مستشفيات القدس تعلن استعدادها للتعامل مع مصابي كورونا

مستشفيات القدس تعلن استعدادها للتعامل مع مصابي كورونا

28 مارس 2020
لا يعاني ارتفاعاً من درجة الحرارة (عصام ريماوي/ الأناضول)
+ الخط -
أعلنت شبكة مستشفيات القدس الشرقية، مساء اليوم السبت، عن استعدادها للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد التي تحتاج إلى العناية السريرية.
وأكدت أنه تقرّر أن يستقبل مستشفى المقاصد ومستشفى سانت جوزيف (الفرنساوي) المصابين بفيروس كورونا الجديد ممن يحتاجون إلى العناية الطبية والحالات المشتبه بإصابتها، فيما خصّص مستشفى المطلع قسماً خاصاً معزولاً في حال إصابة أي من مرضاه من مرضى السرطان وغسل الكلى بفيروس كورونا الجديد. وتمّ التنسيق مع مركز إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس لنقل الحالات المصابة أو المشتبه بها إلى مستشفى المقاصد والمستشفى الفرنساوي.

وتضم شبكة مستشفيات القدس الشرقية ستة مستشفيات رئيسية هي المقاصد، المطلع، الفرنساوي، سانت جون للعيون، الهلال الأحمر في القدس، ومركز الأميرة بسمة. وحول فحص الحالات المشتبه بها، أكدت شبكة مستشفيات القدس الشرقية أن الفحص سيتم في الأقسام المعزولة في مستشفيي المقاصد والفرنساوي وفق الإمكانيات المتوفرة، وإمكانية استقبال مستشفى المطلع الحالات المشتبه بها لإجراء الفحص في قسم معزول في حال ازدياد عدد الحالات أو حدوث اكتظاظ في المقاصد والفرنساوي.

وأفادت الشبكة بأنّ مستشفيات القدس ما زالت تعاني شحاً في الموارد المالية والإمكانيات، ما يعيق توفير أنواع العقاقير الطبية والعلاجات وبالكميات المطلوبة، مع توقعات بتفاقم الوضع في مستشفيات القدس، خصوصاً في حال ازدياد عدد الإصابات بالفيروس، الأمر الذي يتطلب التحرك العاجل لتلبية احتياجات المستشفيات حتى وصولها إلى درجة الجهوزية التامة.


وأوضحت الشبكة أنه ومن أجل عزل باقي أقسام مستشفيي المقاصد والفرنساوي للاستمرار في تقديم الخدمة الطبية المتخصصة لباقي المرضى دون إهمالهم، فقد تقرر تخصيص مساحات معزولة داخل كل من المقاصد والفرنساوي أو في ساحاتهما الخارجية، للتعامل مع حالات الإصابة بالفيروس، حيث نصبَ مستشفى الفرنساوي خياماً خارجية بعيدة عن الأقسام الداخلية الأخرى لمنع اختلاط الحالات المصابة بالفيروس داخل مبنى المستشفى من أجل الحفاظ التام على صحة المرضى الآخرين داخل المستشفى والطاقم الطبي والتأكد من عدم إصابتهم بعدوى الفيروس، كما تمّ عزل قسم الولادة عن المستشفى بشكل تام من ناحية المبنى والطواقم المعالجة في قسم الولادة، وتجهيز القسم المعدّ لاستقبال المرضى وفق أعلى مقاييس العزل.

كما جهز مستشفى المقاصد قسماً خاصاً معزولاً عن باقي أقسام المستشفى لاستقبال الإصابات بفيروس كورونا بما يشمل عزل الطاقم الطبي الذي سيتعامل مع الحالات المصابة بالفيروس، فيما ما زالت المقاصد تعاني نقصاً في الأدوية والعقاقير الطبية بسبب شح الموارد المالية ما يعيقه من التزوّد بهذه العلاجات الضرورية.

بدوره، أكد رئيس الشبكة عبد القادر الحسيني أنه تم الاتفاق على ألا يستقبل الأعضاء الآخرون في الشبكة أي حالات مصابة بفيروس كورونا الجديد، لكنهم سيعملون ضمن حالة الطوارئ، وهم على استعداد تام لتفريغ طواقمهم الطبية وكوادرهم البشرية للعمل مع المستشفيات المخصصة لعلاج المصابين بالفيروس، خصوصاً وقت الذروة في حال حصل ازدياد مضطرد في أعداد الإصابات. وستتولى طواقمهم مهام الإسناد والتمريض والتحضير والتجهيز، لكي يتمكن أطباء الاختصاص من التركيز على عملهم الطبي ومعالجة الحالات المتوسطة والصعبة وإنقاذ الأرواح.


وأضاف الحسيني أن هذا التوجه في توزيع الأدوار جاء بعد مشاورات عدة وبناء على تقييم مهني وعلمي، والرجوع إلى رأي الأطباء المتخصصين، والاستفادة المثلى من قدرات وإمكانيات كل مستشفى وكل طاقم طبي، وتحت مظلة العمل الجماعي التشاركي في تحمل المسؤولية كل بحسب خبراته وقدراته وتخصصه، مشيراً إلى أن الشبكة، خصوصاً المستشفيات المتخصصة في علاج مصابي فيروس كورونا الجديد، ما زالت تحتاج إلى التجهيزات الطبية والوقائية، لا سيما أجهزة التنفس الاصطناعي، مؤكداً أن الشبكة تتواصل مع الجهات المعنية لتأمين هذه الاحتياجات.

ودعا الحسيني إلى الامتناع عن زيارة المرضى داخل المستشفيات بتاتاً، ولا سيما المرضى المعزولين، ومرضى الأمراض المزمنة مثل مرضى القلب والسرطان والسكري والكلى، وذلك من أجل حماية المرضى، خصوصاً مرضى الأمراض المزمنة، ولحماية الطواقم الطبية العاملة في أقسام المستشفيات، وحماية المصابين بفيروس كورونا الجديد، والطواقم الطبية المتعاملة معهم في أقسام العزل وعدم الاختلاط بهم.

يُذكر أنه تم تأسيس شبكة مستشفيات القدس الشرقية من قِبل الشهيد الراحل فيصل الحسيني قبل 25 عاماً، وقدمت الشبكة خدماتها لأطياف الشعب الفلسطيني لسنوات طويلة من مختلف المحافظات والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وصمدت طيلة السنوات الماضية في مواجهة مختلف أشكال التحديات والأزمات.

المساهمون