أطفال يختبرون الحرية في زمن كورونا

أطفال يختبرون الحرية في زمن كورونا

03 ابريل 2020
بات لديها الوقت للعب (فريد لي/ Getty)
+ الخط -
نحن في قلب الجائحة. وهناك سبب يجعلنا أكثر قلقاً. ماذا عن الأطفال؟ بحسب الدراسات، ارتفعت نسب القلق بين أطفال المدارس إلى مستويات قياسية خلال السنوات الأخيرة. وتشير تقديرات إلى أن ثلث أطفال المدارس يعانون من اضطراب القلق استناداً إلى تشخيص سريري.

وعلى الرغم من أن البالغين العاملين في المدارس يعزون قلق التلاميذ إلى كل شيء آخر غير المدرسة، إلا أن الأطفال أنفسهم يقولون إن الضغوط في المدرسة قد تكون سبباً رئيسياً.
ويتحدث الأستاذ الباحث في جامعة بوستون، بيتر غراي، من خلال مقال كتبه في موقع "سايكولوجي توداي"، عن دراسة أعدتها الجمعية الأميركية لعلم النفس، والتي بينت أن المراهقين هم الأكثر قلقاً في أميركا، وأن 83 في المائة منهم ذكروا المدرسة كمصدر، إن لم تكن مصدر قلقهم الرئيسي.

على الرغم من أن المدرسة هي المشكلة الرئيسية، إلا أنها ليست الوحيدة. حتى عندما لا يكون الأطفال في المدرسة أو خلال إتمامهم الواجبات المنزلية، من المحتمل أن يمارسوا في نشاطات شبيهة بتلك المدرسية، أقله من ناحية الإطار. في النتيجة، فإن الأطفال محرومون بشدة من اللعب، والحرمان من اللعب، هو سبب رئيسي للاكتئاب والقلق والشعور بالعجز.

فجأة، أغلقت المدارس وغيرها من الأنشطة المنظمة خارج المدرسة بفعل فيروس كورونا الجديد. بالتالي، قلت الضغوط المباشرة، وبات لدى الأطفال أوقات خاصة لهم، وإن كانوا لم يختبروا مثل هذه الحرية منذ كانوا في الرابعة من العمر ربما. لكن ماذا يفعلون؟ وهل النتيجة زيادة أم نقصان في القلق؟ أسباب زيادة القلق لدى الأطفال والمراهقين قد تكون متشابهة، منها الخوف من المرض وتغير الروتين اليومي والتعايش مع أشخاص لا يتعايشون دائماً معهم، وعدم اليقين بشأن المستقبل. ولكن قد ينخفض بسبب انخفاض الضغوط وزيادة الفرص لاختيار ممارسة الأنشطة التي يريدونها، على الرغم من أنها محدودة.



بعض الأهل لاحظوا أن أطفالهم يحاولون استغلال أوقاتهم بوسائل عدة. بعض الأطفال يعلمون أنفسهم لغة الإشارة والغيتار، أو يقرأون الكتب الموجودة في مكتبة البيت بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى المكتبة، ما يطرح أسئلة جديدة. هل بات الأطفال أكثر إبداعاً؟ أطفال آخرون يساعدون أهلهم في الأعمال المنزلية، والزينة وغيرها.

ويشير غراي إلى تحسن الصحة العقلية لدى الكثير من المراهقين بعد أسبوع أو أسبوعين فقط من التعلم عن بعد، بعيداً عن الضغوط التي يواجهونها عادةً.