اللاجئون في تونس... المعاناة مضاعفة مع كورونا

اللاجئون في تونس... المعاناة مضاعفة مع كورونا

24 مارس 2020
جلّ المهاجرين من دول أفريقية يعيشون أوضاعاً صعبة (Getty)
+ الخط -
يواجه مهاجرون وطالبو اللجوء في تونس مصيراً غامضاً، في ظل تفاقم أزمة فيروس كورونا في كل دول العالم، بعدما فقد كثر منهم قدرتهم على الشغل أو الاستفادة من مساعدات المنظمات التي كانت تقدّم لهم العون في تونس.
وأطلق طالبو لجوء في أحد مراكز الإيواء في العاصمة تونس نداء استغاثة من أجل مساعدتهم على تخطي مرحلة الخطر بعد أن تركوا في مواجهة مصيرهم بمفردهم، في ظل تقصير من المنظمات التي تتبنّى قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين.
وقال أيوب، وهو طالب لجوء سوداني، إنه ينتظر صحبة 24 آخرين من رفاقه مساعدات بعد أن تم إيواؤهم بإقامة وسط العاصمة، وتركوا دون أكل ومواد تنظيف، ما قد يضطرهم إلى كسر الحجر للخروج بحثاً عن الغذاء.
وأضاف أيوب لـ "العربي الجديد": "أطلقت نداء استغاثة وأنا في انتظار أي مساعدات عينية أو مادية، نحن نعيش وضعاً إنسانياً صعباً ونواجه جبهات خطر الجوع وكورونا". وأكد طالب اللجوء السوداني أنه قدم إلى تونس من ليبيا منذ الثاني من أغسطس/ آب الماضي، وتقدم بطلب لجوء، غير أنه لا يزال يترقب الموافقة وحصل على إقامة مؤقتة، مشيراً إلى أنه ما قبل كورونا كان يقنص رزقه من العمل في ورشات الميكانيك وورشات البناء.
وتابع "بعد أن كنا نعاني لتوفير قوتنا اليومي أصبحنا اليوم دون سند، لا أماكن للعمل اليوم، لا أكل، لا مستلزمات للنظافة... ملتزمون بالحجر الصحي، لكننا نريد أن نحيا أيضاً". ويزيد عدد اللاجئين وطالبي اللجوء في تونس عن 3500، بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف مهاجر جلهم من دول أفريقية يعيشون أوضاعاً اجتماعية ومعيشية صعبة قد تعمّقها أزمة كورونا. وكشف "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن الأوضاع الصادمة لطالبي اللجوء في تونس، مؤكداً أنّ أكثر من 130 طالب لجوء ينامون في الشوارع بلا مأوى، وبينهم قصّر دون سن الثامنة عشرة.

وقال المنتدى حينها إن الشقق التي تستخدمها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين "ليست مؤثثة"، وغالباً ما تكون غير مجهّزة بالماء الصالح للشرب، وبعيدة عن مراكز المدن، كما أنّ كميات الطعام غير كافية، خاصة بالنسبة للأمهات والعائلات، موضحاً أنّها لا توزّع بشكل منتظم.

في المقابل، قال عبد الرزاق الكريمي، رئيس المجلس التونسي للاجئين، إن مخيمات اللجوء جنوب تونس تقدم خدمات جيدة للمقيمين فيها في هذه الفترة وتسعى إلى تأطيرهم صحياً لحمايتهم من إمكانيات انتقال عدوى فيروس كورونا. وأفاد الكريمي في تصريحه لـ"العربي الجديد" بأن المجلس يوفر الخدمة لنحو 320 لاجئاً وطالب لجوء جلهم من جنسيات أفريقية، مؤكداً أن المراكز أخضعت للتعقيم ويتم تطهيرها بصفة دورية، كما تم توزيع أدوات التعقيم على المقيمين فيها، فضلاً عن تقديم ثلاث وجبات لضمان التزامهم بعدم المغادرة.

وأكّد الكريمي أن المجلس تهيّأ للطوارئ وإمكانية إصابة بعض اللاجئين بالفيروس، إذ تم تخصيص شقق معقمة ستستخدم للعزل الصحي، غير أنه أفاد بأن الوضع في المخيمات مطمئن في الوقت الحالي وتحت المراقبة الدورية للأطباء.

وحول وضع اللاجئين السوريين قال الكريمي إنهم لا يقيمون في المخيمات بل ينتشرون في التجمعات السكانية والأحياء ولا تملك المنظمات المعطيات الكافية عن وضعهم المعيشي والصحي.

المساهمون