تونس تتحدّى نفسها لصنع آلات التنفس

تونس تتحدّى نفسها لصنع آلات التنفس

19 مارس 2020
أهمل القطاع الصحي في تونس طويلاً (ياسين جعيدي/وكالة الأناضول)
+ الخط -

"نعم نتنفس"، هو شعار المبادرة التي انطلقت من "المدرسة الوطنية للمهندسين" في مدينة سوسة وكلية الطب فيها، من أجل صناعة آلات تنفس في تونس والمساهمة في إنقاذ الحالات التي قد تسجّل بفيروس كورونا، خاصة في ظلّ النقص الحاد الذي تواجهه أغلب المستشفيات في توفير آلات الإنعاش والتنفس.

تأتي هذه المبادرة بعد أن كشف وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، أنّ تونس لديها أقل من 200 سرير إنعاش وذلك نتيجة الإهمال الذي طاول قطاع الصحة لمدة طويلة جداً. وأشار إلى أنّه تمّ الاتفاق مع القطاع الخاص، الذي يمتلك قرابة 300 سرير إنعاش، للمساهمة بعدد من الأسرّة، إذا ما برزت الحاجة لذلك.

وقال مدير "المدرسة الوطنية للمهندسين" في سوسة، عارف مدب، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ أغلب البلدان تواجه أزمة في توفير آلات التنفس لمواجهة فيروس كورونا، وتونس بدورها لا تمتلك آلات تنفس كافية. لذلك تم إطلاق المبادرة التي تقوم على تحد بين عدد من الكليات والطلبة وأساتذتهم. وهناك اشتراك وتعاون بين المهندسين والأطباء للوصول إلى صناعة آلات تنفس وتصنيع نماذج للإنعاش في ظرف وجيز.

وأوضح مدب أنّ التحدي مفتوح في جميع المحافظات التونسية لتصنيع آلات التنفس، مشيراً إلى أنّ هناك تنسيقا حثيثا لصناعة نماذج تتطابق مع المواصفات المطلوبة وتكون ذات جدوى ليتم اعتمادها ثم الانتقال إلى مرحلة تصنيعها. وأضاف أنّ "آلات التنفس الحالية كبيرة الحجم وغير عملية. فلا بد من نماذج صغيرة تؤدّي وظيفتها ولا تكون ثقيلة الوزن أو تستحوذ على مساحات كبيرة، خاصة وأنه إذا تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا، فإن المطلوب هو آلات محمولة وسهلة الاستعمال والنقل، ويمكن استعمالها حتى لمن هم في الحجر المنزلي".

وأفاد أنّ هناك بوادر إيجابية للوصول إلى صناعة آلات تنفس تستجيب للمطلوب، وتلبي التحديات المفروضة على أمل أن يكون النموذج جاهزا في غضون أسبوع، ثم يتم الانتقال إلى مرحلة التصنيع قريبا، مؤكدا أنهم متفائلون بالنتائج التي سيتم التوصل إليها. 

وشرح المدب أن التحدي يهدف إلى صناعة آلات إنعاش وتنفس في تونس، في مهلة زمنية لا تتجاوز بضعة أسابيع، مبينا أن بإمكان المؤسسات الصناعية الانخراط في هذا التحدي ودعم هذه المبادرة وتشجيعها.

كما أكّد أنّه هناك العديد من المشاركين والمتطوعين الذين تفاعلوا مع هذا التحدي ومع حملة "نعم نتنفس"، مؤكّدين عزمهم على النجاح في هذا التحدي ومساعدة الدولة التونسية في مقاومة فيروس كورونا.

المساهمون