قرصنة مستلزمات طبية كانت في طريقها إلى تونس

قرصنة مستلزمات طبية كانت في طريقها إلى تونس

24 مارس 2020
تعاني تونس من نقص المعقمات (ياسين جايدي/الأناضول)
+ الخط -
يثير تواتر أنباء عن سرقة دول لمستلزمات طبية خاصة بدول أخرى في ظل تفشي وباء كورونا تساؤلات حول مدى صمود قيم التعاون والتضامن الدولي، في وقت يتعين فيه على كل دولة مواجهة مصيرها بإمكانياتها المحلية.

وعقب اعتراف جمهورية التشيك بالسطو على شحنة كمامات طبية وأجهزة تنفس صناعي كانت مُرسلة من الصين إلى إيطاليا، قال وزير التجارة التونسي محمد مسليني إن بلاده كانت تنتظر شحنة كحول، غير أنه جرى الاستيلاء عليها في عرض البحر.
وأوضح المسليني، في حوار مع قناة تلفزيون محلية، أن "باخرة كانت تنقل حمولة من الكحول الطبي إلى تونس، تم تحويل وجهتها إلى إيطاليا، ما سبب نقصا في تصنيع المعقمات الكحولية في تونس، وزيادة أسعار المتاح منها"، مضيفا أن "الدول الأوروبية تعيش اليوم حالة من الهستيريا، وبعضها تسرق معدّات مكافحة الفيروس".
وفي سياق متصل، كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، الثلاثاء، أن أقنعة طبية اختفت في أحد مطارات كينيا، بينما كان من المقرر أن تكون وجهتها النهائية ألمانيا.
وأرجع الخبير في علم الاجتماع، محمد الجويلي، تكرار سرقة دول لمواد طبية إلى أن الأزمات الكبرى تعرّي المعدن الإنساني. وقال الجويلي لـ"العربي الجديد"، إن "ظاهرة القرصنة تزدهر على مر التاريخ في وقت الأزمات، سواء الناجمة عن الأوبئة أو الحروب، وتحويل وجهة مواد طبية نوع من القرصنة في إطار الدفاع عن حق الحياة".
وأفاد بأنه في زمن الجوائح ترتفع نزعات الأنانية التي تتمظهر في القرصنة والسرقة، كما يرتفع في المقابل المد التضامني بين الأفراد والمجموعات والدول. "التفكير في الذات، والانطواء عليها من الخصائص الاجتماعية التي تتميز بها هذه الفترات. تلك طبيعة الإنسان، والدول تحتاج إلى الدفاع عن مواطنيها، ما يفسر تواتر حالات سرقة مواد طبية، أو احتكار المواد الغذائية".

ولمجابهة الطلب الكبير على المعقمات، لجأت حكومة تونس إلى استيراد الكحول الطبي لزيادة إنتاج مصانع المعقمات التي تمد المستشفيات والهياكل الصحية بها، غير أنها لم تصل بعد إلى "قرصنتها" في البحر.
وعرضت تونس، الاثنين، مساعدة طبية على إيطاليا، خلال اتصال هاتفي بين الرئيس قيس سعيد ونظيره الإيطالي سيرجيو مارتيلا، وأعرب سعيد عن استعداد بلاده لإرسال وفد طبي لدعم جهود السلطات الإيطالية لأن الوضع الحالي يتعلق بإنقاذ العالم لا بدولة واحدة.