باريس تتشدد مع المستخفين بالعزل ونيس تحظر التجول

باريس تتشدد مع المستخفين بالعزل ونيس تحظر التجول

20 مارس 2020
لم تأبه بقرار العزل (Getty)
+ الخط -

أُعلن بالعاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، منع وصول السكان إلى بعض مناطق التنزه فيها وذلك لردع الأعداد الكبيرة التي تقصدها، بالرغم من دخول العزل الذي تعيشه البلاد يومه الرابع، بسبب انتشار وباء كورونا الجديد فيها، وبالرغم من التحذيرات الكثيرة التي تكررها السلطات.

وفي بيان لهما، قال رئيس شرطة باريس ورئيس بلديتها، إنّ التجول والتجمع على ضفاف نهر السين وفي المساحات الخضراء في ساحتي أنفاليد وشان دو مارس ممنوعان، انطلاقاً من الساعة الثالثة من عصر الجمعة، وخلال عطلة نهاية الأسبوع.

كذلك، شددت السلطات المحلية تعليمات العزل في محطات القطار، معلنةً أنّ السفر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان آخر، ليس من الأسباب التي تعطي الحق بخرق العزل استثنائياً.




واتخذت مدن فرنسية عدة قرارات مشابهة لمواجهة استخفاف كثير من سكانها بتعليمات المنع واستمرارهم بملء الساحات والضفاف والشواطئ والمتنزهات والأسواق، بل حتى الخروج لممارسة ركوب الأمواج. ويلقى هذا التصرف نقداً واسعاً من المشتغلين في القطاع الصحي ومن الحكومة، إذ أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، سخطه من عدم احترام البعض للتعاليم كما يجب، قائلاً إنّ هؤلاء "لم يفهموا الرسائل" التي أرادت السلطات إرسالها إليهم عبر فرض العزل ومنع التجول.

وطالبت نقابة الأطباء المتدربين في المستشفيات الفرنسية، في بيان، الرئيس باتخاذ إجراءات عزل ومنع تجول "أشدّ بكثير" من هذه التي تطبقها الحكومة حالياً.

في الإطار نفسه، أعلن رئيس بلدية نيس الفرنسية (جنوب)، دخول المدينة حظراً للتجوال بدءاً من الساعة الثامنة من مساء الجمعة، وهي سابقة في فرنسا التي دخلت، منذ الثلاثاء الماضي، حالة من العزل، من دون إعلان حظر التجوال في أنحاء البلاد كافة.

ونقلت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" عن عمدة المدينة كريستيان إستروزي، قوله: "لقد وقّعت القرار للتو. بدءاً من الساعة الثامنة مساء، ومع إغلاق المتاجر والصيدليات أبوابها، لن يكون هناك أي داع للخروج. يعني هذا أنّ أحداً لن يخرج، باستثناء الموظفين الذين يعفيهم هذا القرار، وهم الطواقم الطبية، أو الطواقم الاجتماعية، كأولئك الذين يقومون بزيارات إلى منازل الأشخاص الأكثر هشاشةً من أجل تزويدهم بالطعام على سبيل المثال".

ويأتي هذا في وقت لجأت فيه سلطات نيس، اليوم، إلى وسيلة جديدة من نوعها لحث الناس على مغادرة الأماكن العامة والبقاء في بيوتهم، وهي عبارة عن طائرة "درون" مزودة بمكبر صوت.

وردّد مكبر الصوت التعليمات المتعلقة بوباء كورونا فوق رؤوس المتجولين في مركز المدينة وعلى شواطئها، مذكراً بأنّ "جميع أنواع التجول خارج البيت ممنوعة، إلّا لمن كان لديه إعفاء. تفضلوا باحترام مسافة الأمان المتمثلة بمتر على الأقل بين كلّ شخصين".

وعلى غرار أغلب المدن الفرنسية، أبدى عدد من سكان نيس، حتى صباح الجمعة، استخفافاً بدعوات الحكومة إلى التزام المنازل، وهو ما دعا السلطات المحلية إلى إغلاق الشواطئ، أمس الخميس، ومنع التجوال، صباح اليوم، في متنزه الإنكليز الأكثر جذباً للمشاة في المدينة.

الجيش يساعد
أظهرت صور نشرتها وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، اليوم الجمعة، على حسابها على "تويتر"، شاحنات للجيش الفرنسي في طريقها إلى مدينة ميلوز (شرق)، أكثر المدن تضرراً بوباء كورونا الجديد في البلاد. وتنتمي الشاحنات الخمس إلى إحدى وحدات الإنعاش التابعة للجيش، وتحمل على متنها المعدات اللازمة لإنشاء مستشفى ميداني مؤلف من 30 سرير إنعاشٍ، بهدف فكّ الضغط عن مستشفيات ميلوز التي لم تعد قادرة على استقبال مصابين جدد منذ الإثنين الماضي بسبب امتلائها.
 
وبحسب إذاعة "فرانس بلو" المحلية في منطقة ألزاس، التي تقع فيها ميلوز، فإنّ عديد الطاقم الطبي الخاص بهذا المستشفى، من أطباء إنعاش وتخدير وممرضين، يبلغ مائة.
 
وكان الرئيس الفرنيس، إيمانويل ماكرون، قد أمر، في كلمة متلفزة ألقاها الإثنين، بإنشاء هذا المستشفى، الذي تقول مسؤولة لإذاعة "فرانس بلو" إنّ إنشاءه يستغرق أياماً وإنّه لن يدخل الخدمة قبل 27 مارس/ آذار الجاري.

في الوقت هذا، أعلن الجيش الفرنسي، اليوم أيضاً، تحريك باخرة حاملة للطائرات المروحية لنقل مصابين بفيروس كورونا الجديد من مدينة أجاكسيو الواقعة في جزيرة كورسيكا إلى مستشفيات إقليم بروفونس، جنوبي البلاد. ومن المنتظر أن تقوم الباخرة البرمائية، المسماة "تونير" خلال عطلة نهاية الأسبوع، بنقل 12 إلى 14 من المرضى الموجودين في أقسام الإنعاش في المدينة، وذلك في إجراء استباقي تحسباً لوصول مستشفياتها إلى سقف طاقتها الاستيعابية مع الارتفاع المتسارع والكبير في أعداد المرضى.


 
وتحمل الباخرة على متنها وحدتين استشفائيتين، تصل طاقتهما الاستيعابية إلى 69 سريراً، ويمكن رفع هذا الطاقة إلى 250 سريراً إذا ما اقتضى الأمر، كما تحمل فريقاً طبياً مؤلفاً من 200 شخص تقريباً.
 
وكانت السلطات الفرنسية قد استعانت في الأيام الماضية بطائرة حربية وبمروحيات لنقل عدد من المصابين من مدينة ميلوز إلى مدن أخرى. وتأتي هذه التحركات لعدد من قطع الجيش الفرنسي بأمر من ماكرون، الذي لا يبدو، حتى هذه اللحظة، متوجهاً لتحريك مشاة الجيش للمساعدة في مواجهة الكارثة.

المساهمون