التحقيق مع سلفي بالمغرب اتهم الدولة بـ"الردة"

التحقيق مع سلفي بالمغرب اتهم الدولة بـ"الردة" بعد إغلاق المساجد بسبب كورونا

17 مارس 2020
تنديد شديد بكلام أبو النعيم (فيسبوك)
+ الخط -
فتحت الشرطة المغربية، اليوم الثلاثاء، تحقيقاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، في حق الشيخ السلفي المثير للجدل عبد الحميد أبو النعيم، بعد أن اتهم الدولة بـ"الردة"، على خلفية قرار إغلاق المساجد وتعليق صلوات الجماعة والجمعة مؤقتاً، حفاظاً على سلامة المصلين من مخاطر انتشار عدوى فيروس كورونا.

وكشف بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أنّ التحقيق مع أبو النعيم يأتي في سياق "الاشتباه في تورطه في التحريض على الكراهية، وتهديد المواطنات والمواطنين بارتكاب أفعال تنطوي على المس الخطير بالنظام العام"، مشيراً إلى أنّ "المدعو أبو النعيم كان قد ظهر في شريط فيديو منشور على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائط الاتصال الجماهيري، وهو يدلي بتصريحات تتضمن تحريضاً على العنف والكراهية، وتتضمن عناصر تأسيسية لأفعال إجرامية تنطوي على المس الخطير بالنظام العام، فضلاً عن تسفيه وتبخيس جهود السلطات العمومية لمكافحة وباء كورونا المستجد".

وأوضح البيان أنّه قد تم "الاحتفاظ بالمعني بالأمر تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجريه المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن أسباب وخلفيات نشر هذا الشريط التحريضي، الذي يتضمن تكفيراً للدولة ومؤسساتها، علاوة على تحديد كل الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر".

وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا، أمس الاثنين، مقطع فيديو لأبو النعيم قال فيه إنّ "البلد الذي تغلق فيه المساجد ولا تصلى فيها الصلوات الخمس، هذا بلد ارتد عن دينه، وكفر بعد إيمانه وأصبح دار حرب وليست دار إسلام".
وأثار الفيديو جدلاً وصل إلى حد مطالبة رواد مواقع التواصل الاجتماعي السلطات الأمنية بالتدخل "لوضع حد لمثل هذه الخرجات التي تزرع الفتنة بين صفوف المواطنين"، فيما اتهمه الإمام المغربي مصطفى الشنضيض، بـ"إذكاء نار الفرقة والكراهية والخروج على النظام العام، بدلا من الجماعة والرحمة والطاعة".
وقال الشنضيض، في تدوينة على "فيسبوك": "يتكلم عن وزارة الأوقاف وإغلاق المساجد وكأنها تفعل ذلك في سائر الأيام على الدوام، وكأنه ليس هناك في المغرب حوالي 50 ألف مسجد مرفوعة، ويذكر فيها اسم الله، ويتكلم عن العصاة بالتشفي وبكبر عجيب، ووصفهم بما لم يصفهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".

وسبق للشيخ السلفي أنّ أثار الجدل في المغرب، بعد أن دعا إلى هدر دم عدد من الأدباء والمفكرين المغاربة، لكن دون أن يتم تحريك المتابعة القضائية في حقه.

وكانت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى، قد أفتت بضرورة إغلاق أبواب المساجد سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة، ابتداء من أمس الاثنين.

وقال المجلس العلمي الأعلى، في بيان، إنّ الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس "تفتي بطمأنة المواطنين والمواطنات بأن هذا الإجراء لن يستمر. وستعود الأمور إلى نصابها بإقامة الصلاة في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي"، مؤكدة "وجوب استمرار رفع الأذان في جميع المساجد".

واعتبر المجلس أنّ الفتوى "تأتي نظراً للضرر الفادح الناجم عن الوباء الذي يجتاح العالم، واعتباراً لما صدر من توجيهات من الجهات المختصة، بما فيها وزارة الصحة، بهدف الحرص على الوقاية من الفيروس بإغلاق أماكن عمومية وخصوصية".

المساهمون