"خلايا أزمة" بالعراق لمساعدة الأسر الفقيرة في مواجهة كورونا

"خلايا أزمة" بالعراق لمساعدة الأسر الفقيرة في مواجهة كورونا

30 مارس 2020
العمل التطوعي يتفوق في العراق (أسعد نيازي/ فرانس برس)
+ الخط -
أطلق ناشطون وسكان محليون في مناطق عدة من العراق مبادرات لتشكيل "خلايا أزمة" محلية على نطاق البلدات أو حتى الأحياء السكنية التي يقيمون فيها، مهمتها تقديم الدعم للأسر المتعففة المتضررة جراء حظر التجوال الذي يدخل أسبوعه الثالث على التوالي في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد، الذي سجل حتى الآن 42 وفاة مع عدد مصابين بلغ أكثر من 500 شخص.

وفاق نشاط خلايا الأزمة المحلية، التي تقدم مساعدات إنسانية وتقوم بمبادرات داخل المناطق السكنية، في بلدات مثل الفلوجة والموصل وكركوك والرمادي وكربلاء والبصرة، فضلاً عن العامرية واليرموك والمأمون ببغداد، نشاط منظمات وجهات حكومية متخصصة من حيث حجم المساعدة التي نجحت في إيصالها للسكان.


أحد الشبان المتطوعين في خلية أزمة محلية ببغداد، ويدعى محمد السامرائي، قال لـ "العربي الجديد"، إنه يشارك في مهمة قد لا تتكرر بالعمر مرة أخرى، مبيناً أن الخلية تسهر على عمل خيري يدعمه ميسورون وأطباء وأصحاب متاجر، بالإضافة إلى ما يتم جمعه من تبرعات من المواطنين.

وأضاف قائلاً "نستهدف بالدعم أسر الدخل المحدود والعوائل المتعففة والذين لديهم مرضى، كما نقوم بعمليات توعية حول الوباء، وشاركنا بعمليات توزيع معقمات وكمامات وأيضا تعفير (تعقيم) الشوارع والمناطق التي يتجمع حولها الناس مثل أفران الخبز والبقالة".

وأشار إلى أن العمل التطوعي انتقل إلى خطوة أكثر أهمية تمثلت بتوفير الأدوية المفقودة للأمراض المزمنة، وأجهزة فحص وقياس الضغط بدعم من أطباء متخصصين، مؤكدا أن هذه الأدوية ستصل إلى المحتاجين بشكل مجاني.

ولفت إلى أن العمل التطوعي في أحياء اليرموك والمأمون والداخلية (جانب الكرخ من العاصمة بغداد)، يتم بمساعدة فريق من الدفاع المدني، مبينا أن القوات الأمنية تقدم تسهيلات كبيرة للمتطوعين، بل إنها ترافقهم أحياناً من أجل تسهيل تنقلهم.


الأمر نفسه أكده حيدر جواد، الذي يعمل متطوعاً ضمن فريق للتعفير وتقديم المساعدات للمواطنين في مدينة كربلاء، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن عملهم ينطلق من وجود حاجة ماسة للفرق التطوعية المحلية في ظل وجود عجز حكومي واضح عن الوصول إلى جميع المناطق، مبينا أن مختلف فئات المجتمع تقوم بدعمهم مالياً ومعنويا، وأن عملهم سيستمر حتى نهاية الأزمة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الحملات المحلية لمكافحة وباء كورونا، في محاولة منها لدعم الشباب المتطوعين.


وأوردت صفحة "اليرموك حبيبتي" على موقع "فيسبوك" أن "خلية الأزمة" المحلية المتكونة من بعض أبناء المنطقة (اليرموك ببغداد) ستوفر معظم أدوية الأمراض المزمنة وغير المزمنة، وبعض أجهزة قياس الضغط والسكر، وأجهزة التنفس بالبخار، وغيرها من المستلزمات الطبية بشكل مجاني ودوري على مدار 24 ساعة، مبينة أن المتطوعين سيشكلون فريقا طبيا وبالتنسيق مع القوات الأمنية لإسعاف الحالات المرضية الحرجة، فضلا عن توفير مواد غذائية للأسر المحتاجة.


وفي البصرة فتح باب التطوع أمام الأطباء وأصحاب الاختصاص من أجل مواجهة كورونا بحسب ما نقلته صفحة "المربد" على
"فيسبوك".


كما نشر حساب إبراهيم الشاهد على موقع "تويتر" صورا لمجموعة شباب وهم يقومون بتعقيم مناطق بمحافظة ذي قار قائلا "فريق شبابي، تطوّع أفراده لتعقيم وتعفير منازل العوائل الفقيرة في الناصرية احترازاً من انتشار فيروس كورونا".


وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة العراقية فإن عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفع إلى 547، بينها 43 حالة وفاة، بينما تماثلت 143 إصابة للشفاء التام.