طريق سريع ذكي أم "خطر" في بريطانيا؟

طريق سريع ذكي أم "خطر" في بريطانيا؟

08 فبراير 2020
طريق "أم42" في بريطانيا (مايك كيمب/ Getty)
+ الخط -
أعلنت شركة "الطرقات السريعة إنكلترا" في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، أنها ستضيف 300 ميل من الطرقات السريعة الذكية من دون أكتاف صلبة (ممرات على يسار الطرقات السريعة مخصصة لحالات الطوارئ) في كل أنحاء بريطانيا، على أن ينتهي العمل بها بحلول عام 2025. بيد أنّ هذه الطرقات أثارت أخيراً جدالاً في مدى خطورتها على حياة الناس، وذلك بعدما لقي 38 شخصاً مصرعهم عليها خلال السنوات الخمس الماضية.

وكان من الطبيعي أن يكون هناك الكثير من التساؤلات، بحسب المواطنين، عن هذه الأنواع الأحدث من الطرقات السريعة الذكية، منها: "هل هي أكثر خطورة من الطرقات التقليدية التي اعتدناها؟ وما الغرامات المالية التي قد تفرض في أثناء استخدامها؟". وحمّل أهالي الضحايا الذين قتلوا على هذه الطرقات المسؤولية إلى متبني هذه الطرقات لافتقارها إلى "الكتف الصلب".

وأظهر استطلاع رأي أعدته شركة خدمات سيارات بريطانية تدعى "النادي الملكي للسيارات" عام 2019، أنّ سبعة من كل عشرة أشخاص، ممّن شملهم الاستطلاع، يشعرون بأن إزالة الكتف الصلب من الطرقات السريعة يهدّد السلامة.




في المقابل، نشرت شركة "الطرقات السريعة إنكلترا"، إحصائيات بعد جمعها بيانات منذ افتتاح أول طريق سريع ذكي في عام 2006، وتبيّن أنّ نسبة حوادث الإصابات الشخصية انخفضت إلى أكثر من النصف.

يبدو أنّ الأهداف المتوقعة لهذه الطرقات السريعة الذكية فشلت أو لم تكن على مستوى طموحات الناس. إضافة إلى العديد من المواطنين، انتقدها بشدّة جون أبتر، رئيس اتحاد الشرطة البريطانية، وذلك في مؤتمر اتحاد الشرطة لسياسة الطرقات، ووصفها بـ"الفخ المميت"، واتّهم المسؤولين عن الطرقات السريعة بالتضليل. يضيف: "لا أحبّ مصطلح الطرقات السريعة الذكية. إنها ليست ذكية". ويوضح أن الطرقات السريعة التي تخلو من الكتف الصلب "خطيرة بطبيعتها وتعرّض الأرواح للخطر". ويلفت إلى أنّ شركة "الطرقات السريعة إنكلترا" ضللت البلد تماماً من خلال تقديم طرح أقل جودة من مفهوم الطريق السريع الذكي الذي جُرِّب قبل 14 عاماً. وطُبّق النموذج الأول على الطريق السريع "M42"، وهو عبارة عن مناطق طوارئ كل نصف ميل تقريباً، ما يمنح المركبات المعطّلة ملاذاً آمناً. أمّا الطرقات السريعة الذكية الأحدث، فتفصل بين مناطق الطوارئ مسافة ميل ونصف ميل تقريباً.

ويأتي تصريح أبتر بعدما طالب نواب في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، عدم اعتماد سياسة الطرقات السريعة الذكية، والسير في تحسينات عاجلة لتأمين السلامة. حالياً، يدرس وزير النقل، غرانت شابس، إجراء تغييرات تشمل إضافة مناطق طوارئ. وكان من المقرر أن يحضر مسؤولو "الطرقات السريعة إنكلترا" مؤتمر اتحاد الشرطة عن الطرقات السريعة الذكية، لكنّهم انسحبوا. بدلاً من ذلك، أصدرت الشركة بياناً أبدت فيه تعاطفها العميق مع عائلات وأصدقاء من فقدوا حياتهم على الطرقات السريعة الذكية.

في هذا السياق، يقول مدير العلاقات الإعلامية لدى "الطرقات السريعة إنكلترا" أندرو بروتون، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطرقات السريعة الذكية تعتمد مجموعة من تدابير الحماية، التي لا تعتمد في أنواع أخرى من الطرقات عالية السرعة. وتشمل كاميرات مراقبة، وأجهزة استشعار للكشف عن تدفق حركة المرور وسرعتها، وعلامات إلكترونية لإغلاق الممرات، ووضع رسائل تحذير لإبطاء حركة المرور. ويقول إنه في المتوسط وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، حدثت حالة وفاة واحدة من أصل كل 12 حالة توقّف على الطرقات السريعة التقليدية على جانب الطريق، حيث الكتف الصلب.

ويلفت بروتون إلى أنّ "الطرقات السريعة إنكلترا" علّقت على هذه المخاوف في بيان جاء فيه: "إنّ وزارة النقل تدرس مجموعة من الأدلة في أثناء إجراءات التقييم. ونحن ملتزمون تنفيذ أي توصيات جديدة كجزء من عملنا المستمر لجعل طرقاتنا أكثر أماناً".




تجدر الإشارة إلى أن الطريق السريع الذكي هو ذلك الذي تُدمج فيه تقنيات لتحسين تشغيل المركبات، وتحسين إشارات المرور وإضاءة الشوارع، ومراقبة حال الطريق ومستويات حركة المرور وسرعة المركبات. والهدف من هذه التقنيات، تأمين سير المركبات بسلاسة، وتقليل عدد الحوادث على الطرقات، والحد من الضوضاء وانبعاثات المركبات الضارة. وفي حال الازدحام، يُفتح طريق الكتف الصلب أمام حركة المرور مؤقّتاً، وقد يتحوّل إلى ممر إضافي دائم يسمح لعدد أكبر من السيارات بالمرور. كذلك طرأت تحسينات إضافية، منها لافتات إلكترونية تُرى كل بضعة أميال، تضع علامة "X" حمراء بهدف إبلاغ السائق بعدم قدرته على استخدام طريق معيّن، وحدود السرعة المتغيرة. وتوجد أجهزة استشعار لمراقبة حركة المرور، فضلاً عن كاميرات مراقبة ومناطق طوارئ وهواتف طوارئ.

دلالات