السكان بارتداء الأقنعة منذ أيام. وقال العامل الحرفي إدي ماريرو، 58 عاماً، لفرانس برس "أحاول وقاية نفسي وعائلتي، إذا حاول الجميع وقاية أنفسهم فسيكون الأمر أفضل بالنسبة لنا جميعاً". أما في تركيا، فسيكون على جميع مرتادي الأسواق ارتداء الأقنعة اعتباراً من السبت.

تمديد العزل التام 

ورغم المؤشرات المبدئية بأن إجراءات العزل بدأت تؤتي ثمارها، حذرت الحكومات الأوروبية مواطنيها من توقع تخفيف القيود عما قريب. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الأرقام التي تظهر بطء انتشار الفيروس "تعطينا القليل من الأمل" على الرغم من ارتفاع حصيلة الضحايا، وأضافت "لكن بكل تأكيد من المبكر جداً رؤية اتجاه واضح لذلك، ومن المؤكد أنه من المبكر التفكير، بأي طريقة، بتخفيف القواعد المشددة التي أعطيناها لأنفسنا".


بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، تمديد العزل التام حتى 25 إبريل/نيسان، للحد من الانتشار، ومساعدة المنظومة الصحية على التعافي. وقال "نعلم أن أسابيع العزل الثلاثة تلك تؤتي أكلها". وفي فرنسا، انتشر نحو 160 ألفاً من عناصر الشرطة والدرك في أرجاء البلاد لضمان التزام الناس بإرشادات العزل تزامناً مع بدء عطلة عيد الفصح، حيث تقصد العائلات عادة الأرياف والشواطئ أو الجبال.

 

(فرانس برس)

دلالات

المساهمون