505 إصابات بكورونا بين فلسطينيي الداخل... ودير الأسد تتصدّر

505 إصابات بكورونا بين فلسطينيي الداخل... ودير الأسد تتصدّر

17 ابريل 2020
البلدات العربية هي من الأفقر (إيمانويل دونان/فرانس برس)
+ الخط -
سجّلت الإصابات بفيروس كورونا لدى فلسطينيي الداخل، خلال أقلّ من أسبوعين، ارتفاعاً  كبيراً جداً. إذ في 2 إبريل/نيسان كان عدد الإصابات بالفيروس 117، وفق تقرير نُشر في العربي الجديد، واليوم وصل عدد الإصابات إلى 505.

وجاء في بيان لـ"الهيئة العربية للطوراىء"، صباح اليوم، أنّ "عدد المصابين في البلدات العربية بلغ 505، ودير الأسد تتصدّر القائمة بكثافة تفشي الفيروس".
بلغ عدد المصابين العرب بفيروس كورونا، صباح الجمعة، في البلدات العربية، (التعداد لا يشمل المدن المختلطة)، 505 مصابين، بزيادة 45 حالة جديدة، وبارتفاع يقدّر بـ10 بالمائة، مع اليوم الذي سبقه. وبلغ مجمل عدد الفحوص التي تمّ إجراؤها، في المجتمع العربي، نحو 25088، مع زيادة بحوالي 2588 فحصاً. لتشكّل نسبة الفحوص في المجتمع العربي ما يقارب 11.5 بالمائة من مجمل عدد الفحوص التي تمّ إجراؤها في إسرائيل، والذي بلغ 214524.
وتأتي أمّ الفحم في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات، لتسجلّ 58 إصابة مع زيادة بـ3 إصابات في الـ24 ساعة الأخيرة، ومن ثم دير الأسد، مع ارتفاع حادّ لليوم الثاني على التوالي، بعدد الإصابات، إذ بلغ عدد المصابين 45، مع تسجيل 15 إصابة جديدة، ونسبة زيادة بنسبة 50%.
كما ارتفع عدد المصابين في جسر الزرقاء إلى 37، حيث سُجّلت حالة جديدة واحدة، وازداد عدد الإصابات في رهط ليبلغ 36 إصابة، مع تسجيل إصابتين في اليوم الأخير.
هذا وارتفع عدد الإصابات في دبورية إلى 28 إصابة، لتسجّل 4 إصابات جديدة، كذلك سجّلت جت المثلث 23 إصابة مع ارتفاع بـ3 إصابات جديدة. واستقرّ عدد الحالات في باقة الغربية على 21، تليهم طمرة بـ16 إصابة دون تغيير منذ أيام.
أمّا دير الأسد، فتتصدّر من حيث كثافة تفشي الوباء، وتحتلّ المرتبة الأولى، بمعدل 361 إصابة لكلّ 100 ألف نسمة، تليها دبورية بمعدل 268، ثم جسر الزرقاء بـ251 وجت المثلث بـ193 إصابة لكلّ 100 ألف مواطن، ومن ثم البقيعة بمعدل 170 إصابة لكل 100 ألف مواطن.

هذا وترتفع نسبة الإصابات، في المجتمع العربي، إلى 36 مصابا لكلّ 100 ألف مواطن، مقارنة مع 141 إصابة في المجتمع الإسرائيلي. وبلغ معدّل الفحوص في المجتمع العربي  1830، مقابل 2441 فحصا لكلّ 100 ألف شخص في المجتمع الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد خطيب، مختصّ الصحة الجماهيرية في لجنة هيئة الطوارئ للصحّة: "نحن في مرحلة اكتشاف وارتفاع حالات المرض، ومن المتوقّع أن نشهد زيادة كبيرة في الأرقام، في مناطق معيّنة، منطقة الشاغور مثلاً. لأنّه في دير الأسد انتقلت العدوى بشكل رئيسي داخل مسلخ، عن طريق يهودي متديّن يعمل كمراقب في مسلخ اللحوم في البلدة، ويعمل فيه 300 عامل. ولم يُعالج الموضوع فوراً، بما أنّهم لم يكتشفوا الأمر إلّا بعد أربعة أيام. هؤلاء العمّال نشروا المرض".  ويقطن قرية دير الأسد 17 ألف نسمة، وهي تقع ضمن قرى الشاغور، ومنها البعنة ودير الأسد ونحف ومجد الكروم في الجليل الأعلى. 
وأضاف خطيب أنّه ما زال إجراء الفحوص مستمراً في قرى الشاغور، وهي بؤرة للفيروس لا يُستهان بها، "إذا لم نكشف جميع الإصابات سريعاً فستكون لدينا مشكلة في محاصرة الوباء".
وأشار خطيب إلى أنّ هناك عدّة أسباب لارتفاع نسبة الإصابات بالفيروس، بين فلسطينيي الداخل، إذ: "بدايةً، كانت الفحوص قليلة ووصلت متأخرة للبلدات العربية. نحن الآن في مرحلة تصاعدية لانتشار الفيروس، وهناك ارتفاع في عدد المصابين بشكل يومي. هذا الأمر يعود في بعض الأحيان إلى عدم الالتزام بالحجر المنزلي وتعليمات الهيئات الصحيّة، من قبل فئة صغيرة من المجتمع. كما أنّ المدارس، في البلدات العربية، غير جاهزة للعودة للتعليم في المدى المنظور وذلك بسبب الاكتظاظ الذي تعاني منه المدارس عامة، والذي يزيد من خطورة سرعة انتشار كورونا".
وفي السياق ذاته، قال أحمد ذباح، رئيس مجلس دير الأسد: "حتى الآن هناك 35 مصابا بفيروس كورونا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الإصابات. وهناك فحوص لم تظهر نتائجها بعد. قسم من المصابين في الحجر الصحي، وجزء آخر منهم تمّ نقلهم إلى فنادق معدّة لذلك. حتى الآن تمّ إجراء 1800 فحص في دير الأسد. هناك تعاون تامّ مع جميع المؤسسات في البلدة وخارجها للسيطرة التامة على الفيروس ومعنوياتنا مرتفعة. وأغلب الإصابات غير خطيرة.

وأضاف ذباح: "أنشأنا غرفة طوارئ للمجلس المحلي، إضافة إلى غرفة طوارئ تضمّ كلّ التيارات السياسية ورجال الدين في البلد. أتوقّع، وفق الطريقة التي نعمل بها، أن نسيطر على الفيروس ونحاصره خلال أسبوعين".

أمّا قرية جسر الزرقاء، فهي البلدة الثانية من ناحية انتشار نسبة الإصابات بفيروس كورونا، بين البلدات العربية الفلسطينية بالداخل. وهي من أفقر البلدات في إسرائيل. إذ 65 بالمائة من سكّانها يعيشون تحت خط الفقر، وبعد جائحة كورونا وصلت البطالة إلى 90 بالمائة، بينما يقطن في البلدة 15 ألف نسمة. وفي حديث مع مراد عماش، رئيس المجلس المحلي في قرية جسر الزرقاء، قال: "توجد عندنا 35 إصابة، غالبيتها غير خطيرة، وهناك حالة واحدة صعبة لامرأة تبلغ من العمر 82 عاما. أغلب المصابين في الحجر، في المستشفيات والفنادق، ما عدا ستّ حالات وضعنا أصحابها في الحجر المنزلي".


وأضاف عماش: "بدأ الفيروس ينتشر نتيجة إصابة امرأتين تعملان في قسم التنظيف، في مستشفى مئير في مدينة كفار سابا، ومن هناك بدأ انتشار العدوى. وهناك حالة أخرى لإصابة عاملة نظافة في مستشفى بتل هشومير". أنشأنا مركز طوارئ في المجلس المحلي بمشاركة أطباء وممرضين من البلدة. هناك خوف من تدهور الوضع الصحي في البلدة، لذا على الناس أن يلزموا بيوتهم. الفحوص وصلت إلى القرية متأخرة ثلاثة أيام، بعد أن كنّا قد سجّلنا إصابتين. وإذا لم نتلق مساعدة من الدولة، ولم يلتزم الناس بالحجر المنزلي، سيكون الوضع كارثيا".

وأضاف: "حتى الآن تمّ إجراء 1200 فحص في القرية، أسفرت عن كشف 36 إصابة بفيروس كورونا. القسم الأكبر من أهالي القرية يلتزمون بالحجر المنزلي، ولكن هناك فئة صغيرة لا تلتزم به. يجب على الدولة أن تؤمّن ميزانيات للسلطات المحليّة، للعمل في حالات الطوارئ. جسر الزرقاء، هي في أسفل السلم الاقتصادي والاجتماعي في الدولة. هذا بالإضافة إلى التمييز العنصري الذي يمارسه مشغلّو العمّال والعاملات من أبناء القرية في المستشفيات. إذ أُجبر جزء كبير منهم على الاستقالة، خوفاً من أن ينقلوا العدوى بفيروس كورونا".
وناشدت الغرفة المشتركة للطوارئ في النقب الأهالي بأخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالتوجيهات، من الالتزام بالبقاء في المنازل، واستخدام وسائل الحماية، والالتزام التام بالحجر الصحي. كما ناشدت فئة الشباب بعدم التهاون بحماية أنفسهم وأهلهم، خاصةً كبار السن.

يقطن في مدينة رهط في النقب 70 ألف نسمة، وهي في أسفل السلّم الاجتماعي الاقتصادي والأفقر في الدولة. فايز أبو صهيبان، رئيس بلدية رهط في النقب وعضو في هيئة الغرفة المشتركة للطوارئ في النقب، قال: "حتى الآن هناك 34 إصابة بالفيروس. النسبة متدنيّة وتمّ إجراء 1200 فحص. لكنّ الأمر مقلق وأتوقّع الأسوأ، لأنّ الفحوص بدأت متأخرة جداً في رهط. إذ هي بدأت بعد أربعة أيام على اكتشاف الإصابة الأولى". وأضاف: "انتشر الفيروس في رهط من خلال امرأة تعمل في قسم التنظيف والصيانة في مستشفى اسوتا بمدينة أشدود. أتوقع أن يرتفع الرقم إلى 150 إصابة مع بداية شهر رمضان. ولدينا عدّة مشاكل، منها عدم التزام غالبية السكّان بالحجر المنزلي، عدا عن المخالطين مباشرة للمصابين. وهذا إهمال من المجتمع في رهط. وهناك إهمال من السلطات الإسرائيلية التي بدأت بالفحوص بشكل متأخّر جدا".

وأخيراً أضاف أبو صهيبان أنّ نسبة البطالة في البلدة كانت 9 بالمائة قبل جائحة كورونا، واليوم وصلت إلى 35 بالمائة.

دلالات