رمضان حزين بمخيم "شام 2" السوري وترقُّب دائم للمساعدات

رمضان حزين بمخيم "شام 2" السوري وترقُّب دائم للمساعدات

30 ابريل 2020
لم يذق النازحون بهجة حلول رمضان (Getty)
+ الخط -
تفتقر المخيمات العشوائية في ريف محافظة إدلب شمال غربي سورية إلى أدنى مقومات الحياة من بنى تحتية وغيرها، ولا يختلف الحال بالنسبة إلى مخيم "شام 2" بالقرب من بلدة كفتين الذي يعاني نازحوه من انعدام فرص العمل وضيق في الأحوال المعيشية وترقب دائم للمساعدات الإنسانية.

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، لم يذق نازحو "شام 2" بهجة حلول شهر رمضان ولا روحانيته، ويوضح مدير المخيم بهجت أبو عهد لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ "العائلات الموجودة في المخيم ليست لديها القدرة على شراء أبسط مقومات الحياة، وذلك بسبب غلاء المواد الغذائية بجميع أنواعها، وغياب فرص العمل أيضاً".

ويضيف أبو عهد: "نفتقر إلى الرعاية الصحية في المخيم، ويحتاج المقيمون فيه للسلل الغذائية بشكل عاجل، ويحتاجون أيضاً لسلل النظافة، إضافة إلى دعم مالي، وهناك الكثير من العوائل تصوم ولا طعام تضعه على مائدة الإفطار لسدّ الرمق. وتقيم في المخيم حالياً 180 عائلة، ويبلغ عدد الأفراد فيه 1330 شخصاً، وجميع العوائل تسكن في الخيام".

وتفتقر معظم المخيمات العشوائية إلى وجود بقاليات أو محال تجارية، إذ يعتمد النازحون المقيمون فيها على الباعة المتجولين للحصول على المواد الغذائية، أو يتجهون إلى البلدات القريبة لتبضع حاجاتهم.

ويعيش النازحون في مخيم "شام 2" وغيره من المخيمات العشوائية، أوضاعاً مأساوية، كما يقول الناشط الإعلامي خضر العبيد لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أنّ "سبل الدخل انعدمت لدى كثيرين مع توقف الكثير من المشاريع في المنطقة بعد الحملة العسكرية الأخيرة" لقوات النظام السوري المدعوم من روسيا والمليشيات.

ويوضح العبيد أنّ "الكثير من هذه المخيمات العشوائية في منطقة كللي شمالي إدلب التي تمتد على مساحات شاسعة، محرومة دعم المنظمات الإنسانية، أو يصل إليها جزء بسيط من الدعم. فالسلة الغذائية الممنوحة من قبل الأمم المتحدة للنازحين، توزع على المخيمات التي مضى على إنشائها سنوات، والمخيمات التي أنشئت في العامين المنصرمين لا تنال حصصاً من المساعدات".

ويشير إلى "تراجع الدعم المقدم للمنظمات الإنسانية بشكل كبير، وهي تنفذ في الوقت الحالي مشاريع صغيرة في المنطقة، وهذه المخيمات ضخمة، وبالكاد يمكن تغطية جزء بسيط من حاجتها".

من جهته، يبيّن مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الشحنات الدورية الممنوحة من الأمم المتحدة توزَّع ضمن برامج ثابتة، ولكن في بعض الأحيان يكون هناك برامج طوارئ ويقدَّم جزء بسيط من المساعدات للمخيمات العشوائية، وفي الوقت الحالي تعمل الأمم المتحدة على تصنيف هذه المخيمات العشوائية لتحاول إدراجها ضمن برامج المنظمات".

ووصل عدد المخيمات العشوائية المماثلة لمخيم "شام 2" في شمال غرب سورية، إلى نحو 348 مخيماً، بحسب إحصائية صادرة عن فريق "منسقو استجابة سورية"، في فبراير/ شباط الماضي، وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة قد تضرب مخيمات النازحين في حال تفشي فيروس كورونا فيها.

المساهمون