سورية: نقص بأجهزة الكشف عن كورونا في مناطق المعارضة

سورية: نقص بأجهزة الكشف عن كورونا في مناطق المعارضة

26 مارس 2020
فحص حراري بالقرب من الحدود التركية (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، خلوّ الشمال السوري من أيّ إصابة بفيروس كورونا الجديد، فيما نفت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري وفاة أيّ من المصابين الخمسة الذين أعلنت عنهم. واعتقلت قوات النظام عشرات الأشخاص ممن لم يلتزموا بقرار حظر التجول المسائي، الذي فرضته قبل يومين.

وقال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة مرام الشيخ، لموقع محلي، إنّ مختبر الإنذار المبكر في إدلب، أجرى اختبارات لسبع عينات لحالات كان يشتبه بإصابتها، لكنّ النتائج كلها كانت سلبية. واتهم الشيخ، في وقت سابق، منظمة الصحة العالمية بالتقصير في إرسال وحدات اختبار الفيروس إلى الشمال السوري، في حين أرسلت 1200 وحدة اختبار إلى النظام السوري. وأوضح أنّه وصلت إلى مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة المعارضة وحدات اختبار تكفي 300 مريض فقط، جرى تأمينها بجهود خاصة لا علاقة لمنظمة الصحة العالمية بها، مشيراً إلى أنّ منسق بعثة منظمة الصحة العالمية، في غازي عنتاب التركية، وعد بتأمين خمسة آلاف وحدة اختبار خلال الأيام المقبلة.

وأوضح الشيخ أنّ جهاز كشف الفيروس موجود في المختبر بإدلب، وهو المختبر الوحيد في المنطقة ويخدم منطقة إدلب وريفها وريف حلب الغربي، مشيراً إلى أنّ إمكانيات الجهاز بسيطة، إذ لا يمكنه إنجاز سوى ما بين عشرة وعشرين تحليلاً يومياً كحدّ أقصى، أما الحالات المشتبه بها في مناطق ريف حلب الشمالي وعفرين، فيجري إجراء الاختبار لها في مختبرات تركيا.

ويزيد عدد السكان الإجمالي في الشمال السوري عن 4 ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين والمهجّرين. وبدأ، الثلاثاء، الاختبار المنهجي للفيروس بعد وصول شحنة من 300 اختبار إلى مختبر إدلب، وقد جاءت العينات التي اختبرت سلبية. وسيصل إلى المختبر، اليوم الخميس، نحو 600 اختبار إضافي، على أن تصل شحنة من 5 آلاف اختبار إلى إدلب، الأسبوع المقبل، وفق مصادر طبية.

في الإطار نفسه، أطلق "الحراك الثوري لريف حلب الشرقي"، أمس الأربعاء، حملة توعية من مخاطر فيروس كورونا الجديد، وطرق الوقاية منه، في مدن وبلدات الباب وقباسين وبزاعة، شرقي حلب. وتضمنت الحملة تعليق لافتات ضخمة في منطقة مركزية وسط مدينتي الباب وقباسين، ووقفة رُفعت فيها لافتات تحض الأهالي على البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلّا للضرورة، بالإضافة إلى توزيع منشورات على المارة والمحال التجارية وسائقي السيارات ووضع ملصقات في عدد من الأماكن وتنبيه الناس بخطورة الفيروس.

وقال الصحافي سعد السعد، المقيم في الشمال السوري، لـ"العربي الجديد": "الأمر هنا معقد جداً، وفي حال ظهور أيّ حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، سنكون أمام كارثة حقيقية، لأنّنا أمام عجز طبي واضح". وأضاف: "في الفترة الماضية قمنا بحملات توعية، وزرنا المخيمات، لكنّ الشعور العام لدى معظم الناس هو عدم المبالاة ربما بسبب سنوات الحرب التي عايشوا فيها مختلف المخاطر، من قصف وقتل وتهجير، ولم يعد يخيفهم أي مرض أو وباء"، لكنّه أوضح أنّ جهود التوعية حققت بعض التقدم، وبدأ كثير من الناس يستوعبون مدى خطورة الأمر، لكن ما زال ذلك دون المطلوب". ورأى أنّ الحلّ يكمن في وضع خطة لفرض حظر تجول جزئي أو كلي، ونشر الشرطة والجيش ضمن هذه المناطق بهدف منع وصول الفيروس الذي أصاب ولاية كلّس التركية، الملاصقة للحدود السورية.

مناطق النظام
من جهتها، ذكرت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، أنّ الوضع الصحي للأشخاص المصابين بفيروس كورونا مستقر وهم يخضعون للإشراف الطبي المباشر. ونفت الوزارة، في بيان، صحة ما تداولته صفحات التواصل الاجتماعي عن وفاة إحدى هذه الحالات، داعية المواطنين الى البقاء في منازلهم لكسر حلقة العدوى. وأعلنت الوزارة، أمس الأربعاء، تسجيل أربع إصابات بفيروس كورونا الجديد ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في سورية إلى 5.

وكانت مصادر إعلامية من دير الزور، شرقي البلاد، قد ذكرت أنّ امرأة ستينية توفيت في مستشفى "الأسد" بالمدينة، ورفض أمن النظام تسليم جثتها لذويها بسبب إصابتها بفيروس كورونا الجديد. ونقل موقع إخباري، عن مصدر طبي، قوله إنّ السيدة من أهالي قرية الدوير، بريف دير الزور الشرقي، وقد توفيت يوم الجمعة 20 مارس/ آذار الجاري، نتيجة إصابتها بفيروس كورونا الجديد، مشيراً إلى أنّ قوات الأمن أخذت جثة الضحية بعد وضعها بأكياس عازلة، واكتفت بإخطار ذويها بواقعة الوفاة من دون تسليم الجثة، ويعتقد أنّ الجثة جرى حرقها من قبل عناصر الأمن. وأشار الموقع إلى أنّ مستشفى "الأسد" وضع جميع حالات الإصابة أو الاشتباه بالإصابة بفيروس كورونا الجديد في مراكز الحجر الصحي الموجودة في الطابق الثالث بمعدل 4 أسرّة في كلّ غرفة.

إلى ذلك، ذكر موقع إلكتروني أنّ المليشيات المتمركزة في منطقة السيدة زينب، جنوبي العاصمة دمشق، نقلت الثلاثاء الماضي نحو 90 شخصاً من عناصر وقياديي المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى مركز للحجر الصحي أقامته أخيراً في المنطقة. وبحسب الموقع، فإنّ تلك المليشيات حوَّلت فندق "الجميل بلازا" في المنطقة إلى مركز للحجر الصحي، وخصصته لعناصرها ولقاطني الحيّ من أهالي العناصر، مشيراً إلى أنّ معظم القاطنين في محيط الفندق من أبناء المنطقة غادروا منازلهم فور وصول المصابين بفيروس كورونا الجديد إليه، خوفاً من انتقال العدوى إليهم. ونقل الموقع نفسه عن "مصادر طبية خاصة" في منطقة السيدة زينب، أنّ المليشيات الإيرانية تفرض طوقاً أمنياً في محيط مستشفى "الإمام الخميني"، وهو أهم المستشفيات المسؤولة عن علاج عناصر المليشيات في محيط دمشق.

يشار إلى أنّ النظام السوري أقرّ إجراءات عدة لمكافحة الفيروس، كان آخرها فرض حظر تجول من الساعة 6 مساءً حتى 6 صباحاً، بالإضافة إلى إيقاف الانتقال بين المدن والأرياف والمحافظات قبل يومين. واستثنى قرار حظر التجول قوات النظام من جيش وقوى أمن، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية والمنظمات والهيئات.

وأعلنت وزارة الداخلية عن توقيف 153 شخصاً بسبب عدم تقيدهم بحظر التجول، وذلك في محافظات مختلفة. وأشارت الوزارة إلى أنّ الموقوفين سيقدمون إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بسبب مخالفة القرار، مشيرة إلى أنّ عقوبة مخالفي حظر التجول تراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات حبساً، وغرامة مالية بين 50 ألف ليرة سورية (97 دولاراً أميركياً بحسب السعر الرسمي) و500 ألف (970 دولاراً). واشتكى مواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أنّ هناك عطلة قضائية في البلاد في هذه الفترة، ما يعني أنّ الموقوفين سيظلون في الحبس إلى حين استئناف العمل، حتى لو ثبت لاحقاً أنّ بعضهم خرق حظر التجول لأسباب اضطرارية مشروعة.

المساهمون