المغرب يتكفل بنفقات دفن جثامين مواطنيه بالخارج

المغرب يتكفل بنفقات دفن جثامين مواطنيه بالخارج

03 ابريل 2020
معبر حدودي بين المغرب وإسبانيا (Getty)
+ الخط -

بعد الجدل الذي أثاره المصير الغامض لجثامين عشرات المهاجرين المغاربة، التي ظلت عالقة جراء تدابير إغلاق الحدود الجوية والبحرية، أعلن المغرب، الجمعة، التكفل بنفقات دفن المغاربة المتوفين المعوزين، والذين لا يتوفرون على تأمينٍ لمقابر أو مربعات إسلامية بدول الاستقبال.

وكشفت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، أنه تم التكفل بنفقات دفن جثامين المغاربة المتوفين المعوزين، والذين لا يتوفرون على تأمينٍ لمقابر أو مربعات إسلامية بدول الاستقبال، وذلك نظراً للتداعيات التي أفرزتها التدابير والإجراءات المتخذة من طرف مجموعة من الدول لمواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا على مستوى ترابها الوطني وكذا الدولي، وأمام تعذر ترحيل جثامين المغاربة المتوفين بالخارج لتُوارى الثرى بأرض الوطن. 

وقالت الوزارة، في بيان لها، إن التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية بالخارج، ستسهر على تنفيذ هذا القرار عبر التنسيق مع أسر المتوفين وفق معايير وإجراءات محددة، مشيرة إلى أن هذا الإجراء الجديد يأتي من أجل تكييف آلية ترحيل الجثامين الذي تشرف عليه الوزارة المنتدبة مع الأوضاع الحالية، بهدف تقديم كل الدعم للمغاربة المقيمين بالخارج وأسرهم، في هذه الظروف الخاصة التي تتطلب من الجميع التحلي بروح المواطنة والمسؤولية والتضامن وتفهم الأوضاع التي يمر فيها العالم بسبب هذه الجائحة.

وذكرت الوزارة أنها كانت تعمل على التكفل بترحيل الجثامين إلى أرض الوطن في تنسيق تام مع التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية بالخارج، وفق برنامج يستهدف المغاربة المقيمين بالخارج الذين يوجدون في وضعية هشة وفي حالة عوز، والذين لا يتوفرون على تأمين خاص بترحيل الجثامين والبالغة أعمارهم سنة فما فوق.

وأمام إقدام المغرب على إغلاق حدوده الجوية والبحرية، في إطار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمحاصرة فيروس كورونا الجديد، وجد عدد من مغاربة العالم، خاصة بالديار الأوروبية، أنفسهم أمام إشكال دفن أقاربهم المتوفين بسبب تعذّر نقل جثامينهم إلى المغرب، فيما اضطرت بعض الأسر إلى دفن موتاها في العديد من المدن الأوروبية التي فاضت جثثًا بسبب غياب الأمكنة في المقابر.

إلى ذلك، قال جمال الدين ريان رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إنه كان على الوزارة الضغط على شركات التأمين لتحمل كل المصاريف وليس جزءاً منها، وهذا يضرب في حد ذاته التضامن في زمن الأزمة، مضيفاً: "أريد تنبيه الوزارة أن شرط توفر وضعية الاحتياج لا يمكن تطبيقه في هذه الفترة، لأن أغلبية مغاربة العالم هم الآن بدون دخل، ويعيشون من المساعدات الاجتماعية أو تعويضات البطالة بسبب وباء كورونا، فالتضامن يجب أن يكون مع الجميع بدون تمييز لأن هؤلاء قدموا الكثير للوطن في فترات الرخاء والأزمة".

وأوضح رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام، أنه كان على الوزارة أن تجبر شركات التأمين على تحمل كل مصاريف الدفن للمتوفرين على تأمين الوفاة، لافتاً إلى أن خلايا الأزمة التي أحدثت ببعض السفارات والقنصليات ظلت حبراً على ورق، بسبب عدم ردها على اتصالات المهاجرين المغاربة.

وختم ريان بالقول: "نريد الفعل ولقد سئمنا من البلاغات غير المنزلة على أرض الواقع، وأخال أنه حان الوقت ليقوم مغاربة العالم باتخاذ إجراءات قاسية في ما يتعلق بعلاقاتهم مع الدولة المغربية ومؤسساتها، حيث إن أزمة كورونا قامت بتعرية الخطابات الشفوية والتمنيات الموسمية.. كفانا بيانات لا تجيب على انتظارات مغاربة العالم في أيام الأزمة".

دلالات