إدلب: الاحتياطات من كورونا "دون المطلوب" وتواصل حملات التوعية

إدلب: الاحتياطات من كورونا "دون المطلوب" وسط تواصل حملات التوعية

10 ابريل 2020
إدلب: نتائج تحاليل كافة الحالات المشتبه بها كانت سلبية(Getty)
+ الخط -
صرّح وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، الطبيب مرام الشيخ، أمس الخميس، بأنّ مجموع الحالات التي أجريت لها اختبارات كورونا في إدلب، شمال غربي سورية، بلغ 92 حالة، وتبيّن أنّ نتائج تحاليل كافة الحالات المشتبه بها كانت سلبية.

وأوضح الشيخ، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أنّ الشخص المريض من مدينة سلقين بريف إدلب الذي أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه مصاب بالفيروس، ثبت أنّ نتيجة اختباره سلبية، وفارق الحياة إثر أزمة قلبية، والمريض كان قد خضع لجراحة قلبية في وقت سابق أجريت له في تركيا.

في المقابل، أكد منسق الصحة العامة بمديرية صحة إدلب الطبيب عبد الحكيم رمضان، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنّ الأهالي في إدلب "لا يلتزمون بالشكل المطلوب بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا".

وقال: "حتى الآن الإجراءات والاحتياطات المتخذة من قبل الأهالي لم تصل للحد المرجو أو المناسب لتجنب الإصابة بفيروس كورونا، ولهذا عدة أسباب يمكن تلخيصها في عدم تنظيم حملات التوعية المجتمعية لكامل المجتمع من جهة، ومن جهة أخرى قد يكون وضع النزوح وضعف الإمكانيات العامل الأهم لمنعهم من اتخاذ احتياطات مناسبة"، مشيراً إلى أنّ هؤلاء "موجودون في أماكن مزدحمة وبالتالي تجنب الاختلاط صعب، كما أنّ الحصول على مخصصات المياه والنظافة صعب، وقد لا تكون كافية لسكان المخيمات".

ولفت رمضان إلى أنّ "وجود الشمال السوري في وضع وكأنه معزول قد يخدم في سياق كورونا، لغياب المرافئ حولها ومحدودية العبور بين الشمال والمناطق الأخرى؛ لكن مع ذلك وجود أي منطقة بجوار دولة فيها العدوى يجعلها عرضة لانتقال المرض رغم محدودية الحركة بين الشمال وتركيا من جهة، أو العكس، ومحدودية الحركة أيضاً بين الشمال ومناطق النظام السوري".

وعن الإجراءات المتخذة على المعابر بين تركيا والشمال السوري، أكد رمضان أنه "تم تفعيل عدد من النقاط لمراقبة العابرين عبر الحدود، أو عبر الخطوط"، مبيناً أنه "سيتم إنشاء 10 نقاط على الأقل لمراقبة المعابر بجميع أشكالها، والهدف هو ترصد الحالات قبل وصولها".

ولفت منسق الصحة العامة بمديرية صحة إدلب إلى أنّ عدداً من أجهزة الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا وصلت لشبكة الترصد الوبائي مقدمة من منظمة الصحة العالمية، وستصل أيضاً دفعات أخرى، موضحاً أنّ "المشكلة ليست في توفر أجهزة الفحوصات، إنما هي بضعف الإمكانات على مستوى مراكز العزل ومراكز علاج المرضى".


الحملات الوقائية والتوعوية مستمرة

في غضون ذلك، كثفت المنظمات الإنسانية عملها بخصوص حملات التوعية في إدلب، في محاولة لتجنب كارثة قد تنجم عن تفشي فيروس كورونا فيها، رغم الصعوبات التي فرضها الواقع الحالي، خاصة مع وجود آلاف النازحين في الشمال السوري الذين تفتقر مخيماتهم للمرافق الصحية، ولا توجد فيها إمكانيات للوقاية الشخصية.

ويشير منسق الحماية في منظمة "بنفسج" إبراهيم سرميني، لـ"العربي الجديد"، إلى الحملات التي تنظم للوقاية من فيروس كورونا.

وأوضح في هذا الصدد قائلاً: "نحن ننظم جولات بشكل يومي في مراكز الإيواء والتجمعات، وكل يوم يكون لدينا عدة حملات خاصة بالتوعية، والأنشطة التي نقوم بها موزعة على قسمين؛ أنشطة للأطفال وأنشطة للبالغين، ومن أنشطة الأطفال مسرحية باسم مسرحية الكورونا الشرير، ونعمل على توعية الأطفال بضرورة الوقاية عبر دائرة الحماية، حيث توقف الطفل ضمن دائرة تضمن بعده عن بقية الأطفال تسمى دائرة الحماية، لنضمن التباعد بينهم، ليعلموا مسافة الأمان".

وأضاف: "كما نوجه أسئلة للأطفال ونجري نقاشات معهم لتركيز المعلومات بشكل أكبر، ثم نوزع بروشورات عليهم، إضافة لجداريات خاصة في الأماكن العامة، ونقوم برسومات توعوية على جدران مراكز الإيواء أو على الخيم، كما نوزع أدوات وقاية شخصية للمستفيدين، عبارة عن كمامة ومناديل معقمة، إضافة لعبوة معقم وصابونة، كما أطلقنا منذ مدة تحدي الأيدي النظيفة، الذي يتم العمل عليه مع الأطفال، حيث يتم تعليمهم الطرق السليمة لغسل اليدين الكفيلة بحمايتهم ووقايتهم من الإصابة بالفيروس".

ويردف سرميني أنه بالنسبة للبالغين "هناك جلسات فردية من خلال زيارة المنازل مع توزيع بروشورات، أو من خلال جلسات جماعية مع الحفاظ الكامل على التباعد وطرق الوقاية، كما لدينا كرفان متنقل عند ساحة الساعة في مدينة إدلب، يحتوي على مكبر صوتي يتم بواسطته بث تعليمات خاصة بالوقاية من فيروس كورونا، ويتم توزيع بروشورات من خلال هذا الكرفان، كما يتم قياس حرارة المارة، وطبعاً مقاييس الحرارة موجودة مع فريق منظمة بنفسج، سواء في الكرفان أو في المخيمات أو مراكز الإيواء".


"خليك بالبيت"

وتتبع "بنفسج" في حملتها تحت عنوان "خليك بالبيت"، ثلاث آليات للتعامل مع المرحلة الحالية؛ الأولى هي تجنب الإصابة بالفيروس، وتتضمن طرق الوقاية لتجنب الإصابة بالفيروس مع شرح عن أعراضه، والثانية نشر الوعي، حيث يعمل المستفيدون من الحملات التي تقوم بها المنظمة بنقل المعلومات للناس في محيطهم، أما الثالثة فهي التبليغ عن حالة اشتباه أو الإصابة وآليتها.

من جهته، أجرى الدفاع المدني السوري عمليات تطهير لنحو 5 آلاف موقع ضمن حملة التطهير الوقائية من فيروس كورونا، والتي بدأها في 18 مارس/ آذار الماضي. وشملت الحملة 1155 مدرسة و95 مشفى و309 نقاط طبية و1502 مسجد، إضافة للمرافق العامة.