من هي جنيفر هالر التي تطوعت لتجربة لقاح كورونا؟

من هي جنيفر هالر التي تطوعت لتجربة اللقاح الأول ضد فيروس كورونا؟

18 مارس 2020
تنتظر هالر مفاعيل اللّقاح من دون قلق (فيسبوك)
+ الخط -

دخل ثلاثة أشخاص، يوم الإثنين الماضي، معهد "كايزر الدائم للأبحاث الصحيّة"، في سياتل في ولاية واشنطن الأميركية، للحصول على الجرعة الأولى من اللّقاح التجريبي mRNA-1273، الذي أنتجته مؤخراً شركة "مودرنا" للتكنولوجيا الحيوية، ضدّ فيروس كورونا. لكن جنيفر هالر، سرقت الأضواء من زميليها نيل براونغ وريبيكا سيرول، عندما تقدّمت لتكون الأولى بينهم لتلقّي جرعة اللّقاح الأولى، ضدّ الوباء الذي يقلق العالم، في ذراعها اليسار.

تبدو السيدة التي تبلغ من العمر 43 عاماً، والأم لولدين، متحمّسة جداً وهي تتحدّث عن خوضها هذه التجربة، كما أنّها سعيدة بالدعم الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها قبيل مشاركتها في التجارب. تحكي هالر في مقابلة لها على محطة MSNBC الأميركية، من دون أيّ خوف أو قلق ظاهر، عن انتظارها لمفاعيل هذا اللّقاح والتي بعضها قد يكون معلوماً وبعضها الآخر سنكتشفه في جسدها. التجارب التي تموّلها "المؤسسات الوطنية للصحة" في الولايات المتحدة، ستتابع التجارب الأولى للّقاح ضد فيروس كورونا التي بدأتها يوم الإثنين 16 مارس/ آذار، لتشمل 45 مشاركاً. وتتراوح أعمار المشاركين بين 18 و55 سنة، يُحقن كلّ منهم بجرعتين من اللّقاح، بفارق 28 يوماً بين الجرعة الأولى والثانية.

لا تشبه سيرة هالر سيرة المواطنين الأميركيين الذين يتقدمون عادةً للمشاركة بتجارب كهذه، إذ يتقدّم للمشاركة بالتجارب الأولى لأدوية ولقاحات على البشر من هم بحاجة إلى المبلغ الذي تعرضه شركات الأدوية، مقابل حقن جسد الشخص باللّقاح أو تناوله الدواء الجديد، إذ إنّ هالر كما تصرّح وكما تبيّن صفحتها على LinkedIn تعمل مديرة عمليات في شركة تكنولوجيا. تصفها الشركة التي تعمل فيها "بأنّها لديها شغف خاص بمساعدة شركات التكنولوجيا لإرساء ثقافة ومحيط مريح لموظفيها، حيث يشعرون بأنّهم ذوو قيمة". كذلك هي، بحسب صفحتها الفيسبوكية، إحدى مؤسسي شركة استشارات، تعمل بشكل أساسي مع شركات التكنولوجيا الناشئة.

تصرّ هالر على أنّها خاضت هذه التجربة بحماس كبير، بسبب رغبتها الإنسانية في المساعدة والقيام بعمل مفيد في وجه هذا الفيروس الذي يجتاح العالم. وهي، مع جميع المشاركين في التجربة، سيخضعون للمراقبة الطبيّة لمدّة 14 شهراً، بعد حقنهم باللّقاح. وأضافت هالر أنّ الأطباء طلبوا منها تخصيص دفتر يوميات لتدوّن عليه كلّ الأعراض التي تشعر بها، والتي من المحتمل أن يتسبّب بها اللّقاح. كذلك تضيف أنّها مستعدة لجميع الاحتمالات، وللعوارض الجانبية التي قد يكون بعضها مرتبطاً باللّقاحات بشكل عام وبعضها الآخر جديد.

يُذكر أنّه إذا أثبت لقاح mRNA-1273 الذي تطرحه شركة "مودرنا" فعاليته، فإنه لن يصبح جاهزاً للاستهلاك التجاري قبل سنة أو 18 شهراً على الأقل. ولا يمكن لهذا اللّقاح أن يصيب من يتلقاه بالمرض أو أن ينقل عدوى الفيروس للناس من حوله، بما أنّه لا يحتوي على جزيئات من فيروس كورونا.

المساهمون