مستشفيات ميدانية بنيويورك بعد تخطّي وفيات كورونا 4 آلاف

مستشفيات ميدانية في نيويورك بعد تخطّي وفيات فيروس كورونا 4 آلاف

01 ابريل 2020
تجهيز مستشفيات ميدانية في سنترال بارك (كينا بتانكور/فرانس برس)
+ الخط -
تمّ تجهيز مستشفيات ميدانية في سنترال بارك، في نيويورك، وفي موقع إقامة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب، بعدما تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أربعة آلاف شخص، وهو أعلى من عدد ضحايا الوباء في الصين. 

وأودى الوباء، حتى الآن، بحياة أكثر من 1700 شخص، من سكّان نيويورك فيما حذّر الرئيس دونالد ترامب، المولود في هذه المدينة، من "أسبوعين مؤلمين جداً" للبلاد بكاملها. وتجد عاصمة البلاد الاقتصادية، وهي الأكثر تضرراً من الوباء، نفسها في سباق مع الوقت لزيادة قدرات المستشفيات قبل أن تصل حالات الإصابات إلى ذروتها.
وقد نُصبت حوالي عشر خيم، تضمّ 68 سريراً و10 أجهزة تنفّس اصطناعي في متنزه مانهاتن، وباتت جاهزة لاستقبال مرضى "كوفيد-19". وقالت جوان دنبار (57 عاما)، لدى مرورها في الشارع، لوكالة "فرانس برس": "تشاهد أفلاما مثل "كونتيجن" وتعتقد أنها بعيدة كلّ البعد عن الحقيقة، وأنها لن تحدث أبدا. لذلك، فإنه من الغريب رؤية تلك الأحداث تحصل في الواقع".
ارتفعت حالات الإصابات المعلنة بفيروس كورونا، في أنحاء الولايات المتحدة، لتصل إلى 189510 إصابة في وقت مبكر من الأربعاء، وفقاً لإحصاءات "جامعة جونز هوبكنز" إضافة إلى 4076 حالة وفاة. وهذا الرقم هو أعلى من العدد الإجمالي للوفيات في الصين (3310).
وقد شهدت ولاية نيويورك، عدداً أكبر بكثير من الإصابات والوفيات مقارنة بالولايات الأخرى، منذ الإعلان عن أول إصابة لها في الأول من آذار/مارس. وسرعان ما أصبحت الولاية، مركزاً لتفشّي المرض في الولايات المتحدة. وأعلن رئيس بلديتها، بيل دي بلازيو، الثلاثاء، أنّ المدينة تزيد الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ثلاثة أضعاف، في محاولة للاستعداد لذروة الوباء المتوقعة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.


نداء للإخلاء

 ناشد قائد حاملة الطائرات العاملة بالطاقة النووية "يو إس إس ثيودور روزفلت"، التي تبحر في المحيط الهادئ، بإخلاء السفينة قائلاً، إنّ الفيروس ينتشر بشكل خارج عن السيطرة بين أفراد طاقمه الموجود حالياً في منطقة غوام الأميركية. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن الكابتن، بريت كروزير، قوله في رسالة إلى رؤسائه: "لسنا في حالة حرب. لا داعي لأن يموت البحّارة".
وفي وقت لاحق، قلّل وزير الدفاع، مارك إسبر، من أهمية الموضوع قائلاً إنّ ما من فرد على حاملة الطائرات "يعاني حالة حرجة". لكن في نيويورك، يحاول المسؤولون التعامل مع أزمة الوباء التي سبّبت تدفقاً للمرضى إلى المستشفيات، المليئة أصلاً، ونقصاً في الإمدادات الطبية.
وفي جنوب سنترال بارك، جهّز "مركز جافيتس للمؤتمرات"، ما يقارب ثلاثة آلاف سرير، بعدما خضع لتعديلات من جانب فوج المهندسين في الجيش الأميركي. وسيستقبل هذا المركز المرضى من غير المصابين بـ"كوفيد-19"، لتخفيف الضغط على المستشفيات التي تستقبل الإصابات بالفيروس. على مقربة من المركز، عند الرصيف 90، ترسو سفينة "كومفرت" البيضاء وهي مستشفى يضم ألف سرير و12 غرفة عمليات لاستقبال المرضى غير المصابين بفيروس كورونا أيضاً.
ومن المقرر أن تبدأ منشأة تتّسع لـ350 سريراً، في "مركز بيلي جين كينغ الوطني لكرة المضرب"، في متنزه "فلاشينغ ميدوز-كورونا"، حيث تقام بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب كل صيف، باستقبال مرضى فيروس كورونا الأسبوع المقبل. وحذّر حاكم الولاية، أندرو كومو، سكّان نيويورك من أنّ المعركة من أجل هزيمة "كوفيد- 19" ستكون طويلة.

وقال، تيم موشر، رئيس فريق الممرّضين في "مستشفى ساماريتان بورس" الميداني في سنترال بارك، إنّ 70 موظفاً في الموقع، معظمهم من المتطوّعين، سيواصلون عملهم إلى أن تنتفي الحاجة إليهم. وأضاف موشر (58 عاما) الذي اعتاد على العمل في مناطق الكوارث ومنه معالجة ضحايا إيبولا في ليبيريا ومرضى الكوليرا في هايتي، إنّه "حزين" لأنّ الضحايا هذه المرة من نيويورك. شوارع نيويورك التي عادة ما تكون مزدحمة، أصبحت فارغة تقريباً، في حين أنّ الوجوه المقنّعة باتت مشهداً شائعاً بين العدد القليل من المارة، بمن فيهم طواقم التنظيفات التي تعمل أكثر من أي وقت مضى.

(فرانس برس)

المساهمون