كتاب إلكتروني جماعي لاستشراف ما بعد كورونا في المغرب

كتاب إلكتروني جماعي لاستشراف ما بعد كورونا في المغرب

20 ابريل 2020
حكومة الشباب الموازية صاحبة المبادرة (فيسبوك)
+ الخط -
في الوقت الذي تفرض فيه التجربة غير المسبوقة، التي يخوضها المغرب ضد فيروس كورونا، إعادة ترتيب الأولويات وصياغة المفاهيم، خاصة أن هناك إجماعا على عالم جديد ما بعد كورونا، أطلقت حكومة الشباب الموازية مبادرة لتأليف كتاب إلكتروني جماعي حول ماهية النموذج التنموي لما بعد الجائحة.

وقالت حكومة الشباب الموازية، في بيان لها، إنّ الأمر يتعلق بمحاولة للإجابة عن سؤال تقييمي للمرحلة الحالية، بمبادرة فاعلة للتفكير الجماعي "تتلخص في تأليف كتاب علمي إلكتروني يضم محاور متعددة تحمل في فحواها معطيات وإحصائيات وقراءات تقييمية وقوة اقتراحية"، داعية جميع الباحثين والمهتمين إلى المساهمة في هذه المبادرة، عبر تحرير مقالات في ستة محاور أساسية، كل منها مؤطر بسؤال محوري.

وحسب حكومة الشباب الموزاية، وهي مبادرة مدنية لجمعية منتدى الشباب المغربي، فإن الأمر يتعلق بالمحور الاقتصادي الذي يتوقف عند "التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا على اقتصاد المملكة"، والمحور الاجتماعي الذي يعالج "مساهمة التحولات المجتمعية في الرفع من نسبة الوعي لدى المواطن المغربي في مواجهة كورونا"، والمحور الإعلامي الذي يجيب عن سؤال "أي إعلام تحتاجه بلادنا لما بعد كورونا".

كما يتعلق الأمر بالمحور السياسي الذي يتوقف عند "كورونا والحاجة إلى تنمية الممارسة السياسية وتطوير آلياتها"، والمحور الدولي الذي يناقش "النظام العالمي الجديد بعد الجائحة: هل هي بداية نهاية القطبية"، إلى جانب المحور العلمي الذي يسلط الضوء على "الحاجة إلى الانخراط في مسارات البحث العلمي والذكاء الاصطناعي".

إسماعيل الحمراوي، رئيس حكومة الشباب الموازية، أوضح أن "مبادرة تأليف كتاب إلكتروني جاءت على خلفية التغير الملحوظ الذي أصبحنا نعاينه في منظومة السياسات العمومية مع جائحة كورونا"، لافتا إلى أن التدخل الاجتماعي للدولة بشكل استباقي، من خلال كل الإجراءات التي اتخذتها عبر القطاع العام، أصبح يطرح أسئلة في ذهن المواطن المغربي حول الأولويات التي ينبغي تطويرها وتجويدها".

وأوضح الحمراوي، لـ"العربي الجديد"، أن فكرة تأليف كتاب إلكتروني تنهل مما قدمته حكومة الشباب الموازية قبل أسبوعين في وثيقتها حول النموذج التنموي، التي وجهتها إلى اللجنة المكلفة من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس بإعداد النموذج التنموي الجديد للمملكة.
وأضاف "اليوم يتضح جليا أننا أمام معطى مهم، وهو الحاجة إلى الانخراط في مسارات البحث العلمي والابتكار والذكاء الاصطناعي، كما هو الأمر بالنسبة للحاجة إلى خدمات اجتماعية ذات جودة".

كما لفت إلى أن"هذه المبادرة ستسمح بتأريخ المرحلة التي يمر فيها المغرب، وفي الوقت ذاته تفتح فضاء عموميا للنقاش من أجل المساهمة الفكرية الجماعية حول مستقبل الوطن بعد الجائحة وأي نموذج تنموي بعدها"، مشيراً إلى أن حكومة الشباب الموزاية ستعمل، بعد تلقي المساهمات، على تحضير الكتاب الإلكتروني تحت إشراف لجنة علمية، على أن يتبع ذلك فتح نقاش حوله وتوجيهه إلى لجنة النموذج التنموي برئاسة شكيب بنموسى.

ويعكف المغرب منذ أشهر على إعداد نموذج تنموي جديد، تم تكليف شكيب بنموسى، وزير الداخلية السابق، وفريقا مكونا من 35 شخصية من اختصاصات مختلفة، بإعداده، ووضع نموذج يحاكي التجارب الناجحة عالميا، كسنغافورة وكوريا الجنوبية ،مع الأخد بعين الاعتبار الخصوصية المغربية.

وفيما كان الملك محمد السادس قد أكد في خطابه بمناسبة عيد العرش، والذي ألقاه في 29 يوليو/ تموز الماضي، أن "اللجنة تستهدف وضع نموذج تنمية جديد لإصلاح قطاعات مثل التعليم والصحة والزراعة والاستثمار والضرائب"، يرى عدد من المختصين أنه يتعين على اللجنة، التي يُنتظر منها تقديم نتائج عملها، مبدئيا، شهر يونيو/ حزيران المقبل، استخلاص الدروس والعبر من الدرس الثمين الذي وفرته جائحة كورونا للمغاربة قاطبة. 

المساهمون